الجزائر

ساركوزي يؤجل إعلان ترشحه للرئاسة ويستعين بميركل لدعمه الرئيس الفرنسي يعد بأفكار تضمن له الفوز بعهدة ثانية


انطلقت بالعاصمة الفرنسية باريس، أمس، أشغال المجلس الوزاري الفرنسي الألماني المشترك في دورته 14، حيث خصص جلساته لمناقشة الأزمة الاقتصادية لمنطقة الأورو، فيما اعتبره المتابعون للشأن السياسي الفرنسي بداية مبكرة للحملة الرئاسية لنيكولا ساركوزي، بالرغم من عدم إعلانه الرسمي نيته في الترشح لعهدة ثانية.   أشار قصر الإليزيه إلى أن الاجتماع الوزاري الاقتصادي الذي تحضره المستشارة الألمانية انجيلا ميركل رفقة وفد مهم من الوزراء، سيخصص لبحث إجراءات جديدة لمعالجة أزمة الديون في منطقة العملة الأوروبية الموحدة، وسبل الخروج من الانكماش الاقتصادي الذي تعاني منه دول الاتحاد. فيما ذهبت تحليلات المراقبين إلى أن الرئيس الفرنسي سيستغل القمة الفرنسية الألمانية من أجل ضمان تأييد المستشارة لترشيحه لعهدة ثانية للرئاسة. وتستند هذه التحليلات على خطاب الأمين العام للاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني، هرمان غرودي، الذي ألقاه، أمس، أمام المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، حزب الأكثرية في فرنسا، وتأكيده على أن ''المستشارة الألمانية تدعم نيكولا ساركوزي في حملته الانتخابية المنتظرة في الربيع المقبل''. من جهتها عنونت صحيفة ''لوفيغارو'' مقالها حول دعم ميركل لترشيح ساركوزي بـ''ميركل تقوم بالحملة الانتخابية لساركوزي''، مركزة على التحالف بين قادة ألمانيا وفرنسا، في إشارة إلى أن الرئيس الفرنسي سبق له أن قدم الدعم للمستشارة الألمانية خلال الانتخابات الرئاسية التي خاضتها، في تأكيد على أنه ينتظر منها التعامل بالمثل. ويذهب تحليل الصحيفة الفرنسية إلى التذكير أن تحالف ساركوزي وميركل لم يبدأ مع الأزمة الاقتصادية، وإنما يعود إلى اشتراكهما في ذات التكتل السياسي في البرلمان الأوروبي، على اعتبار أنهم ينتمون إلى ذات العائلة السياسية، إذ يتشارك نواب حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الفرنسي، الذي ينتمي إليه ساركوزي، مع نواب حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني، الذي تنتمي إليه ميركل، مشكلين المجموعة البرلمانية الأوروبية ''الحزب الشعبي الأوروبي''. من هذا المنطلق اعتبر الأمين العام للاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني، هرمان غرودي، أن ''نيكولا ساركوزي هو الشخص المناسب في الإليزيه، وسيكون كذلك في المستقبل أيضا''. والحال أن الرئيس الفرنسي لم يعلن إلى الآن عن تاريخ إعلانه الرسمي الترشح للرئاسة للمرة الثانية، حيث جدد، أول أمس، وعده لمناصريه أن يملك من الأوراق الرابحة التي تسمح له بالفوز في الانتخابات، مشيرا أنه سيقوم بحملة انتخابية قوية يكتسح فيها أصوات الفرنسيين. جاءت هذه التصريحات في خطاب ألقاه، أول أمس، أمام نواب حزبه البرلمان، حيث أكد أنه سيعلن عن أفكار جديدة حول القطاعات التي تعرف تعثرا، خاصة التعليم، البطالة ''ثقوا بي لدي أفكار سيكون لها أثر الصدمة''، دون أن يحدد تاريخ إعلانه الترشح مفضلا ترك التشويق والإثارة، فيما تشير أرقام سبر الآراء إلى تقدم خصمه من الحزب الاشتراكي فرانسوا هولند. وقد أكد الرئيس الفرنسي أن تاريخ الإعلان لا يشكل هاجسا بالنسبة له، موضحا أن أمامه متسع من الوقت للقيام بذلك، ملمحا إلى أنه قد ينتظر بداية  مارس ليتزامن مع تاريخ توقيع المعاهدة الأوروبية الجديدة.  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)