الجزائر

زوار عنابة وسكانها في سباق مع الأكلات الشعبية لمقاومة البرد



زوار عنابة وسكانها في سباق مع الأكلات الشعبية لمقاومة البرد
غيرت أغلب المطاعم الشعبية هذه الأيام بعد الانقلابات الجوية الأخيرة، نوعية الأكلات المقدمة التي تتلاءم وبرد الشتاء، حيث حولت نشاطها إلى تحضير بعض الأطباق، منها الحمص «اللبلابي» الذي يعتبر الأكلة المفضلة لدى الشباب وحتى العائلات التي تحضره كثيرا لأنه يتوفر على عناصر غذائية مفيدة لتقوية الجسم، ناهيك عن مزجه ببعض النكهات على غرار الكمون والفلافل، وحتى زيت الزيتون، إذ ينصح به حسب بعض العارفين بهذا الطبق، للمرضى الذين يعانون من الوهن والتعب والإرهاق، فهو يساعدهم على المشي وبداية يوم دون مشاكل.يصل سعر الطبق الواحد من الحمص إلى 200 دينار، حسب المكملات ولواحقه الأخرى، وليس بعيدا عن مطاعم تحضير الحمص «اللبلابي»، نجد عربات متنقلة تروج لطبق الفول، إذ هناك من يتناوله في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر مباشرة لأنه يحتوي على بروتينات، وحسب الحاج محمد، المعروف رفقة عائلته بتحضير هذه الأكلة الشعبية، فإنها تقوي العظام وتحافظ على طاقة الإنسان، خاصة بالنسبة للعاملين وتلاميذ المدارس. كما يعمد الحاج إلى إضفاء بعض المنكهات التي تعبق الطبق لفتح شهية الزبائن، حيث تشتم رائحته في أول شارع «قمبيطا»، ورغم البرد الشديد نجد صاحب هذه العربة المتنقلة يجوب كل الشوارع لبيع ما تبقى له من الفول المعروف باللهجة المحلية في مدينة عنابة «مالح وبنين» ويتراوح سعره بين 100 و150 دينارا، حسب حجم الصحن الذي يقدم فيه الفول. وفي سياق آخر، يفضل الزوار تناول «البوراك» العنابي، لأنه أفضل أكلة في المنطقة، يعد بطريقة مختلفة عنه في الولايات المجاورة. فعنابة رائدة في تحضير «البوراك» لأنه يمزج ببعض المكونات التي لا يعرفها إلا أصحاب المطاعم وربات البيوت، ورغم غلاء أسعار المواد التي يحتاجها «البوراك»، إلا أن الطلب عليه يكثر، خاصة في المناسبات والأعراس وحتى في الأيام العادية، وأساس تحضير هذه الأكلة يتركز على البطاطا والبيض واللحم المفروم، بالإضافة إلى البقدونس وأسرار أخرى لم يكشف عنها الباعة وأصحاب المطاعم الفاخرة، علما أن سعر «البوراك» فاق 150 دينارا.وعلى صعيد آخر، تنوعت منذ حلول فصل الشتاء الأكلات الشعبية التي تعرف بكل مناطق الجزائر العميقة، منها «الدوبارة» البسكرية، حيث تم فتح عدة محلات بالأحياء العريقة تبيع وتحضر هذه الأكلة المعروفة بأنها حارة جدا، لكن ذلك لم يقلص من حجم الطلبات، خاصة أن عنابة تحولت إلى خليط من البشر بعد توافد العائلات من مختلف الولايات، على غرار وادي سوف وغرداية، وأمام التنوع في الأطباق الشعبية التي زادت من حركة السياحة الشتوية، يعمل سكان عنابة على تحضير «الشخشوخة» العنابية و«الثريدة» لإضفاء لمسة سحرية والتعريف بتراث هذه المنطقة العريقة التي تحتاج إلى اهتمام كبير من طرف شركاء القطاع السياحي لتهيئة المطاعم الموزعة على مستوى الشواطئ والمنتجعات السياحية البعيدة، منها شطايبي وسرايدي وحتى عنابة وسط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)