الجزائر

سكان بقوزة يعيشون التخلّف ليلا ويصارعون الفقر نهارا



سكان بقوزة يعيشون التخلّف ليلا ويصارعون الفقر نهارا
تتخبط مئات الأسر القاطنة بقرية بقوزة، ببلدية تغزوت في عمق صحراء ولاية الوادي، وسط جملة من المشاكل التي أرقت يومياتهم وجعلتهم يعيشون حياة بدائية ملؤها الفقر والحرمان والاحتياج، من خلال افتقارهم لأدنى ضروريات الحياة الكريمة. فالسكان يعيشون ليلا في التخلف ونهارا يصارعون الفقر والحرمان، وتأتي في مقدمة هذه النقائص شبكة الكهرباء وانعدام المسالك الفلاحية وكذا غياب المرافق الترفيهية.
الداخل لقرية بقوزة الواقعة غرب بلدية تغزوت، 25 كلم عن عاصمة الولاية، يعتقد أنه متّجه نحو جنة خضراء لكن عند دخوله لها يجد واقعا مريرا، فجل السكان يعملون في القطاع الزراعي الذي يعرف حيوية ونشاطا كبيرين في الولاية، خاصة منتوج البطاطا الذي تشتهر به القرية. ولكون القرية فلاحية بدرجة أولى فإن شبكة الكهرباء المطلب الضروري لازدهار المنتوجات، ولكن للأسف - حسب حديثهم ل”الفجر”، فإن هذا المشكل أرق العديد من الفلاحين الذين يضطرون في معظم الحالات إلى إدخال شبكة الكهرباء من قرى مجاورة أو من عند الجيران الذين يملكون كوابل كهربائية قوية تتحمل كثرة الاستهلاك، فهذا المشكل المطروح يشكل صعوبة كبيرة، خاصة للسكان في فصل الصيف حيث يشهد نوعا من التذبذب، ما يؤثر سلبا على المنتوجات ويؤدي بها إلى الإتلاف في كثير من الأحيان.
وكانت مصالح البلدية، في وقت سابق، قامت بدعم بعض السكان بشبكة الكهرباء، لكن لحد الآن لا تكفي لتوفير كل متطلبات الفلاحة، خاصة أن المنطقة من المنتجين الأوائل في إنتاج البطاطا. وما زاد الطين بلة الانعدام الشبه التام للمسالك الفلاحية التي يحتاجها الفلاح للسير إلى مزرعته، ما يجعل الكثير من الأهالي يستعينون بالوسائل البدائية للمرور كالعربة التي بدورها تجد صعوبة كبيرة في تخطي الرمال، أ استعمال سيارة من نوع الدفع الرباعي للذين يملكونها. أما الباقي يستعملون الوسيلة المذكورة سابقا التي تعد الوسيلة ذات الانتشار الواسع عند السكان. وأبدى الفلاحون استياءهم الشديد جراء ما آلت إليه مزارعهم المهددة بالزوال إذا لم تلق التفاتة جادة من طرف السلطات المعنية في أقرب الآجال.
المشكل الثالث الذي يؤرق سكان قرية بغوزة هو البناء الهش، أو السكن الريفي الذي توزعه البلدية على قاطني القرية، فقد كانت المنطقة لها النصيب الأقل في هذه الحصة، واستفاد البعض منها غير أن عدم إدراج كامل المساكن الهشة ترك الأسر تحت شبح التهديد الدائم بانهيار الجدران الهشة على رؤوس السكان، خاصة في فصل الشتاء وعند هطول الأمطار. وعلى حد قول الكثيرين من أصحاب السكنات الهشة الذين لا يعرفون طعم النوم خلال تساقط الأمطار التي تضطرهم إلى تفريغ غرفهم من المياه المتسربة إلى داخل سكناتهم. وفي إطار توزيع البلدية المحلات فقد نالت القرية نصيبا من هذا التوزيع، لكن لحد الآن لم تسلم لأصحابها رغم طول المدة، فأصبحت ديكورا يزين واجهة الطريق، ولكن الأدهى و الأمر أن بعض الشبان المراهقين حوّلوها الى موقع لشرب الخمر والرذيلة، ما زاد من تذمر شديد للمواطنين عن هذا الوضع المزري.
تضاف إلى هذا كله أزمة النقل الحادة التي باتت تؤرق الكثير من السكان، حيث أصبحت الوسيلة الأكثر طلبا بالنسبة لهم للتنقل إلى البلدية أو عاصمة الولاية لقضاء حاجياتهم التي في أكثر الأحيان يتغاضون عنها إلا الضرورية منها، ما فتح المجال لأصحاب سيارات ما يسمى ”الفرود” التي ترفع أسعارها التي تصل أحيانا إلى 50 دج للفرد الواحد.
أما بالنسبة للتلاميذ الذين يلتحقون بالأطوار المتوسطة والثانوي فهناك حافلة واحدة فقط للنقل المدرسي لهم، وأوضح لنا بعض الأولياء أن الحافلة المخصصة لأبنائهم تتعطل أحيانا خاصة في فترة الامتحانات، هذا الوضع الذي بات يؤثر بشكل سلبي على مردودهم الدراسي .
وحسب كلام السكان ل”الفجر”، فإن التهيئة الحضرية بقريتهم تعرف وضعا مخزيا للغاية فمسجد القرية لا يتوفر على أدنى الضروريات التي تشعر المصلي بالراحة النفسية، فإمامه يأتي مرة في الأسبوع يوم الجمعة. أما المقبرة أصبحت مرعى ترعى فيها الحيوانات والبهائم نظرا لغياب السور الذي من المفروض أن يحميها ويحمي حرمة المكان.
وأكد لنا بعض السكان أن هناك أرض وقفية خاصة لبناء المسجد، إلا أن مديرية الشؤون الدينية رفضت إعطاءهم رخصة بناء بحجة قرب المسجد القديم منه كما لجأ مدير الشؤون الدينية بالوادي من تجميد جمعية الحي بحجة خوفه من الفوضى، الوضع الذي استنكره السكان ووصفوه بنوع من التعسف الإداري.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)