الجزائر

"زمن الخلجنة"



قبل أكثر من شهر كتبتُ في هذه الزاوية، تحت عنوان "هل انتهى زمن المصرنة ؟" على خلفية إعلان الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، عن عدم ترشحه في الدورة الجديدة لرئاسة الأمانة العامة لهذه الهيئة، وعدتُ يومها إلى ذكر الاقتراح الجزائري الذي طرح على طاولة القمة العربية المنعقدة في الجزائر قبل ست سنوات، والمتمثّل في طلب تدوير الأمانة العامة للجامعة حتى لا تبقى حبيسة خيار البلد المضيف للمقر - مصر- لكنها فوجئت آنذاك، بالرفض من قبل كل البلدان العربية وعلى رأسها بلدان الخليج، التي قال زعماؤها صراحة، إن لا أحد يقدر على "زعل" مصر، في إشارة واضحة إلى موقف مصر من قضية احتلال العراق للكويت، حيث شاركت مصر بقوات مسلحة إلى جانب قوات الحلفاء لإخراج صدام من الكويت.واليوم، وأنا أقرأ خبرا مفاده أن "أوّل قرار اتخذته الجامعة العربية بعد تعيين أمينها العام الجديد، نبيل العربي (المصري دائما)، هو قرار وقف بث قناة فضائية ليبية"، تحت إملاءات خليجية بالدرجة الثانية بعد الإملاءات الغربية، وأنا أقرأ هذا الخبر، أدركت أنّ "زمن المصرنة" لم ينته فحسب، وإنما ترك مكانه ل "زمن الخلجنة"، حتى وإن وقف على "فترينة" الجامعة اسم مصري.
أيّ دور سيلعبه هذا الأمين "النبيل العربي" الجديد ؟ فالأمين العام السابق لهذه الجامعة التي لم تجمع يوما الصفّ العربي، كان يعاب عليه أن كل قراراته وقرارات جامعته هي امتداد لمواقف الخارجية المصرية، بل كان الناطق الرسمي باسم مبارك في كل القضايا العربية، يحضر القمم والاجتماعات التي تحضرها مصر ويقاطع تلك التي تقاطعها، إلى درجة أن موسى قاطع القمة الاستثنائية التي دعت إليها قطر قبل سنتين، من أجل بحث العدوان الإسرائيلي على غزة في جانفي 2009، وكان عمرو موسى أهم الغائبين عن هذه القمة، لا لشيء إلا لأن مصر رفضت أن تلعب قطر دورا كهذا.
وها هي قطر اليوم تلعب الأدوار كلّها، في غياب مبارك الابن الأمريكي المغضوب عليه، وها هي دول الخليج اليوم، توقّع أولى قرارات الجامعة العربية الجديدة، ضدّ مجرّد قناة ليبية تحتضر..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)