الجزائر

سجن الزوج الجلاد الغيور الرجل ومصادرة حرية المرأة.. بين الجمال والغيرة



سجن الزوج الجلاد الغيور                                    الرجل ومصادرة حرية المرأة.. بين الجمال والغيرة
المرأة الجميلة هي مطلب وأمنية كل رجل، وقد خلق الله المرأة مخلوقا جميلا يصعب مقاومة سحره وخاصة من طرف الرجال، ومهما تظاهر بعضهم بأن الجمال صفة غير ذات قيمة كبيرة بالنسبة لهم في المرأة، فإننا كثيرا ما نرى أصحاب تلك الآراء يلاحقون الفتيات الجميلات بأعينهم بطريقة تعكس تناقض آرائهم التي يتفوهون بها مع حقيقتهم التي يخفونها، ولأن المرأة الجميلة تكون محط الأنظار دائما تسلط عليها الأضواء بكمية أكبر من غيرها، فإن ذلك يدفع الرجل إلى الغيرة عليها وقد تصل هذه الغيرة إلى حد مبالغ فيه يجعل المرأة تشعر أن جمالها الذي أنعم الله عليها به لتكون أكثر سعادة في حياتها، قد عكر عليها صفو هذه الحياة بسبب غيرة الرجل الزائدة، فالرجل الغيور قد يتفنن في اختراع طرق تعبيره عن الغيرة وقد يصل به الأمر أحيانا إلى حد منعها من الخروج من البيت، أو النظر حتى من شرفة أو نافذة البيت، ليس ذلك فحسب بل إن الواقع يحمل أمثلة عن الغيرة أكبر بكثير مما يمكن أن يتصوره العقل
حملت لنا المحاكم قضايا طلاق كثيرة حدثت بسبب الغيرة الشديدة على الزوجة الجميلة، ونتيجة عدم احتمال الزوج تبعات جمال زوجته، وإرهاق أعصابه التى لا تهدأ يفكر فى كل لحظة فى وسائل أكثر فاعلية من سابقاتها لمدارة عيون الرجال عنها، وفي المقابل نجد عدم احتمال الزوجة دفع ضريبة جمالها الباهظة الثمن من حريتها وراحتها، ودفعها الى ملل من قائمة الممنوعات المفروضة عليها، وكأنها قد أذنبت حين جاءت الى الدنيا جميلة.
قضايا لم تحسم
ونسرد هنا إحدى القضايا المعروضة الآن أمام المحاكم لزوجة عانت كثيرا من غيرة زوجها الشديدة عليها، وهذه هى حكايتها التى تقول فيها:
«كنت دائما محط أنظار الجميع وخاصة الرجال، وكان الجميع يبدون إعجابهم بجمالي الذى كان وبلا غرور مميزا ولافتا للأنظار، كنت حديثة التخرج من الجامعة عندما تقدم لخطبتي شاب كان دائما يلاحقني بنظراته أينما ذهبت، دون أن يحاول الحديث معي حتى فوجئت ذات يوم وقد حضرت والدته إلى بيتنا تخطبني لابنها، بالرغم من أني كنت قد رفضت قبله كثيرين إلا أن شيئا ما كان قد شدني إليه دفعني لقبول الخطبة، هذا إلى جانب أنه ذو مستوى اجتماعي وثقافي مميز مما شجعني أكثر على القبول، فقد كان باختصار عريسا تتوفر فيه مواصفات متكاملة وتحسدني عليه الكثيرات، وجعلتني فترة الخطوبة القصيرة نسبيا أتعلق به وكان هو يغدق علي بكلمات الحب والإعجاب بجمالي، ولم تكن غيرته في فترة الخطوبة تتجاوز حدودها المتعارف عليها، ولا يمكن وصفها بالغيرة الشديدة أو المرضية إلى أن تم زواجنا، ومنذ الأسبوع الأول بدأت أشعر وكأني أعيش داخل زنزانة معزولة عن العالم الخارجي، ممنوع على أن أفتح باب البيت، ممنوع أن أفتح نافذة أو أنظر منها، ممنوع أن أتحدث مع الجيران، حتى الهاتف غير مسموح لي بالرد عليه، عملي أجبرني على تقديم استقالتي منه، لا يمكنني أن أذهب لشراء حاجياتي الخاصة أو حاجيات البيت، حتى زيارة أهلي لا تحدث إلا في فترات متباعدة ولا تكون الا برفقته، معاملته لي أجبرتني على مقاطعة أعز صديقاتي.
هذه القيود التى كبلني بها جعلتني أكره الحياة معه، كان يقول لي أنت جوهرة ثمينة لابد من الحفاظ عليها من أعين الناس، حتى لا يحاولون سرقتها، وكأني امرأة ساذجة وتافهة لا عقل لها ولا تعرف كيف تتعامل مع الآخرين بطريقة توفر بها الحماية لنفسها من دون أن يعمل هو على ذلك.
قائمة الممنوعات والاوامر
وفي كل يوم تزداد قائمة الممنوعات، وتضاف إليها آوامر جديدة وكأني أعيش داخل معسكر بل أكثر بكثير من ذلك، بدأت أكره تلك القيود وكرهت نفسي وجمالي الذى جعلني أعيش تحت الإقامة الجبرية، وتمنيت أن أكون كأية امرأة عادية حتى أستمتع بحياتي وأحس أني إنسان يستحق أن يمارس حياته بصورة طبيعية، وفي لحظة شجاعة طلبت من زوجي الطلاق، بعد أن سقطت كل قدراتي على الاحتمال، صدم كثيرا بقراري ورفضه ورفض مناقشتي، فقد أوضحت له أن هذه الحياة المقيدة الحرية والغيرة الشديدة من قبلك حرمتني من أن أكون إنسانة كاملة، وجعلت حياتي هامشية لا هدف لها ولا معنى.رفض أن يمنحني الطلاق معللا بأن كل ما يفعله من باب حبه لي والحفاظ علي، تركت البيت وذهبت إلى بيت أهلي، ثم تقدمت بطلبي الى المحكمة ولازالت انتظر القرار الذى سيمنحني حريتي وراحتي. ويرى رأى علماء النفس في مسألة غيرة الزوج المبالغ فيها على الزوجة، وهل جمال المرأة الزائد يعطيه الحق في ممارسة غيرته عليها بصورة كبيرة؟.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)