الجزائر

سبر آراء لمعرفة أسباب العزوف عن التلقيح


أكدت الطبيبة والأخصائية في الطب الداخلي، فتيحة سعدوني، في اتصال مع «الشعب»، أن أحسن طريقة لاقناع المواطنين بأهمية التلقيح ضد كوفيد19 والمتحورات الجديدة هو الاتصال المباشر عن طريق الحملات التحسيسية التي تقوم به الفرق الطبية التابعة لقطاع الصحة، من أجل زرع الثقة وتبديد كل الشكوك والتساؤلات التي يطرحها المواطن وتصلنا يوميا حول نجاعة اللقاح وعدم التخوف من المضاعفات التي خيمت على المجتمع.كشفت أخصائية الطب الداخلي سابقا بمستشفى الثنية الخبيرة، فتيحة سعدوني، والعضو الفاعل في عدة جمعيات تعنى بالجانب الوقائي «أن الإجراءات الأخيرة التي أعلن عنها رئيس الحكومة حول توسيع الجواز الصحي للولوج إلى عدد من الفضاءات العامة التي تشهد ترددا كبيرا للمواطنين والدخول والخروج من التراب الوطني مهمة، لكنها بحاجة إلى مواصلة باقي التدابير الوقائية الأخرى، من أبرزها الحملات التحسيسية والتوعوية التي تشرف عليها الفرق الطبية المتخصصة وفعاليات المجتمع المدني الناشطة في الميدان».
أضافت الطبيبة والناشطة بالقول: «إن التجربة أثبتت أن الحوار المباشر والصريح مع المواطنين كفيلة بتجاوز مختلف العقبات المتعلقة بحملات التلقيح التي قامت بها وزارة الصحة لمواجهة عدد من الأمراض والأوبئة، ومنها جائحة كوفيد19 التي تتطلب حملات إعلامية تحسيسية متواصلة للوصول الى أكبر نسبة من الإقناع وسط المجتمع، ومنها الفئة «المشككة» مثلما وصفتها، وهذا دون المس بالحرية الشخصية في حالة ما تم فرض إجبارية التلقيح المستبعدة حاليا في ظل عدم نفاذ باقي وسائل وطرق الإقناع الأخرى».
كما دعت الأخصائية فتيحة سعدون التي نشطت لعدة سنوات ركن الصحة في حصة صباحيات بالتلفزيون العمومي وسائل الإعلام «إلى أداء دورها كاملا في التواصل مع المواطنين وتغيير لغة الخطاب، وفق المستجدات من أجل تحسيسهم بأهمية أخذ اللقاح والتقيد بالتدابير الصحية المتخذة لمواجهة المتحور الجديد لفيروس كورونا، مع التركيز على فئة الشباب ومخاطبتهم بلغتهم وتقنياتهم الحديثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لردم الهوة وملء الفراغ الذي تركته وسائل الإعلام التقليدية».
في هذا الإطار اقترحت الطبيبة المختصة في الطب الداخلي «إجراء عملية سبر آراء بين المواطنين من قبل القائمين على قطاع الصحة والمشرفين على حملة التلقيح من أجل معرفة النتائج المحققة، وتحديد أسباب العزوف التي تعرفها الحملة منذ انطلاقها، وأيضا إعطاء الفرصة للمواطن من أجل طرح الأسباب والمخاوف التي جعلته يتردد على أخذ اللقاح، ومن ثم تدخل المختصين لشرح العملية وإقناع المواطن الذي يملك ثقة كبيرة في الطبيب المعالج.
في سؤال عن المصير المجهول لفيروس كورونا ومتحوراته المتجددة، اعتبرت الطبيبة فتيحة سعدوني»أن أي وباء أو فيروس جديد مثله مثل الأنفلوانزا الموسمية بحاجة إلى عدة سنوات لمعرفة طبيعته ومكوناته وبالتالي تحديد نقاط قوته وضعفه من قبل المختصين والخبراء في الأمراض المعدية، وعليه فإن فيروس كورونا قد يستمر في حالة التحور والتحول لفترة قد تصل لعشر سنوات بحسب دراسات العلماء، وفي كل مرة يظهر بشكل جديد وأسلحة هجومية جديدة على خلايا الجهاز التنفسي للإنسان، لكن الشيء المؤكد أن كل متحور يلي السابق سيكون أضعف وأقل خطورة مقارنة مع الموجة الأولى ومتحور دلتا مثلا رغم محاولات الفيروس أظهر قوته في الفتك بجسم الانسان».
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)