الجزائر

سكان قرية الشوف بجيجل يشتكون غياب الماء والخدمات الطبية


يشتكي مواطنون مقيمون بقرية الشوف، المنتمية لإقليم بلدية خدروش أولاد يحي، من عديد المعضلات، فمن تواضع الخدمات الصحية المقدمة وغياب شبكة الماء الشروب والصرف الصحي، إلى اهتراء المسالك وانعدام الغازو النقل المدرسي، تكتمل صور معاناتهم التي رسمت على مر السنوات.واطنون يقطنون بقرية الشوف، الواقعة على بعد 70 كلم شرقي الولاية جيجل، ل”الفجر”، أن حياتهم لم تتحسن في عديد المجالات بالرغم من الموقع الهام للقرية التي تعد بوابة للبلدية. وفي هذا السياق أبرز لنا المواطنون أن عيادة البلدية الكائن مقرها بالقرية لاتزال هيكلا بلا روح، على اعتبار أن أغلب مصالحها تظل مغلقة أمام مواطني البلدية، فهي لا تقدم إلا خدمة الفحص والعلاج من قبل طبيب عام وطبيب أسنان، إضافة إلى ممرض واحد يشتغلون في غالب الأحيان في الفترة الصباحية، ويغطون عدد سكان البلدية البالغين أزيد من 20 ألف نسمة حسب آخر إحصاء. فيما لاتزال مصالح عديدة في حاجة إلى تفعيل وفي مقدمتها مصلحة الولادة وطب الأطفال والأشعة. والطامة الكبرى برأي المواطنين أن الدولة صرفت أموالا طائلة لتزويد العيادة بأجهزة الأشعة غير أنها لحد الآن لم تشغل، إذ نال منها الصدأ وكأنها اقتنيت للديكور ليس إلا، ويتساءل المواطنون عن سبب عدم استعمالها.. وقد دفعت هذه النقائص سكان القرية إلى التنقل اليومي لعيادات ومستشفى منتوري بمدينة الميلية للاستفادة من أبسط الخدمات الصحية. معاناة سكان القرية تتصل أيضا بصعوبة التزود بالمياه الصالحة للشرب، إذ لاتزال المنطقة تعاني من عدم ربط بيوتها بشبكة المياه، إذ يعتمد السكان عن أنفسهم لتوفير الماء الشروب، وهذا بجلبه من منابع بعيدة عن التجمع السكاني يتطلب نقله بالسيارات والحمير. أما القناة الوحيدة التي خصصتها البلدية لسكان القرية فإن معظم مياهها لا يصل لمواطني المشتة بسبب تعرضها للسطو من قبل العائلات التي تمر القناة على أراضيها، خاصة في منطقة “أمزرو”. وفي الوقت الذي تخلص فيه مواطنو القرية من العزلة بعد تهيئة وتعبيد الطريق الذي يربط البلدية بمدينة الميلية على مسافة 10 كيلومترات، فإن المعضلة الحقيقية التي مازالت تِؤرقهم تكمن في صعوبة التنقل داخل القرية بسبب ضيق المسالك والطرقات الفرعية وحاجتها للتهيئة والإصلاح، فالقضاء على عزلة عائلات هذه القرية المترامية الأطراف يستلزم ربط مختلف مناطقها جهاتها بطرق معبدة أو على الأقل رملية، ويتعلق الأمر بمناطق تايلام والمعاسة وتابلاع والشحنة وتامازير وتامداور.
نقص فادح في النقل المدرسي
من جانب آخر، عبر أولياء تلاميذ القرية المتمدرسين بمتوسطة بوزيوغ محمد والثانوية الجديدة، عن سخطهم جراء النقص الفادح للنقل المدرسي، على اعتبار أن الحافلة الوحيدة المخصصة لهذا الغرض لاتستوعب العدد الهائل للتلاميذ. كما اشتكى الأولياء من كثرة تعطلها، ويبقى الخاسر الأكبر هم التلاميذ الذين يقطعون بضعة كيلومترات للوصول إلى مؤسساتهم في ظروف صعبة، خاصة في الأيام الممطرة. وفي سياق ذي صلة اشتكى مواطنو قرية الشوف من غلاء أسعار النقل نحو مدينة الميلية، إذ يدفعون للناقلين 25 دج لقطع مسافة لاتزيد عن 7 كيلومترات.
وحسب المعطيات المستقاة من أعضاء في المجلس الشعبي لبلدية خدروش أولاد يحي، فإن قرية الشوف تعد من القرى المحظوظة لكونها تحتضن عيادة البلدية، حتى وإن بقيت بعض مصالحها لحد الآن غير وظيفية بسبب مشكل التأطير، إذ رفض الموظفون المعينون بالعيادة الالتحاق بمناصب عملهم بحجة انعدام الشروط الضرورية للحياة. وحسب ذات المصادر فإن سكان المنطقة سيستفيدون قريبا من الماء الشروب، إذ شرع المقاول الفائز بصفقة ربط بيوت عدة قرى تابعة للبلدية ومن بينها قرية الشوف في إنجاز الشبكة التي ستربط بخزانات جديدة تتزود عبر قنوات مربوطة بآبار واقعة بقرية أولاد بوزيد، التابعة إداريا لبلدية الميلية.
وحسبما علم من ذات المصادر، فإن الدراسة التقنية التي أجريت مؤخرا لتزويد قرى ببلدية خدروش أولاد يحي بالغاز الطبيعي، قد شملت أيضا قرية الشوف المتاخمة للقناة الرئيسية لهذه المادة الحيوية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)