الجزائر

سعدان كان يرفض التغيير حتى ولو كان البديل "يطير" الدولي السابق حسين آشيو لاعب اتحاد بلعباس ل"الخبر"



سعدان كان يرفض التغيير حتى ولو كان البديل
ارتحت لتفادي المنتخب الإثيوبي لأنه قوي فعلا / اتحاد بلعباس سيعود إلى حظيرة الأضواء وأتمنى أن يخطط المسيرون لعمل على المدى المتوسط أو البعيد / مازالت متأثرا بالإقصاء أمام "المغاربة" في كان 2004اتحاد العاصمة فريق القلب واسمي سيبقى منقوشا في تاريخه العريق / "الخضر" مرشحون للتأهل إلى البرازيل وحاليلو يملك كل إمكانيات تحقيق ذلك
يعد اللاعب حسين آشيو من اللاعبين المخضرمين القلائل الذين سطع نجمهم من جديد مع بداية الموسم الكروي الجديد 2013/2014 تحت ألوان اتحاد بلعباس، وذلك بالرغم من الانتقادات التي صاحبت عملية تحوّل اللاعب لأجل حمل ألوان فريق ينشط في دوري المحترفين الثاني. آشيو الذي بات يعد من أنشط اللاعبين ضمن تعداد فريقه الجديد، يكشف من خلال هذا الحوار الذي خص به "الخبر" عن الأسباب التي جعلته ينضم إلى نادي "المكرة"، وعن بعض الأمور التي تخص مسيرته الكروية، إضافة إلى مسيرة المنتخب الوطني في طريقه إلى "المونديال" وعن أمور أخرى نجعلكم تكتشفونها من خلال هذه الدردشة.
تواجدكم ضمن تعداد اتحاد بلعباس لم يكن متوقعا قياسا بارتباط اسم حسين اشيو بأندية النخبة الوطنية منذ بروزه كلاعب مميز..
بالنسبة لي فريق اتحاد بلعباس هو فريق حظيرة كبار، لأنه كان ينتمي الموسم الفارط إلى القسم الأول، كما أن الاتحاد يملك تاريخا عريقا ويمثل مدينة تستنشق كرة القدم، بلإضافة إلى قدوم عديد اللاعبين الذين استقدموا هذا الموسم والذين أعرفهم حق المعرفة. لقد واجهت الاتحاد الموسم الماضي بألوان مولودية وهران، حيث وقفت شخصيا على حقيقة فريق مضطرب بسبب المسيرين آنذاك، كما أن وقوف الجميع وراء هذا الفريق، بما في ذلك السلطات لأجل تحقيق الصعود، كان من بين الأسباب التي جعلتني أقبل العرض.
وكيف كان الاتصال مع اتحاد بلعباس؟
لقد اتصل بي رئيس اتحاد بلعباس، بن سنادة، وعرض علي فكرة الانضمام إلى الفريق قبل أن يقنعني بحمل ألوان هذا النادي العريق، قياسا بالأهداف التي سطرتها الإدارة، وهي أمور شجعتني على قبول العرض، خاصة بعد أن علمت باتصاله بعديد اللاعبين المعروفين القادرين على المساهمة الفعالة في تحقيق العودة السريعة إلى القسم الوطني الأول المحترف. كما أن قدوم المدرب عبد الكريم بيرة على رأس العارضة التقنية كان من بين الأسباب التي شجعتني أيضا على التحول إلى الاتحاد.
سجل آشيو عودة قوية إلى الواجهة، بعد أن ظن البعض بأن نجمك قد أفل مقارنة بسنك، فما هو السر في هذه العودة القوية؟
أرى صراحة بأنه لا يوجد أسرار من هذا الجانب، لأن المثابرة في العمل والحرص على مداومة التدريبات بكل جدية والانضباط هي المفاتيح الأساسية للنجاح بالنسبة لأي لاعب كرة قدم. فأنا لاعب ينشط لمدة 15 سنة كاملة في صفوف الأكابر، وكنت دائما أثابر رغم بعض الفترات التي قضيتها دون منافسة، على غرار ما حدث معي الموسم الماضي في مولودية وهران، بعد أن بقيت دون منافسة لمدة ستة أشهر، قبل أن أحقق لقب أحسن لاعب في 9 مباريات كاملة رغم إشراكي في مناصب متعددة. أما عن معطيات هذا الموسم، فأؤكد بأن معطيات عديدة ساهمت في بروزي فوق المستطيل الأخضر وليس على الورق، وهو ما جعلني أوقع 7 إصابات في ظرف 5 مباريات. كما أن الثقة التي وضعها فيّ المدرب بيرة جعلتني أقدّم كل ما لديّ، خاصة وأنني كنت دائما لاعبا أساسيا.
كيف جاءت مغادرتك لاتحاد العاصمة، رغم أن العديد من المتتبعين كانوا يرشحونك للبقاء في الفريق الذي عشت فيه أجمل لحظات مسيرتك الكروية؟
المشكلة الحقيقية التي واجهتها في اتحاد العاصمة هي المدرب الفرنسي هيرفي رونار والمدير العام مولدي عيساوي. فالمدرب الفرنسي خيّر المسؤولين بين بقائه ورحيلي، وهو القرار الذي لقي مساندة بعض المسيرين، على غرار مولدي عيساوي الذي كان من الأجدر به أن يقف إلى جانب اللاعبين القدامى من أبناء الفريق بدل دعم مدرب سرعان ما تخلى عن مسؤولياته ورمى المنشفة. فالأمور تأزمت بيني وبين هيرفي رونار خلال لقاء شبيبة بجاية، قبل أن تأتي حادثة حظيرة السيارات التي كان من الممكن أن تطور الأمور كثيرا بيننا، لولا تدخل البعض. معطيات جعلت المدرب يعاقبني بعدم إشراكي ضد اتحاد الحراش، قبل أن يستقبلني علي حداد الذي طمأنني على طريقته، بحكم أنني من أبناء الفريق، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب في ما بعد. ربما لأسباب متعلقة بعدم حيازة الرئيس الجديد على الخبرة الكافية في التسيير وتأثره بما كان يملى عليه من قبل أطراف كانت تتقاضى أجورا شهرية كمولدي عيساوي وآخرين. المهم أنني حققت ما كنت أصبو إليه في فريق القلب اتحاد العاصمة، بالظفر ب4 كؤوس للجمهورية و4 بطولات وطنية، ناهيك عن لعبي لنصف نهائي في منافسات “الكاف” ونصف نهائي في رابطة الأبطال ضد اينيمبا، حيث حرمنا الحكم من التأهل إلى النهائي.
ألم يكن لعلي حداد رأي آخر في قضية واحد من أبناء الفريق كآشيو؟
(يتنهد ويؤكد بأنه سيتحدث ربما لأول مرة من أعماق قلبه) لقد استقبلني علي حداد في مكتبه، وأكد لي بأنه من المستحيل أن يتركني أغادر الفريق، بعد أن اعتبرني كواحد من ركائزه وأبنائه، إلى درجة قال لي فيها بأن اعتبره “ماشي راجل” في حال تركني أغادر النادي. وهي معطيات تأكدت بأنها تغيرت بعد تدخل من لم يودوا بقائي في الفريق، رغم أنني كنت من أبرز اللاعبين الذين كانوا وراء بقاء الاتحاد في القسم الأول آنذاك، حيث قبلت بعقد ظرفي إضافي لمدة 10 أيام لأجل إنهاء الموسم، وتمكيني من لعب مبارتين حاسمتين حصلنا خلالهما على ست نقاط مكنتنا من تجنب السقوط بأعجوبة، مع أنني كنت قادرا على المطالبة بتمديد عقدي لموسم أو موسمين بدلا من 10 أيام لو كنت انتهازيا مثلما حاول بعض المسيرين تصويري لدى مجموعات من الأنصار. صراحة كنت أنوي إنهاء مسيرتي الكروية في اتحاد العاصمة إلا أن تواجد أشخاص في الفريق آنذاك جعلني أغيّر الوجهة دون تفكير مسبق، خاصة عيساوي الذي كان يتقاضى أموال طائلة من الفريق شهريا، رغم أن دوره كان ينحصر في الوقوف ليس إلا. المهم بالنسبة لي هو بقاء اسمي منقوشا وبشرف في تاريخ اتحاد العاصمة العريق.
احترفت في فترة عزّ عطائك كلاعب كرة في نادي “أوورو” السويسري، لكن سرعان ما عدت إلى اتحاد العاصمة، فما هو الدافع الذي جعلك تعود مجددا إلى البطولة الوطنية؟
خلال تلك الفترة كنت متواجدا مع اتحاد العاصمة في تربص بالخارج، ووصلني عرض في بادئ الأمر من نادي لوريان الفرنسي وطلبوا مني أن أجري التجارب، وهناك وجدت أمامي رفيق صايفي الذي تقاسمت معه الغرفة نفسها قبل أن يعجب المدرب غوركيف بإمكانياتي، إلى درجة طلب مني خلالها أن أحضر نفسي لأول مواجهة ضد باريس سان جيرمان. معطى دفع بي إلى الاتصال بمناجيري بادي آنذاك، وطلبت منه النظر في صفقتي مع الإدارة قبل أن يحضر بعد أسبوعين من ذلك الظرف الزمني لأسباب أجهلها، وهو الفارق الزمني الذي دفع الفرنسيين إلى الحصول على خدمات اللاعب فيوريس من نادي العين الإماراتي قبل أن يعرضوا علي 5 آلاف أورو. عرض رفضته جملة وتفصيلا، إيمانا مني بتمثيلي للعلم الوطني من موضعي كلاعب دولي، خاصة وأنني كنت أحصل على راتب أكبر في فريقي اتحاد العاصمة. فأنا ضد فكرة أن يلعب دولي جزائري مقابل أبخس الأثمان في أوروبا، رغم اتصال المدعو رولان بور سبي مرة أخرى لدفعي إلى مراجعة قراري.
وماذا قال لك رولان؟
لقد أكد لي رفع لوريان للعرض المالي إلى 7 آلاف أورو، وهو ما أغضبني كثيرا إلى درجة غادرت خلالها الفندق. رولان بورس عاود الاتصال بي وطلب مني التفكير مليا في العرض الذي سيفتح لي أبواب التألق في أوروبا، مع وجود قناة دعائية كبيرة بقيمة “كانال بليس” الفرنسية، وهو ما جعلني أرد عليه غاضبا، بعد أن أكدت له بأنني هنا لكي أعيل عائلتي وليس للظهور عبر قنوات “كنال بليس”. صراحة كنت فخورا بما قمت به، لأنني جزائري وفخور برجولتي.
وماذا حصل بعد ذلك؟
لقد تزامن رحيلي عن لوريون بعودة اتحاد العاصمة إلى الجزائر، ومن جهتي قررت البقاء في مركز ليرس للتحضير منفردا. تلقيت بعد ذلك عرضا من جماعة سويرو–جزائرية مشكلة من وكيل لاعبين، إضافة إلى محاميين جزائري وسويسري، و جزائري آخر إضافة إلى وكيل لاعبين هو شقيق المدرب الحالي للمولودية غيغر. هؤلاء قدموا لي عرضا للعب في فريق “نوشاتال غزاماكس” السويسري، الذي كان ينشط في القسم الثاني تحت إشراف آلان غيغر مقابل 15 ألف أورو شهريا مقابل منحة إمضاء تعادل 100 ألف أورو. صراحة رفضت اللعب في القسم الثاني قبل أن تعاود الجماعة نفسها الاتصال بي لتؤكد لي وجود فريق “أوورو” من الدرجة الأولى بحاجة إلى لاعب ينشط في منصبي مقابل نفس الأموال المعروضة من “نوشاتيل غزاماكس”. تنقلت بعد يومين من ذلك إلى سويسرا من الحدود خفية بسبب إجراءات الفيزا آنذاك. لقد أقنعتني نفس الجماعة بالإمضاء على عقد مكتوب بالألمانية لم أر عليه قيمة العقد، وهو ما كان بمثابة بداية الخديعة التي تعرضت لها بعد أن استلمت أموالا زهيدة، مع أنني أعمل حتى الآن على استرجاع ما تبقى من أموالي التي أمضيت بموجبها على العقد مع “أوورو”. فمجال وعالم الكرة صعب ومتشعب.
ماهو تقييمك لمسيرة المنتخب الوطني في التصفيات المونديالية، وهل لك أن تكشف لنا الفرق بين طريقتي عمل الشيخ رابح سعدان وحاليلوزيتش؟
لقد حقق المنتخب الوطني مسيرة محترمة منذ بداية التصفيات، وأرى بأن وصوله إلى المباراة الفاصلة أمر منطقي قياسا بالمجموعة من اللاعبين الذين يضمهم المنتخب، إضافة إلى الإمكانيات المسخرة حاليا الموضوعة تحت تصرف “الخضر”. أما عن المدرب رابح سعدان فأقول بأن قدرات هذا المدرب الفنية والتقنية لا نقاش فيها، بحكم امتلاكه لنظرة ثاقبة في مجال كرة القدم، إلا أنني أعيب عليه مبالغته في تعامله بالعاطفة مع معطيات المنتخب، ما يدفعني للقول بأن “الشيخ” لم يستفد من تجاربه السابقة كمدرب ل«الخضر”، خاصة بعدما حدث له في “مونديال مكسيكو” مع مجموعة من اللاعبين. أما عن تسيير المدرب سعدان مع أمور المنتخب الكروية فيمكنني أن أؤكد بأن المدرب المعني يتعامل مع المنتخب على أنه نادي كرة، بحكم تمسكه بالتشكيلة الاسمية التي يعتمد عليها منذ البداية، حتى ولو ظهر ضعف على أحد المناصب وتواجد بديل في حالة بدنية وفنية خارقة للعادة، وهو ما يجعلني أقول بأنك لن تلعب مع سعدان حتى “ولو كنت تطير”. أما عن وضعية “الخضر” الحالية منذ التحاق المدرب الفرانكو-بوسني وحيد حاليلوزيتش فيمكن القول بأن هذا الأخير يملك كل مواصفات المنتخب القوي، من خلال اللاعبين الذين يمكنهم التعامل مع مختلف الوضعيات، إلى درجة امتلاكه لفريقين يمكن الاعتماد عليهما في مبارتين مختلفتين. كما أن انضمام عدد من اللاعبين لبعض الأندية المعروفة في أوروبا من شأنه أن يخدم المنتخب كثيرا.
وماذا عن بوركينافاسو، منافس “الخضر” في اللقاء الفاصل المؤهل إلى البرازيل؟
سأعود لتكملة ما قلته عن المنتخب الحالي، لأؤكد بأنني كنت سأشرك فريقين مختلفين خلال مبارتي الذهاب والإياب أمام بوركينافاسو لو كنت مكان حاليوزيتش. فالتعداد يتوفر على مجموعة من أصحاب البنية القوية والإمكانيات البدنية القوية الذين يمكن لأي مدرب أن يعتمد عليهم لمقارعة المنتخب البوركينابي خلال لقاء الذهاب، على غرار مجيد بوڤرة ومجاني وحليش وڤديورة ومهدي ومصباح وبلفوضيل وسليماني وغيلاس وآخرين. كما أن المنتخب الوطني يضم في صفوفه لاعبين من الفئة التي تمتلك إمكانيات تقنية وفنية كبيرة، وهي التي يمكن الاتكال عليها في لقاء تشاكر بالبليدة، وهي تضم لاعبين من صنف فيغولي ولحسن وسوداني وتايدر وجابو، إلى غير ذلك من اللاعبين القادرين على الظفر بالتأشيرة وقهر الفريق البوركينابي، الذي يبقى من منظوري الشخصي في متناول “الخضر”، إذا ما تم الاستعانة بكافة المعطيات المتوفرة لهزمه. مع أنني أكدت سابقا على تفادي المنتخب الإثيوبي، الذي يبقى منتخبا قويا على خلاف ما يعتقده البعض، إضافة إلى حيازته على معطيات لا تخدم المنتخبات المنافسة، كالرطوبة العالية وارتفاع العاصمة “أديس أبابا” الكبير عن سطح الأرض.
ألا يضايقك لقب “الحرامي” الذي ألصقه بك أحد المعلقين المصريين في “كان 2004” بعدما فعلته ب«الفراعنة” هناك؟
لم أتضايق لأن المصريين اعتبروا أنني سرقت منهم فوزا كان في متناولهم وهذا صحيح. لقد وقعت هدفا سحريا في تلك المنافسة أمام المنتخب المصري، بعد أن دفعني صياح الأنصار إلى غاية منطقة 18 مترا للحارس نادر السيد، خاصة وأننا كنا منقوصين عدديا. فمن يحلل لقطة ذلك الهدف يدرك أنني وقعت هدفا خرافيا اختلط فيه فن الكرة بالجنون، خاصة وأنني كنت في أوج عطائي في بطولة موسم 2003/2004، حيث كنت أحسن لاعب في البطولة الجزائرية وشابا في ال23 لا يعترف بالخوف وواثق من تمكني من تفجير إمكانياتي في تلك الدورة.
يعني أن إحساسا ما راودك قبل ذلك اللقاء..
لقد صادفت قبل تلك المواجهة مناصرا لاتحاد العاصمة جاء إلى صفاقس لدعم المنتخب، ووعدته بالتسجيل في مرمى المنتخب المصري إذا ما تم إشراكي في ذلك اللقاء. كما أنني لم أنس الوعد الذي قطعته على نفسي مع المدلك الوطني آنذاك، السيد مهدي سوكحال، الذي أكدت له بأنني سأوقع واتجهت بعد ذلك نحوه لكي أتقاسم الفرحة معه دون المرور عبر سعدان، وهو الوعد الذي تذكرته في غمرة فرحتي، ما جعلني أقطع نصف الميدان لأفعل ذلك وسط فرحة لن أقدر على وصفها.
المنتخب الوطني كان على عتبة الإقصاء أمام زيمبابوي في اللقاء الثالث ضمن المجموعة؟
لقد لجأ الطاقم التقني إلى إشراك مجموعة من الذين لم يشاركوا بانتظام ظنا منه بأنه قد ضمن التأهل المبكر بعد تعادل أمام منتخب كاميروني قوي جدا ومنتخب مصري كان من بين أبرز المرشحين للظفر باللقب، قبل أن يصطدم بواقعية الخصم الذي كان أقرب إلى إحداث المفاجأة وإقصئنا، لولا ذلك الهدف الذي وقعته في شباكه عندما كنا متأخرين في النتيجة ب2/0 ليمكننا ذلك الهدف من المرور إلى ربع النهائي.
”الخضر” كانوا الأقرب للإطاحة بالمنتخب المغربي قبل أن تنقلب الأمور بصورة غير واضحة، تلتها تأويلات عديدة خلال تلك الدورة، فهل لك أن توضح الأمور أكثر؟
لقد حدثت مشاكل تنظيمية بالجملة ليلة اللقاء، حيث إن التشكيلة التي كان من المرتقب أن تواجه المغرب تغيرت لأكثر من مرة، قبل أن يتم الإعلان عنها على الساعة الحادية عشر ليلا. وأتذكر جيدا كيف تم إيقاظ اللاعبين من النوم لأجل إعلان ذلك وما خلفه ذلك من ردود فعل سلبية على أنفس اللاعبين ومعنوياتهم، خاصة بعد الاجتماع الذي أعلن عن تنظيمه في ساعة جد متأخرة من الليل لأجل التأكيد للاعبين على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من اللاعب المغربي الظهير الأيمن وليد رقراقي الذي يحسن اللعب الهجومي على الرواق. صراحة لقد أدينا مباراة محترمة أمام المغرب، حيث وقعنا هدفا ممتازا بفعل رأسية من شراد إثر تمريرة حاسمة كنت وراءها شخصيا، إلا أن فرحتنا لم تكتمل بعد أن انقلبت الأمور رأسا على عقب في ظرف وجيز جدا إثر خطأ في مراقبة الكرة من زياني. أنا متأثر خاصة وأننا لم نتمكن من إسعاد كل تلك الجماهير التي رافقتنا إلى صفاقس لأجل تشجيعنا (يؤكد بأن جلده اقشعر بعد استرجاعه لتلك الصور)، وهو أمر لم أهضمه حتى الآن، خاصة وأننا كنا قادرين على الذهاب إلى النهائي قياسا بذلك الحماس الكبير الذي نتمتع به.
تتحدث بحسرة كبيرة عن تلك الدورة..
صحيح، لأنني عايشت خلالها أجواء تاريخية وهستيرية لا تنسى، إضافة إلى تمكني من توقيع أجمل هدف في مسيرتي الرياضية. فلعب دورة نهائية من أمم كأس إفريقيا يعني تذوقك لنكهة خاصة لا تجدها في باقي المنافسات، خاصة عندما تستمع إلى النشيد الوطني وما يخلقه ذلك من انعكاسات تجعلك تنسى التعب وكل شيء. فدورة 2004 بتونس هي دورة “الكان” الوحيدة التي شاركت فيها لسوء الحظ، خاصة أنني تحولت بعد ذلك للاحتراف في سويسرا، وهو ما تزامن مع إشراف مدرب ضعيف على حظوظ المنتخب الوطني، وأعني به كافالي الذي أشار للقائمين على شؤون الكرة بعدم مشاركتي لمدة 6 أشهر كاملة في أي منافسة رسمية، مع أنني لعبت 31 مباراة كاملة مع أوورو السويسري الذي وقعت له ثمانية أهداف كاملة، قبل أن أتمكن من الحصول على لقب أحسن لاعب في الموسم في الفريق بشهادة صحفيين جزائريين كانوا يزورونني بين الفينة والأخرى هناك.
ألم يكن لديك أي اتصال بأي طرف مصري بعد ذلك الهدف التاريخي الذي وقعته في مرمى نادر السيد؟
لقد عدت إلى مصر بعد دورة تونس 2004، ووقعت هدفا في مرمى الأهلي في ملعب القاهرة الدولي، قبل أن أنعت على اسمي على ظهر القميص بطريقة لم تخرج عن أخلاقيات الرياضة. فالمنتخب المصري كان قويا جدا على مرّ مراحل الدورات النهائية، لكنني احتفظت بعلاقات جيدة مع مختلف اللاعبين المصريين الذين لاقيتهم بعد ذلك خلال إحدى المواعيد الرياضية في تونس، حيث قضينا أوقات رائعة مع بعض. فعلاقاتنا كرياضيين مع الإخوة المصريين كانت دائما رائعة، رغم محاولات بعض الأطراف استغلال مباراة السد لسنة 2009 لأجل الزجّ بنا في متاهات كنا في غنى عنها.
كلمة أخيرة من حسين آشيو..
استغل الفرصة لكي أتقدم بالتعازي الخالصة إلى عائلتي فقيدي منصري اتحاد العاصمة اللذين وافتهما المنية بملعب 05 جويلية بمناسبة “الداربي” العاصمي. كما أتمنى أن تختفي مظاهر العنف، خاصة بعد أن بلغنا تعرض مناصر للمولودية إلى طعنة خنجر في الملعب. فأمور من هذا القبيل نتمنى أن تختفي في ملاعبنا لأن الكرة تبقى مجرد رياضة ذات أهداف سامية بعيدة كل البعد عن أشكال العنف. كما أتمنى أن نتمكن من تحقيق الصعود هذا الموسم إلى القسم الوطني الأول بألوان اتحاد بلعباس، على أن يتم مواصلة العمل على المديين المتوسط والبعيد في هذا النادي، الذي أتمنى أن يستعيد بريقه في قسم الأضواء. كما لا أنسى بالمناسبة أن أتمنى تأهلا جديدا للنخبة الوطنية إلى مونديال البرازيل، وهو حلم ينتظره كل الجزائريين بفارغ الصبر لا محالة.
من هو حسين آشيو؟
يعد اللاعب حسين آشيو من أبرز اللاعبين في الجزائر خلال التسعينيات وبداية الألفية الجديدة. وُلد آشيو يوم 27 أفريل من سنة 1979 بالعاصمة. انضم مع بداية مسيرته الرياضية لنادي بن عكنون، قبل أن يمضي لاتحاد العاصمة الذي حمل ألوانه لمدة 16 سنة كاملة، حيث نال خمسة كؤوس للجمهورية، سنوات 1997 و1999 و2001 و2003 و2004، إضافة إلى ثلاثة ألقاب دوري سنوات 2002 و2003 و2005.
اللاعب الحالي لاتحاد بلعباس حمل ألوان النخبة الوطنية خلال 25 مناسبة مكّنته من توقيع ثلاثة أهداف، يبقى من أشهرها ذلك الهدف الذي وقّعه في مرمى المنتخب المصري خلال كأس إفريقيا للأمم سنة 2004 بتونس في مرمى نادر السيد، بطريقة نادرة وفريدة دفعت المختصين إلى تصنيف ذلك الهدف بمثابة الأحسن خلال تلك الدورة ككل. وكان أحد المعلقين المصريين قد ألصق منذ تلك الفترة لقب “الحرامي” بنجم المنتخب خلال تلك الفترة بعد أن ارتأى بأن صاحب القميص رقم 22 آنذاك سرق الفوز وحرم “الفراعنة” من التأهل إلى الدور الثاني. ولعب آشيو موسما واحدا في سويسرا ضمن صفوف نادي “أورو” الناشط في الدرجة الأولى، قبل أن يعود من جديد لصفوف “لياسما” التي غادرها إلى شبيبة القبائل قبل التحول إلى كل من جمعية الشلف ومولودية وهران، ليستقر به المقام مع بداية هذا الموسم ضمن تعداد اتحاد بلعباس، حيث سرعان ما نصب نفسه هدافا للدوري ككل بست إصابات وقّعها خلال 270 دقيقة فقط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)