ستة أشهر حبسا نافذا ضد المدير العام لشركة "إنجاب" تخفيف الحكم الصادر ضده سابقا بمحكمة حسين داي

أصدرت، أمس، الغرفة الجزائية الثامنة بمجلس قضاء العاصمة حكما يقضي بإدانة ”ف. حفيظ” المدير العام السابق لشركة تسيير مساهمات الدولة للبناء والإنشاءات والأعمال الهندسية ”إنجاب” بستة أشهر حبسا نافذا، والباقي بدون تعديل تخفيضا منها للحكم الصادر ضده عن المحكمة الابتدائية لحسين داي القاضي بإدانته بثلاث سنوات حبسا نافذا مع دفع 100 ألف دج غرامة مالية، وإقصائه من منصبه لمدة خمس سنوات بتهمة التصريح الكاذب والتزوير واستعمال المزور في محررات إدارية تتعلق بشهادات دراسية للحصول على مناصب مرموقة بشركات وطنية معروفة. وجاء نطق المحكمة بتخفيض الحكم الصادر في حق ”ف. حفيظ” من ثلاث سنوات حبسا نافذا إلى ستة أشهر حبسا نافذا، لاقتناعها بالأقوال التي أدلى بها لدى امتثاله أمام مجلس قضاء الجزائر المطابقة لتلك التي صرح بها أمام المحكمة الابتدائية بحسين داي، ونفيه حصوله على شهادة البكالوريا، ما جعله يقرر السفر إلى فرنسا حسب إفاداته بغرض التكوين بهذا البلد.
وتحصل هناك على شهادة عليا، ليعود إلى أرض الوطن ويلتحق بالمدرسة الوطنية للتجارة ببور سعيد لإكمال دراسته بها، وليس مثلما ورد في ملفه القضائي بالمدرسة العليا للتجارة الكائن مقرها بتافورة، أين لم تتوصل المصالح المختصة إلى أنه متحصل فيها على شهادة دراسية، مؤكدا في السياق ذاته بأنه غير متحصل على شهادة ليسانس، مشيرا إلى أن ملفه القضائي قد وردت فيه العديد من السير الذاتية لم يحررها هو، وتضمنت ”تصريحات كاذبة”، مشددا على أن السيرة الذاتية الوحيدة الصحيحة هي تلك التي تم استخراجها من وزارة السكن والعمران.
وتم تحريك الملف مثلما سبق وأن أشارت إليه ”الفجر”، في أعدادها السابقة بأمر من وزارة العدل على أعقاب تلقيها لتعليمة من رئاسة الجمهورية التي وردت لها رسالة مجهولة المصدر شهر جوان 2011، جاء فيها بأن ”ف. حفيظ” لم يدرج أصول شهادات أودعها في ملف عمله كشهادة البكالوريا التي لا وجود لها، وشهادتين تأكدت شرطة ”الأنتربول” أنهما غير موجودتين في جامعات فرنسا، بينها شهادة ليسانس صادرة في أكتوبر 1979 من جامعة فرنسا 8، وشهادة أخرى من جامعة ساندوني بباريس سنة 1985، في حين توصل التحقيق إلى أن المتهم ذو مستوى نهائي بثانوية الثعالبية في العاصمة من دون أن يدرس السنة أولى والثانية، مبررا ذلك بعدم حصوله على أصول هذه الشهادات المدرسية. وشغل ”ف. حفيظ” في آخر مساره المهني منصب الرئيس المدير العام لشركة تسيير مساهمات الدولة للبناء والإنشاءات والأعمال الهندسية المعروفة باسم ”إنجاب”، والتي اختارتها وزارة السكن والعمران لبناء حوالي 70 ألف وحدة سكنية ضمن برنامج الحكومة لإنجاز مشروع الرئيس المتمثل في مليون وحدة سكنية.
وأبرمت هذه الشركة عدة صفقات مع شركات أجنبية بينها برتغالية، إيطالية وإسبانية وتقلد قبلها مناصب حساسة بعدة وزارات ومؤسسات وطنية، وبإشراف الوزير الأول في مناصب أخرى بفضل إدراجه حسب مجريات المحاكمة لشهادات دراسية مزورة بينها شهادة تسجيل سنة أولى في الإعلام الآلي، شهادة في التجارة وشهادة تكوين إطار مالي.