الجزائر

سأنتخب
منذ سنوات خلت، قمت بزيارة إلى دولة الكويت، تزامنت مع أول انتخابات برلمانية تشارك فيها المرأة ناخبة ومترشحة. وكم كانت الفرحة كبيرة لدى الكويتيات اللواتي التقيتهن وتحدثت إليهن مهنئة إياهن بالقرار الأميري الذي اعترف لهن بحقهن في المواطنة الكاملة.. استمعت إلى الكثير من القصص الحزينة، منها قصة سيدة مديرة جامعة وقتها قالت لي: ”تصوري أن بواب المؤسسة التي أديرها كان من حقه الانتخاب والتصويت وهو الأمي الذي لا يعرف لمن سيصوت، وأنا المتعلمة الباحثة الواعية، لم يكن لي حق ممارسة هذا الواجب المقدس!!”..
وشاركت المرأة ونجحت في الوصول إلى البرلمان الكويتي، لكن آخر انتخابات برلمانية كانت نتائجها ضد النساء، فلم تنجح ولا سيدة منهن في افتكاك مقعد في البرلمان..
لا أخوض في التفاصيل التي عاقبت الكويتية في السباق البرلماني الأخير، لكني سقت هذا المثال الحي لأقول كم محظوظات نحن الجزائريات، لأننا نتوفر على كل الحقوق الديمقراطية التي مازالت النساء في جهات كثيرة من العالم لم تحصل عليها، ومع ذلك، لا نعي أهمية هذه الحقوق، التي مازالت تشكل حلم الكثيرات من النساء المضطهدات وكأنها كانت حقا طبيعيا وجد مع وجود المرأة.
اليوم تدخل المرأة بقوة السباق البرلماني متوجة بقانون فرضه رئيس الجمهورية اعترافا منه للمرأة الجزائرية التي واجهت آلة الإرهاب والدمار طوال سنوات الدم بشجاعة، فقادت الحزب، وقادت المدارس، وقادت جمعيات المجتمع المدني، وكانت أولى ضحايا الإرهاب، وكانت الأولى أيضا التي تخرج لتحصي وتدفن ضحاياها، وبقيت صامدة وبقيت بفضلها البلاد قائمة أيضا إلى أن زال الخوف وعاد الأمن.
قيل الكثير بشأن النساء المترشحات وطعن في كفاءتهن وفي حقيقة نضالهن، وجلبت أسماء منهن سخطا على أحزابها مثلما حدث مع أفلان بلخادم، الذي انفجر بسبب طليقة القرضاوي.
وفي غمرة الصراع على القوائم نسيت النساء هذه النعمة الديمقراطية، حتى وإن أسيء استعمالها، فالمرأة ستدخل بقوة في البرلمان وسيكون من حقها التشريع حماية لحقوق النساء وترقية لحقوق الطفل والأسرة والمجتمع، وحتى وإن كن لسن بالكفاءة التي تطلب من المرأة ولا تشترط في الرجل، سيكون البرلمان في نسبة كبيرة منه بصيغة المؤنث، وإن فشل في مهمته، لن يكون الفشل بسبب النساء، فالأسباب ستكون أخرى.
أقول هذا لأذكر فقط بأهمية المكاسب التي حققتها المرأة الجزائرية مقارنة بباقي النساء العربيات، وهي مكاسب جمة وهامة .. مكاسب لا يمكن للصراعات الشخصية أن تنقص من أهميتها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)