سكيكدة عاصمة الماء تعاني الندرة

تشهد العديد من احياء مدينة سكيكدة خلال الأيام الأخيرة، أزمة حادة في التزود بالماء الشروب ازدادت حدتها خلال اليومين الأخيرين وسط موجة من الاستياء لدى المواطنين، خاصة وان الانقطاع عادة يتم دون سابق انذار ودون اسباب واضحة، بينما لا تزال بعض أحياء سكيكدة كوسط المدينة وبوعباز وحتى العربي بن مهيدي وبني مالك وحي المسجد ولأكثر من 10 ايام تشكو تذبذبا كبيرا في التزود بالماء الشروب.
وقد نجم عن هذا الوضع الحرج لجوء السكان إلى اقتناء صهاريج الماء مجهولة المصدر بأسعار تصل إلى أزيد من 700 دج، كما وجد العديد من المواطنين بالخصوص المرضى منهم، صعوبات جمة في الحصول على قارورة المياه المعدنية التي نفدت بشكل غريب من كل المحلات التجارية، بينما استغل بعض التجار المضاربين وعلى قلتهم بيع قارورة مياه معدنية ذات 1.5 لتر ب 50 دج.
وأمام غياب كلي لمصالح المراقبة التي أكدت المشاكل اليومية التي يعيشها المواطن باستمرار مع السوق أنها خارج مجال التغطية، بعد أن اقتصر نشاطها داخل المكاتب المكيفة، أما عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الأزمة الجديدة فيما يخص المياه المعدنية بما في ذلك مياه الينابيع المعبأة والتي لم تشهدها سكيكدة من قبل، فقد أرجعها العديد من الباعة ممن تحدثنا معهم إلى عدة اسباب، منها ارتفاع الطلب من قبل المستهلكين، خاصة خلال الفترة الأخيرة بعد أن لاحظوا أن المياه التي تصل إلى حنفياتهم ذات رائحة وطعم ولون غريبين.. زيادة على ظاهرة الاحتكار من قبل بعض الموزعين الذين يعتمدون على تخزين المياه المعدنية بغرض رفع التسعيرة، إذ يتراوح سعر حزمة ب 6 قارورات ذات 1.5 لتر عند الموزعين بالجملة بين 170 دج إلى 180 دج، حسب نوعية السلعة، وهو الأمر الذي دفع بالعديد من اصحاب المحلات إلى العزوف عن التزود بهذه المياه لأنه حسب احدهم ليس بمقدوره بيع القارورة الواحدة للزبون بسعر يقدر بين 30 دج و40 دج. أما على مستوى البلديات الداخلية، فالوضع صعب للغاية بالعديد من البلديات والتجمعات السكانية، سواء تلك الواقعة غرب سكيكدة أو شرقها وحتى جنوبها، إذ ما تزال تشكو من ازمة التزود بالماء الشروب لسنوات في انتظار التجسيد الميداني للمشاريع التي استفاد منها القطاع والتي طالت.
للإشارة، تحدث هذه الأزمة الحادة في التزود بالماء في ولاية تحوز امكانات كبيرة منها أربعة سدود بسعة اجمالية تقدر بأكثر من 297 مليون متر مكعب، كما أنها تملك أودية كثيرة كوادي قبلي ووادي الزهور والوادي الكبير، إضافة إلى 13 حاجزا مائيا بحجم إجمالي ب1.4 مليون متر مكعب و745 بئر وأكثر من 35 بئرا عميقة، فضلا عن محطة لتحلية مياه البحر تتواجد على مستوى المنطقة الصناعية الكبرى بعاصمة الولاية بسكيكدة بطاقة إنتاجية تصل إلى 100.00 متر مكعب من المياه يوميا موجهة لتموين القاعدة البتروكيميائية ، تدعيم مدينة سكيكدة وعدة مراكز عمرانية تابعة لها، وكذا بلديات مجاورة لها، زيادة على 05 محطات لمعالجة المياه بطاقة إنتاجية يومية 163 ألف و900 متر مكعب.