الجزائر

سكان باش جراح ينتفضون بعد عملية الترحيل ب"الهواء الجميل"



انتفضت العائلات التي تقطن بحواف الأودية بباش جراح، عقب إعادة الإسكان التي استفادت منها 4 عائلات الأسبوع المنصرم بحي الهواء الجميل؛ حيث أكد محدثو "المساء" أن لهم الأولوية في السكن، خصوصا أمام الخطر الذي يعيشون فيه مع حلول فصل الشتاء، معربين عن تخوفهم من ارتفاع منسوب مياه الوادي، وحدوث فيضانات قد تؤدي بحياتهم إلى ما لا يُحمد عقباه.استفادت 4 عائلات بحي الهواء الجميل بباش جراح، من سكنات اجتماعية لائقة، في إطار برنامج إعادة الإسكان الذي انطلقت فيه ولاية الجزائر سابقا، بعدما أضحت البيوت الهشة التي كانوا يقطنون بها مهددة بالسقوط، فيما اغتنم سكان الأودية بوادي أوشايح وحي البدر، مقابل ذلك، الفرصة لرفع انشغالهم إلى السلطات المعنية؛ بغية ترحيلهم في أقرب الآجال، وانتشالهم من الأوضاع المزرية التي يعيشون فيها.
وأكد رئيس بلدية باش جراح نور الدين مسخر، أن جماعته المحلية قامت، مؤخرا، بتوزيع 2500 سكن اجتماعي؛ حيث تنتظر العائلات المقصاة نصيبها هي الأخرى، من هذه السكنات، في انتظار تسلّم البلدية الحصص الإضافية الأخرى التي وعدت بها ولاية الجزائر. كما تنتظر حصصا لإعادة إسكان العائلات التي تقطن بحواف الأودية.
الخطر يحدّق بسكان الأودية
تحدّث سكان بلدية باش جراح إلى "المساء" ، عن وجود بنايات بالعاصمة هشة جدا، تستوجب ضرورة ترميمها أو هدمها كليا، إلى جانب سكنات قصديرية بالقرب من الشواطئ والأودية، خاصة أن هذه التقارير تشير إلى احتمال انهيار هذه البنايات بمجرد سقوط الأمطار أو حدوث هزة أرضية حتى ولو كانت ضعيفة، ولكن رغم ذلك يضطر قاطنوها للعيش فيها لاستحالة إيجاد البديل، مع عجز السلطات المعنية عن القضاء على هذه الظاهرة بشكل جذري، حسبهم.
ورفعت عدة عائلات على هامش العملية الأخيرة لإعادة الإسكان، نداء استغاثة إلى السلطات المعنية، بانتشالها من المواقع الذي تعيش فيه، والذي أضحى يشكل خطرا على حياة أفرادها، لا سيما عند تهاطل الأمطار الغزيرة؛ حيث وقفت "المساء" على واقع العائلات، التي عبّر ممثلوها عن تخوفهم من انهيار سكناتهم تزامنا مع موسم الشتاء بحي وادي شايح.
وأجمع محدثونا على أن نعمة الأمطار تتحول إلى نقمة على قاطني البيوت الهشة والآيلة للسقوط بالعاصمة. وأكدت إحدى القاطنات بالحي أن التقلبات الجوية تُدخل الرعب والهلع في قلوب العائلات؛ خوفا من تساقط الأمطار الغزيرة، وارتفاع منسوب مياه الوادي.
15 عائلة تعاني في صمت
أكد محدثونا أن العائلات البالغ عددها أزيد من 15، تعيش، هذه الأيام، هاجس الخوف والهلع من تساقط أمطار الشتاء، التي قد تغمر منازلها، موضحين أن أمطار السنة الماضية جعلتهم يقضون "ليالي بيضاء"، خصوصا أن التقلبات الجوية ترعبهم بسبب وضعية السكنات التي يقطنونها؛ فهي عبارة عن بيوت مهترئة وهشة، علما أنه تم تشييد هذه السكنات فوق الوادي منذ 50 سنة خلت بدون أن يحرك هذا الخطر المتربص بالعائلات، أي جهة معنية.
وقالت إحدى السيدات التي تقطن بالحي: "بمجرد حدوث اضطراب جوي خفيف، تحاصر المياه كل المكان، وتندفع بقوة إلى داخل البيت المكون من غرفتين، والذي يصبح عبارة عن مستنقع وبرك من المياه، فيتعذر علينا الخروج بسبب الاضطرابات الجوية. وإذا ساءت الأحوال المتردية لعدة أيام، فنضطر للبقاء داخل البيت...".
غياب الأسواق المنظمة انشغال كبير
أرجع أحد التجار الفوضويين سبب رفض الباعة "غير الشرعيين" البيع في المحلات التجارية، إلى تموقعها في أماكن معزولة وبعيدة عن التجمعات السكنية، مؤكدا أن باعة الرصيف يتعرضون لمشاكل عديدة؛ منها عدم الاستقرار، والمطاردة شبه اليومية من قبل أعوان الأمن، إلى جانب التغيرات الجوية التي تؤثر على نشاطهم التجاري.
وأضاف محدثنا أن إنجاز أسواق جديدة يقضي على الضغط الكبير الذي تشهده باقي أسواق البلدية، خاصة الموجودة في الأحياء الكبرى؛ حيث تسمح هذه الفضاءات التجارية باستيعاب أكبر عدد ممكن من التجار أصحاب الطاولات، وتزيل، بذلك، مشكل الأسواق الفوضوية المنتشرة على الطرقات والأحياء الرئيسة بالبلدية.
مشاريع جديدة في طور الإنجاز بأحياء البلدية
أكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية باش جراح، أن هيئته تنظم لقاءات أسبوعية مع ممثلي مختلف الأحياء، لرفع انشغالاتهم والنقائص، واصفا المجتمع المدني ب "حليف" البلدية، وموضحا أن هذه اللقاءات الدورية تدخل في إطار برنامج العمل المسطر في الميدان، مبرزا ضرورة إشراك المجتمع المدني في مختلف القرارات ذات العلاقة بالسكان، لا سيما في ما يتعلق ببرمجة المشاريع انطلاقا من كونها تمثل قوة اقتراح عبر إشراكه في تسطير الأولويات.
ويرى "المير" المجتمع المدني "شريكا فعالا" في هذه المعادلة شريطة هيكلته وتأطيره؛ ما يساهم في دعم الديمقراطية التشاركية، المبنية على قوة الاقتراح، وهو الأمر الذي تركز عليه السلطات المحلية، وتوصي بتفعيله.
وأشار في حديثه إلى أن السلطات المحلية انطلقت بعد التشاور مع المجتمع المدني، في إنجاز بعض المشاريع الضرورية، على غرار إنجاز أدراج الجسر الرابط بين الشارع"6" بحي ديار الجماعة والشارع الأول لجنان مبروك؛ إذ يُعد هذا الممر ضروريا جدا، بالإضافة إلى الانطلاق في مشروع إنجاز ملعب جواري، وتهيئة حظيرة السيارات بجانب عمارة 22 بباش جراح"1"، وإعادة طلاء مدرسة " ابن رشد"، وإنجاز الأدراج في حي "الديسكة" بحي البدر، وإعادة تهيئة طريق جيلالي اليابس، وتسجيل أشغال تهيئة ب "مدرسة بوجمعة"، ناهيك عن إعادة تهيئة طريق شارع "المخطط".
للإشارة، أكد رئيس بلدية باش جراح أن ولاية الجزائر أعطت الموافقة على إحصاء العائلات المعنية، في انتظار تسلّم الحصة السكنية، مشيرا إلى أن إعادة الإسكان ضرورية لاستكمال الشطر الأخير من أشغال إعادة تهيئة الوادي بالتنسيق مع مختلف القطاعات رفقة الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للحراش.
وتقوم السلطات المحلية بدراسة ملفات العائلات المتضررة والتي تعيش خطر الفيضانات، في انتظار تسلّم السكنات لترحيلهم، حيث طمأنت السكان، حسب المتحدث، بالعمل على تسريع وتيرة العملية في أقرب الآجال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)