الجزائر

سرقة الكوابل الهاتفية بوهران


 
كشف سفير جمهورية كوريا الجنوبية بالجزائر، السيد شوا سونغ جو، أن سنة 2012 ستكون سنة سياسية هامة بالنسبة للبلدين. مشيرا إلى أن الجزائر ستحتفل بالذكري الخمسين للاستقلال والـذكرى السادسة للشراكة الاستراتيجية ما بين البلدين والتي سمحت بإنشاء 6 مشاريع نموذجية للشراكة في القطاع الفلاحي والصيد البحري، بالإضافة إلى تكوين مجموعة من الإطارات الجزائرية في العديد من التخصصات بكوريا الجنوبية.
وبمناسبة الاحتفال بحلول السنة الميلادية الجديدة نظمت سفارة كوريا الجنوبية بالجزائر لقاء مع ممثلي الإعلام للحديث عن تطور العلاقات ما بين البلدين ونظرة الإعلام الجزائري للأحداث الأخيرة التي تعرفها قارة آسيا.
من جهته، أشاد السفير بالعلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين، مؤكدا فتح الوكالة الكورية للشراكة العالمية والمركز العالمي للبحث الزراعي فروعا لها بالجزائر للسهر على تنفيذ 6 مشاريع نموذجية بغرض نقل الخبرة والتجربة للقطاع الفلاحي والصيد البحري من خلال مخابر البحث وتطوير البذور بكل من تيارت (البطاطا) والحراش (القمح) وتربية الجمبري بكل من سكيكدة وورقلة مستقبلا.
أما فيما يخص تدريب الإطارات الجزائرية فقد تم تكويم 710 إطارات جزائرية من عدة وزارات بمؤسسات وهيئات كورية للاستفادة من الخبرة خاصة في الموارد البشرية والمناجمنت وهذا بطلب من الوزارات الجزائرية، بالمقابل، تسجل كوريا الجنوبية 30 استثمارا في العديد من القطاعات على غرار البناء والأشغال الكبرى، بالإضافة إلى مجمع ''دايو'' الذي أنشأ أكثر من 10 آلاف مشتلة من شجر الحور على ضفاف الطريق الوطني بولاية وهران في إطار العمل الجواري، أما مجمع سامسونغ فقد درب قرابة 300 شاب بولاية سكيكدة مع دعوة 15 عاملا بفروعها بالجزائر للتدرب بالمؤسسة الأم بكوريا، أما مجمع ''ألجي'' فيختار سنويا المواهب الشابة من خريجي الجامعات لمساعدتهم على التدرج بالجامعات الدولية.
 
أبدى الأستاذان في الطب الداخلي وأمراض الكبد بركان سعدي ودبزي نبيل تفاؤلا حيال ملف التكفل بالالتهابات الكبدية الفيروسية في الجزائر مقارنة بالدول الإفريقية، وتحدثا بالمقابل، أمس، في منتدى ''المجاهد'' عن توفر الوسائل بالجزائر لمكافحة هذه الالتهابات التي توصف بالأمراض الصامتة والقاتلة كما تأسّفا عن تراجع الإرادة الفعلية لوقف زحف الأوبئة الكبدية، وكشفا بالقول إن أسباب ذلك تعود أساسا إلى غياب المراكز العلاجية المتخصصة في كامل التراب الوطني.
وكشف البروفسور نبيل دبزي أن إشكالية التكفل الفعلي بمرضى الالتهابات الكبدية من نوع ''ب'' و''س'' ما تزال تطرح نفسها وبشكل حاد، ومرد ذلك إلى غياب إرادة فعلية لاجتثاث أسباب هذه الأوبئة المتربصة بالصحة العمومية، ودعا البروفسور  بمناسبة إحياء اليوم الوطني للالتهابات الكبدية إلى أهمية ''تنظيم أنفسنا واستدراك ما فات من وقت لوقف زحف الأوبئة الكبدية، خاصة وأن الجزائر تملك وسائل مادية وبشرية هامة مما يمكنها من التصدي الفعلي لخطر الالتهابات الكبدية''. ودعا البروفسور إلى تطبيق لامركزية العلاج بكامل التراب الوطني، معتبرا هذا الشق أساسيا لإنجاح الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الأوبئة الكبدية، مشيرا إلى أن انعدام مراكز علاجية متخصصة، يتوفر فيها العلاج بشكل كامل بما في ذلك الطبيب المختص والعتاد الطبي الخاص، أيضا يعيق مسألة التكفل ''لان وجود مختص في الأمراض الكبدية دون وجود أشعة البيولوجيا الجزئية المتخصصة في فحص وعلاج الالتهابات الكبدية لا يحل المشكل نهائيا''، يقول ضيف المجاهد، مضيفا أن الأرقام تتحدث عن تطور الالتهاب الكبدي من نوع ''ب'' بـ15,2 '، وتطوره بالنسبة للنوع ''س'' بـ40,0 ' حسب آخر الدراسات التي ترتكز أكثر على مناطق شمال البلاد ''لذلك فإن هذه الأرقام تبقى تقريبية ولا تعكس الحالة الوبائية في الوطن بطريقة دقيقة''.
من جهته، أوضح البروفسور سعدي بركان أن الالتهابات الكبدية الفيروسية من النوع ''أ'' المعروفة بمرض ''الأيدي الوسخة، لا يوجود لها لقاح وإنما علاجها يكمن في النظافة، لذلك دعا وزارة الصحة بالتنسيق مع المجتمع المدني إلى القيام بحملات توعية وتحسيس ضد هذه الالتهابات وسبل الوقاية منها، والقيام بالموازاة بحملات تشخيص لأننا نؤكد أن الالتهابات الكبدية أمراض صامتة ليس لها أعراض ولكنها قاتلة''، ويضيف البروفسور بالقول إن الجزائر قد تمكنت من إدراج اللقاح ضد الالتهاب الكبدي من نوع ''ب'' ضمن رزنامة التلقيح الخاصة بالرضع في جانفي ,2003 ولكن لا بد من استدراك أمر تلقيح الأطفال والمراهقين الذين ولدوا قبل 2003 وهذا أمر ممكن، بالمقابل نشير إلى أن الالتهابات الكبدية من نوع ''س'' ليس لها لقاح ولكن لها علاج فعال ولكنه مكلف جدا، تكفي الإشارة الى أن العلاج الكلاسيكي لمريض الوباء الكبدي ''س'' (أي فحص علاج واستشفاء) يكلف الخزينة 250 مليون سنتيم، أما العلاج الجديد او ما يعرف بالعلاج الثلاثي فإنه يكلف ما يقارب 500 مليون سنتيم.
جدير بالإشارة أنه سيتم شهر مارس 2012 مناقشة نتائج الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الالتهابات الكبدية، كما ستتم مناقشة تحديد المراكز العلاجية المرجعية ضد هذه الالتهابات، واقتراح إجراء دراسات متخصصة في مناطق الجنوب خاصة بين البدو الرحل والمناطق الحدودية للجزائر لمحاصرة انتشار الالتهابات الكبدية الفيروسية خاصة من نوع ''س'' التي تشكل لوحدها خطرا مشابها لخطر السيدا على الصحة العمومية.     
 
ما زالت عمليات سرقة الكوابل الهاتفية محل حديث العام والخاص بمدينة وهران وذلك بعد عزل 1400 من ساكني حي مولود فرعون بوسط مدينة وهران وحرمانهم من خدمات الهاتف والانترنت، خاصة وأن مصالح مديرية اتصالات الجزائر كانت قد أصلحت العطب الذي تعرضت له نفس الكوابل قبل أسبوعين فقط.
وأمام هذا الأمر الواقع لم تجد مصالح مديرية اتصالات الجزائر أي حل لعمليات السرقة المتواصلة التي تتعرض لها الكوابل الهاتفية مثلها مثل مؤسسة الكهرباء والغاز التي تتعرض هي الأخرى للعديد من عمليات القرصنة، الشيء الذي اثر كثيرا على تجسيد مختلف البرامج التنموية المبرمجة بالولاية التي يبذل فيها مسيروها كل ما في وسعهم لتحقيق أكبر قدر من نسب الربط الطاقوي  عن طريق إيصال الكهرباء إلى كل المواطنين بالولاية.
أما فيما يخص عمليات السرقة المتعلقة بالكوابل الهاتفية التي تعرض لها حي مولود فرعون في أقل من أسبوعين، فقد قدرها مسيرو مؤسسة اتصالات الجزائر بما لا يقل عن مليار سنتيم كون القضية تخص حوالي 600 متر من الكوابل، علما بأن نفس عمليات النهب والسرقة تعرضت لها أحياء مختلفة ببلدية أرزيو والمحقن الأمر الذي عزلها عن العالم الخارجي لمدة فاقت الشهر، إلى أن تمت عمليات ربط جديدة لهذه الأحياء جراء تعويض الكوابل المسروقة وهو ما لم تتمكن مصالح اتصالات الجزائر من تحمل أعبائه وتبعاته المالية.
يذكر أنه رغم توقيف العديد من أعضاء شبكات النهب والنصب من طرف مصالح الأمن، فإن استفحال هذه الظاهرة ما زال متواصلا وذلك بهدف بيع النحاس بما لا يقل عن 150 دينارا في السوق السوداء، خاصة وأن العديد من الإحصائيات تضع ولاية وهران في خانة الولايات التي يتم بها تسجيل أكبر حالات السرقة التي تعاني من مخلفاتها مصالح مديريات اتصالات الجزائر وسونلغاز، حيث تم خلال سنة 2011 تسجيل ما لا يقل عن 200 حالة سرقة كوابل لدى مؤسسة اتصالات الجزائر التي تعمل مصالحها في كل مرة على تعويض الكوابل المسروقة استجابة لاحتياجات الزبائن وهو الأمر الذي كلفها خسائر مالية تعادل 11 مليار سنتيم.
للعلم فإن عمليات السرقة لم تعد تخص البلديات والأحياء النائية بل وصل الأمر إلى غاية الأحياء التي تقع وسط مدينة وهران، كما حصل لسكان حي مولود فرعون الذي تم عزل سكانه مرتين متتاليتين خلال أسبوعين فقط  ناهيك عن حي الأمير عبد القادر الذي ما زال سكانه يعانون من العزلة المفروضة عليهم منذ شهر ديسمبر من العام الماضي.
يذكر أنه رغم لجوء مصالح مديرية اتصالات الجزائر إلى غلق الغرف الهاتفية بالاسمنت المسلح، إلا أن ذلك لم يجد نفعا لتبقى أحياء عين البيضاء والمحقن والمنزه وبير الجير والسانيا وأرزيو الوجهات المفضلة لشبكات نهب الكوابل الهاتفية وكل ما له علاقة بمادة النحاس التي يتم تسويقها في السوق السوداء بأسعار تنافسية. 

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)