الجزائر

سامية الخلوف مسيرة‮ "‬الآفاق الطبية‮" ل‮ "‬الجمهورية‮":‬



‮❊ الجزائر ستنشىء أول مصنع للتجهيزات الطبية في‮ أفق‮ 2013‮.‬سامية المخلوفي‮ هي‮ إحدى الجزائريات اللامعات في‮ مجال البيولوجيا‮ بالجزائر،‮ تكشف من خلال هذا الحوار كيف تبقى شعلة الأمل عند الشباب موقودة حتى وإن شارفت على الانطفاء،‮ وكيف‮ ينبغي‮ تحدي‮ اليأس لصنع النجاح باسم الجزائر‮.. سامية المخلوفي‮ الممثلة لشركة آفاق الطبية ستهدي‮ الجزائر في‮ آفاق‮ 2013‮ أول مصنع محلي‮ لانتاج تجهيزات طبية ستسمح لها باقتصاد ملايين الدولارات
‮❊ الجمهورية‮: لو نطلب منك التعريف بشركة آفاق طبية ماذا تقولين؟
-‬‮ شركة الآفاق الطبية تأسست سنة‮ 1999،‮ برأسمال‮ 100‮ ألف دينار وبإمكانيات صغيرة جدا‮. بدأنا نتطور،‮ بتعامل مع الدولة بنسبة‮ 100‮ ،‮ وكان الفترة ما بين‮ 2002 2003،‮ أول مرحلة للنمو المحسوس شيئا فشيئا،‮ لذلك قمنا بداية من‮ 2003 بتوظيف عمال‮. بدأنا بعاملين ووصلنا إلى خمس موظفين في‮ 2004‮ . كانت‮ المشاريع صغيرة،‮ أول ما تحصلنا عليه كان مشروع وحدة المتابعة والمعاينة على مستوى مقاطعة بلوزداد،‮ وكانت تعني‮ بلطفل مباشرة،‮ بتمويل من البلديات‮ . قمنا بتهيئة هذه الوحدات بالإضافة لاحترامنا دفتر الشروط مع وزارتي‮ الصحة والتربية والتعليم،‮ فكانت النتيجة ايجابية وعرف العمل ناجحا باهرا،‮ وهدف هذه المبادرة كان رعاية الطفل صحيا ونفسيا،‮ وفي‮ نفس السنة،‮ قمنا بنفس العملية على مستوى بلدية القصبة،‮ بمعية من رئيس المجلس الشعبي‮ لبلدية القصبة وكان للعملية نجاحا كالذي‮ حققته المبادرة التي‮ قمنا بها في‮ مقاطعة بلوزداد‮ ... قمت بهذه المبادرة حبا في‮ عملي‮ ولم أفكر‮ يوما في‮ الربح السريع،‮ باعتبار أن ما صرف من أموال في‮ سبيل إنجاح هذه المبادرة كان كبيرا جدا،‮ لتأتي‮ سنة‮ 2006،‮ حيث تم تنظيم المهنة،‮ وطلب منا العمل بدفتر شروط جديد،‮ إما بنظام شراكة بين مختلف المهنيين،‮ وإما العمل بشكل فردي‮ ولكن بأكثر انضباط،‮ لكننا اخترنا العمل بمفردنا و ساهمنا في‮ تلك المرحلة في‮ ضبط سوق التجهيزات الطبية من خلال العمل باحترافية فائقة‮.‬
‮❊ الجمهورية‮: ما رأيك اليوم في‮ مستوى التجهيزات الطبية من حيث التطور التكنولوجي‮ بالمستشفيات العمومية؟
‮- لا‮ يمكننا أن نكذب على أنفسنا،‮ الدولة استثمرت كثيرا فيما‮ يخص التجهيز الطبي‮ للمستشفيات العمومية،‮ لدينا تجهيزات ترقى إلى مستوى كبير،‮ الدولة أخذت بعين الاعتبار هذا القطاع وأعطت‮ غلافات مالية عالية،‮ سواء‮ لمديريات الصحة،‮ أو‮ للمؤسسات الصحية الجوارية‮. الخلل بالنسبة إلي‮ يكمن في‮ التسيير،‮ إذا أخذنا فقط مثال عند جيراننا في‮ المغرب وتونس،‮ أؤكد أنهم لا‮ يملكون ما تملك الجزائر من تجهيزات،‮ وبالنسبة لي‮ إذا عدنا إلى فكرة سوء التسيير،‮ فهو‮ يرجع أساسا إلى التكوين‮. الجزائري‮ ضد التكوين،‮ وبدون تكوين لا‮ يمكننا أن نتطور أو نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ولا‮ يمكننا الذهاب بعيدا،‮ الجزائري‮ إذا تحدثت معه عن التكوين‮ "‬يضربه جن‮".‬
مشكل آخر بالنسبة للتجهيزات،‮ نحن مثلا نتعامل مع الأوروبيين في‮ نوع من تجهيزات محددة ومتطورة،‮ عندما نأتي‮ بها إلى الجزائر،‮ على مستوى المستشفيات‮ يطلبون أجهزة أو عتادا قديما بينما العالم تطور‮. بالنسبة للمسير الجزائري‮ يريد نفس المرجع لأنه سبق له وأن تعامل معه لا أكثر ولا أقل‮. ليس هناك تشجيع على التكوين في‮ مجال التجهيزات الطبية وصيانتها في‮ إطار سياسة واضحة،‮ فهناك تجهيزات آخر طراز في‮ مستشفياتنا لا‮ يتم استعمالها بسبب عدم وجود فرق مكونة في‮ استعمالها‮.‬
‮❊‬ الجمهورية‮: ماذا قدمتم أنتم للمستشفيات العمومية الجزائرية ما دمتم تتحدثون عن هذا الخلل؟
‮- الحمد لله،‮ أنا من تكوين متخصص في‮ البيولوجيا،‮ أولا بداياتنا كان الاختيار أن لا نتعامل مع وسطاء البيع‮ ،نحن نتعامل‮ 100‮ بالمائة مع الدولة،‮ وهذا ما أضافته شركتنا للمستشفيات،‮ خلال سنة‮ 2000،‮ حيث كانت تصل التجهيزات للدولة بأسعارها الحقيقية قمنا بإدخال تكنولوجيات جديدة في‮ مجال البيولوجيا والكيمياء المخبرية‮. كان شيء جديد بالنسبة للجزائر،‮ وقمنا بتزويد القطاع الصحي‮ بسيدي‮ عيسى،‮ بهذه التكنولوجيات‮. قمنا في‮ نفس السنة بضمان تكوين من طرف ايطاليين جاؤوا إلى خلال العشرية السوداء،‮ دون استغلال لإمكانيات الدولة‮ ،‮ وهذه أظن أنها إضافة كبيرة بالنسبة لنا‮ حيث حملنا على عاتقنا نحن قسم التكوين‮. شيء آخر،‮ في‮ مجال المخابر،‮ باعتبار هذا تخصصي‮ الأساسي،‮ كنا السباقين لادخال‮ les autoclaves،‮ لمستشفياتنا والتجهيزات وكذلك تقنية،‮ وهي‮ تقنية حديثة تخفف من أعباء العمليات الجراحية وتقلص الوقت بالنسبة للمريض المرغم على البقاء في‮ المستشفى،‮ فعوض أن نقوم بفتح المريض كل ما نقوم به هي‮ ثقوب في‮ الجسم والعملية تتم بالمنظار،‮ كنا ضمن الثلاث شركات الأولى التي‮ استعملت هذه الطريقة،‮ وهي‮ تخفيف أيضا على الدولة من حيث المصاريف والأعباء المالية‮.

_‮❊‬ الجمهورية‮: إذا أثرنا قضية المنافسة بين المؤسسات النشطة في‮ مجال التجهيز الطبي‮ ماذا تقولين؟
-‬‮ أنا كمتعاملة اقتصادية،‮ خلال الأيام الأخير كنت أنوي‮ أن أطلب لقاء مع وزير الصحة،‮ كمبادرة للنقاش حول التنافس في‮ إطار عادل بين مهنيي‮ القطاع فهناك من لا‮ يعرف وضعه بالنسبة لهذه الهيئات،‮. القطاع في‮ حاجة إلى تنظيم أكثر‮. هناك مواد قانونية محددة للعقوبات في‮ حال تجاوز المدة المحددة لدفع الضريبة،‮ وهذا عكس ما‮ يحدث معنا عندما نقوم ببيع تجهيزات لمستشفى لا‮ يتم التحصيل في‮ الفترة المحددة وبالتالي‮ يتم تجميد رؤوس أموالنا مما لا‮ يساعدنا على التطور،‮ نحن على استعداد للعمل كمهنيين مع وزارة الصحة للقضاء على مشاكل المجال‮.‬
‮❊‬ الجمهورية‮: كيف تقيّمين السياسة العمومية في‮ التجهيز الطبي؟
‮- هذه نقطة أخرى،‮ مثلا إذا أخذنا القرار الجديد الخاص بخصم‮ 50‮ بالمائة من ميزانية المستشفيات،‮ من أجل ترشيد النفقات فإنه بالمقابل‮ يجعلنا مهددين بالغلق‮. تسيير المستشفيات بالميزانية الأولى كان‮ يخلق للمتعاملين الاقتصاديين مشاكل في‮ الدفع،‮ ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون الوضع مع القرار الجديد‮. نحن نعلم أن الدولة تقوم بسياسة ترشيد في‮ النفقات لكن‮ ينبغي‮ ان‮ يقابل ذلك صرامة في‮ دفع مستحقات الشركات ىالمتعاملة مع المؤسسات الصحية‮. وضعنا سيكون صعبا في‮ المستقبل‮.‬
‮❊‬‬الجمهورية‮: نلاحظ في‮ الجزائر أن المؤسسات كالتي‮ تشرفون عليها تستورد وتبيع،‮ اي‮ أنها‮ غير منتجة هل لديكم‮ - مشروع إنتاج التجهيزات الطبية في‮ الجزائر؟
هذا هو موضوع الساعة بالنسبة لنا وشغلنا الشاغل‮. خلال السنوات الأخيرة اخترنا التوجه نحو النظافة الاستشفائية،‮ نظافة الأيادي،‮ التجهيزات،‮ الأرضيات‮ ...‬،‮ بدأنا شيئا فشيئا،‮ المشروع الذي‮ نحن بصدده وهو طور الدراسة لنصل مع نهاية‮ 2013‮ لإنتاج هذه التجهيزات هنا بالجزائر إنشاء الله،‮ سنقوم باستيراد المادة الأولية،‮ وأنا حاليا على علاقة مع مجموعة من الدكاترة والباحثين،‮ ستظهر اللمسة الجزائرية خلال هذا المشروع،‮ وأنا كبيولوجية،‮ أتمنى أن أنجز مشروع منتوج محلي‮ غير متوفر حتى في‮ أوروبا،‮ لا‮ يمكنني‮ أن أعطي‮ الفكرة الآن باعتبار أننا لم نجسدها بعد،‮ ولكن كل ما‮ يمكنني‮ قوله،‮ هو أن هذا المشروع مخصص للطفل المريض‮. وما استطيع اضافته هو أننا نعمل على تعزيز سياسة الدولة بخصوص الوقاية من الأمراض المتنقلة بالمستشفيات‮.‬
‮❊‬ الجمهورية‮: مثلتم الجزائر في‮ مجال تخصصكم كشركة في‮ مسابقات دولية،‮ وأحرزتم‮ ياسمها جوائز قيمة هل لك أن تضعيننا في‮ الصورة
‮- كرمت المرة الأولى سنة‮ 2009‮ برعاية من رئيس الجمهورية،‮ عبد العزيز بوتفليقة،‮ خلال‮ يوم دراسي‮ حول المرأة والنخبة‮ la femme elite،‮ في‮ نفس السنة تحصلت على‮ غولد ستار بباريس قدمتها لنا وورلد كاليتي‮ كوميتمانت‮. الجائزة الثانية،‮ تم اختيارنا على المستوى الافريقي‮ من طرف شركة أكتوياليداد،‮ وكانت الجائزة الدولية النسر الذهبي‮ من أجل الجودة والرفاهية بمراكش المغربية،‮ منذ أشهر قليلة فقط في‮ ديسمبر الماضي‮ مع أنترناسيونال ستار كاليتي،‮ هذه المرة في‮ مجال الجودة والإبداع بجنيف السويسرية،‮ والجائزة الرابعة من المفترض إنشاء الله أن نتحصل عليها بنيويورك باسم الجزائر في‮ 27‮ ماي‮ المقبل وهي‮ من الماس‮.‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)