الجزائر

زاوية المعلبة ... زاوية من الماضي



زاوية المعلبة ... زاوية من الماضي
زاوية المعلبة
الحمد لله ربّ العالمين، و العاقية للمُتّقين، و لا عُدوان إلّا على الظّالمين. نحمدك اللّهم و نشكرك، و نستعين بك و نستهديك. و نُشهدك يا ربّنا و نُشهد ملائكتك و حملة عرشك و جميع خلقك ؛ أنّك أنت الله لا إله إلّا أنت، و حدك لا شريك لك، و أنّ سيّدنا مُحمّدًا عبدك و رسولك، أرسلته بالهُدى و دِين الحقّ، لِيُظهره على الدِّين كُلِّه، فبلّغ رسالة ربه أعظم ما يكون التّبليغ، و أدّى الأمانة الإلهيّة على أكمل وجه. اللّهم صلِّ و سلِّم و بارك على سيّدنا مُحمّدٍ، حقّ قدره و مقداره العظيم ؛ خاتم المُرسلين، و ناصر الحقّ بالحقّ، و الهادي إلى صِراطك المُستقيم، و على آله و أصحابه الطّيبين الطّاهرين. و بعد :
إنّ أحاديث الخوالي في كُنهها و طيِّها شيّقة جذّابة مُزبرجة، و تكون أكثر مقدارًا في ذلك، إن كانت عن ماضي مناور العُلوم و المعارف، و عن أحوالها و نقصها و كمالها و فُسولها و ضعفها و قلّتها و كثرتها و خفائها و وُضوحها و صفائها و كدرها.....
و مُشاكهة بحديث السِّير و الآثار، فقد تذكّرنا و ذكّرنا، بشيء كتبناه عن زوايا و رباطات التّعليم الأصيل بموطننا و ربعنا النّائليّ، و قد قرأه أهل الفهامة، و أهل الفدامة.. فتلقينا من الرّهط الأوّل الشّكر و التّرحاب و التّأييد. و تلقينا من الثّاني الصّخب و البلبلة و العواثير. فليس كُلّ مُتكلِّم يسلم، و لا كُلّ سامع يُنصف... و الحال هكذا...
و ارتباطًا بمسعانا ؛ في توثيق ما كان قائمًا، في خُطط التّعليم الشّرعيّ بمنطقتنا، و لحقًا بما جمعناه في وقت مضى، بخصوص هذا الشّأن العظيم، فقد استحضرنا اليوم إحدى زوايانا الّتي عُنيت بذلك، الّتي لم يُكتب لها التّعمير كثيرًا.. و هي زاوية المعلبة، الّتي تأسّست على تقوى من الله و رُضوان، و أُقيم وجهها للدِّين حنيفًا. و كانت في بادئ الأمر مدرسة قُرآنيّة (عربيّة)، اُفتتحت سنة 1987 م، على يد نفر من أهل الخير و الإحسان و العطاء، على تُراب الدّباز، من أولاد لعور، بمنطقة المعلبة (السّيلة)، شرقي مدينة الجلفة، بنحو 18 كلم، أو يزيد، و تحديدًا على تُراب أُسرتي (عائلتي) باكريّة و بن ملوكة، قسمة بينهما[1]. ثمّ صارت في سنة 1988 م مُصلًّى، لِتغدو بسواعد الخيّرين من تلك الجهة، و من ورائهم أصحاب لهم، يمدّونهم في الخير و البرّ و البذل و السّخاء، من عدّة جهات، بالرّبع النّايلي الواسع، زاوية في سنة 1990 م، تُحفِّظ القُرآن مُجوّدًا، و تُعلِّم اللِّسان العربي، و تُقرِّب عُلوم الشّريعة الإسلاميّة. و بجانبها مسجد تُقام فيه الصّلوات الخمس، و الجُمع[2]، و الأعياد. و قد جاءت نِتاجًا لما كانت عليه حال النّاس، في ذلك الحين، من التزام و تديّن و اهتمام بالعُلوم و الفُنون ؛ المُتعلِّقة بشريعتنا الغرّاء. و ليس بخافيًا ما كانت عليه الجزائر في ذلك الزّمن، من نشاط و حركة و صحوة و وثبة، و بخاصّة في منحى التّعليم و الثّقافة و الدّعوة عُمومًا[3]. بالإضافة إلى ما شهدته البلاد، من انفتاح و تعدّديّة حزبيّة، و ما انبثق عن أحداث 05 أُكتوبر 1988 م.....
و زاوية المعلبة، و ما أدراك ما زاوية المعلبة، هي من خِيرة زوايا منطقتنا عقيدة و منهجًا و سُلوكًا، على الإطلاق، و قد انقطع كما أشرت سابقًا التّعليم و التّدريس بها مُبكّرا لأسباب، ليس من السّهل بسطها في هذه القالة. و قد دام بها، ما بين سنتي 1990 م، و 1992 م[4]، و جاوز عدد المُنتسبين إليها، بين صِبية و غِلمة و فِتية، العشرين فردًا. و قد وددت كثيرًا، في صائفة عام 1991 م، الانضمام إليها، و الدِّراسة فيها، و لكنّ الظّروف المُحيطة بي، في ذلك الزّمان، لم تُسعفني إلى ذلك، و قد التقيت حينها شيخها المُنوّه به، و كانت تلك اللُّقْيَا أوّل وُرودي عليه، و بداية تعرّفي إليه.
و لو تواصل عطاء هذه الزّاوية، لكانت صِيصة من صَيَاصي التّعليم القُرآني و ما يتبعه عادة من معارف و فوائد. و من منائحها أن تخرّج منها من هم الآن في عِداد أئمّة مساجد مدينة الجلفة[5]. و قد أشرف عليها باقتدار، من أوّل يوم افتتاحها، و إلى تاريخ إغلاقها، الشّيخ سليم لخضر بن السّعديّ الملخويّ النّايليّ (حفظه الله)، و هُو من السُّجراء الأخيار العرانين الّذين سعدنا بصحبتهم، و شرفنا بترجمتهم ضِمن مُدوّنتنا " من فُضلاء منطقة الجلفة من 1861 م إلى مطلع القرن الحادي و العشرين ".
و من محاسن ما نرقمه في هذه الكلمة، هو إعادة ذكر ترجمته بلفتٍ مُغايرٍ، لسمت ما ورد في ترجمته، عبر كتابنا المُومى إليه آنفًا. فنقول :
هُو الأديب النّحويّ الطُّلعة المُؤلِّف المُدرِّس أبو إسحاق لخضر بن السّعدي سليم البُوخلطي الملخوي[6]، ثمّ العِيساوي النّايلي الجلفاوي (الجلفي). وُلد خلال سنة 1961 م، أو قبلها بقليل، ببادية فيض البُطمة، بولاية الجلفة. انضمّ إلى التّعليم الحُكومي، و قضى منه مرحلتي الابتدائي و المُتوسِّط، و انكفأ عن المُواصلة فيه. و بالتّوازي مع ذلك فقد فَغِم بالشّيخ سليم ساعد[7]، الّذي قرأ عليه القُرآن، و شيئًا من المبادئ الفقهيّة. لِيُواصل دراسته الشّرعيّة و العربيّة، بعصاميّة جادة ؛ و قد انكبّ على حفظ المُتون و المُقرّرات، تأسّيًا بمن قال : (من حفظ المُتون أحرز الفُنون. أو قال أدرك الفنون)، و هو يحفظ الكثير منها[8].
ارتحل في طلب العلم، أربع مرّات ؛ إلى سُوريّة سنة 1985 م، و إلى المغرب سنة 1989 م، و إلى الحجاز، في رحلة الحجّ لعام 1993 م، و قد زار أثناء طريقه مصر معقل العلم و العلماء، و لقي بها وُجوهًا من أهل الفكر و العلم و الثّقافة. و في سنة 1994 م، سافر إلى غدامس (قدامس)، في مُحافظة غريان، بالقُطر اللِّيبي، و تديّرها زمنًا، و يكون قد زار مُدنًا لِيبيّة أُخرى. و قد حمل لواء الدّعوة السّلفيّة الحقّة[9]، في الثّمانينيات، و بداية التّسعينيات، و كان من عرانينها الكبار بالجلفة، في ذلك الحين. و لا أُغالي. و هو نحويّ مُتمكِّن، له غِشاية مُتواصلة لِكُتب الأدب و دواوينه، مُولع باقتنائها و جمعها، و قد أهديت إليه نُسختي من كتاب الكامل لإمام العربيّة و أحد أئمّة الأدب و الأخبار في وقته ببغداد، أبي العبّاس مُحمّد بن يزيد المُبرَّد (أو المُبرِّد) الأزديّ البصريّ، ثمّ البغداديّ العراقيّ (ت 286 ه / 899 م). و هو أحد دواوين الأدب المُوصى بها، و المُنصح بقراءتها.
كما أنّ له عناية بالفقه و بالأُصول، و قد قرأ الرِّسالة لأبي مُحمّد عبد الله بن عبد الرّحمان النّفزي القيرواني التُّونسي، المعروف بابن أبي زيد (ت 386 ه / 996 م)، قراءة ضبط و شرح، على الشّيخ أبي خليل مُحمّد بن المُختار ربيح السّالمي (من أفخاذ أولاد لعور) العِيساوي النّايليّ، شيخ زاوية المُجبارة. بالسّند إلى الشّيخ الإمام الذّائع الصِّيت، و الشّائع الذِّكر، الّذي أجرى الله على يديه الخير، و نفع الله بعلمه أناسيَّ كثيراً، الفقيه المُدرِّس مُحمّد بن أحمد بن عبد الله بلكبير، أو ابن الكبير (ت 1421 ه / 2000 م)، عن أشياخه... و أخاله أيضًا قد قرأ عليه المُختصر الفقهيّ لضياء الدِّين خليل بن إسحاق بن مُوسى الجُندي المصريّ، المعروف بالشّيخ خليل (ت 776 ه / 1374 م )، بِنَفْسِ النَّفَسِ و السّمت.
و قرأت معه كتاب أصول الفقه للعلّامة عبد الوهاب خلّاف. و هو كتاب جيّد في موضوعه، منصوح بقراءته و الأخذ منه. و قد أوصى به كُلّ من أمهر عُلماء العربيّة بعُلومها و فُنونها في وقته العلّامة أحمد راتب النَّفَّاخ، و المُحدِّث المُحقِّق زُهير أفندي الشّاويش، و المُؤرخ المُترجم عبد الرّحمان الباني، و الأُصوليّ النّظّار المُدقِّق عبد الرّحمان حَبنّكة الميداني، و الدّاعية الخطيب المُفوه المسطح عِصام رِضا العطّار، و الأديب العالي عليّ الطّنطاوي، و إمام الحديث في عصره مُحمّد ناصر الدِّين الألبانيّ، و الفقيه الأُصوليّ المُبهرج يعقوب الباحُسين، و غيرهم (رحم الله ميّتهم و حفظ حيّهم).
و هُو رجلٌ صاحب زهادة و دِيانة و حُسن سُلوك، شجيّ الإحساس، يأبى قليلاً التَّلْعَابة و التَّمْرَاحة. و قد أقام حِلقًا و مجالس كثيرة، في إقراء القُرآن، و في دراسة لفيفة من كُتب الفقه و العربيّة. و له تآليف و تحاقيق، منها ما رأى النُّور، في السّنين الأخيرة.
أمّا عن حياته المهنيّة فقد عافس الإدارة ردحًا من الوقت، ثم اعتزل بإرادته، و هو حاليا لا وظيفة له.
و قد خاطفنا الحديث عن هذا الرّباط العلميّ، الّذي بقيت منشأته بادية للبصر، دُون أيّ نشاط أو تحرّك، إلّا ما يقوم به ساكنو تلك الجهة، و هُم قلّة، مُعظمهم من عوائل باكريّة، من صلاة أو ذكر، داخل المسجد الّذي بُني بجواره. و ذلك لِلتّخفيف عن القارئ و المُطالع، و لنا موعد معه، على أن يكون لنا عن هذه الزاوية، و عن غيرها، من الرّباطات ذوات التّعليم الأصيل، حديث مُسهب، في قابل الزّمان.
قال الشّاعر :
ما أعْجَلَ الأيّامَ حينَ مُرورِها... يَأتي المَشيبُ على الشَّبابِ فَيَذْهَبُ
لكنَّ ذِكْرَ العَبْدِ يَخْلُدُ إنْ مَضى... وَ لَهُ مَقامٌ في المَآثِرِ مُطْنِبُ
كالبَدْرِ بَعْدَ الشَّمْسِ يَعْكِسُ ضَوْءها... فَكأنَّها بِبُزوغِهِ لا تَغْرُبُ
هذا، و أحمد الله حمدًا كثيرًا مُباركًا فيه، و أُصلِّي و أُسلِّم على المبعوث رحمة لللعالمين ؛ سيّدنا مُحمّد، و على آله و أصحابه أجمعين.
هوامش
1 بلغني أنّ الأرض الّتي بُنيت عليها الزّاوية و المسجد و ما يتبعهما، واقعة تحت النِّزاع و الخِصام، مُنذ زمن، بين الأُسرتين اللّتين ذكرت. و قد بلغ أمرها محاكم القضاء بالجلفة. و لا حول و لا قُوّة إلّا بالله. و هي تبعد جنوبًا، بقدر كِيلومترين (02 كلم)، أو أكثر قليلاً، عن ابتدائيّة الشّهيد دحماني دحمان، الواقعة بالمعلبة ؛ على الحافّة الجنوبيّة للطّريق الوطني المُؤدِّي إلى بُوسعادة، و منها إلى الشّرق الجزائري. و الله أعلى و أعلم.
2 لقد كتب الله لي أن أُؤدّي عدّة جُمع و صلوات، بهذا المسجد، في الفترة الّتي بلغت فيها هذه الزّاوية المُنوّه بها ازدهارًا و نوفلاً.
3 لقد هبّت ريح صحوة الشّرق الدِّينيّة و الفكريّة، على المغرب العربي الكبير، في نهاية السّبعينيات، و في بداية الثّمانينيات، من القرن النّصرانيّ (الميلاديّ) الفائت ؛ من خلال دُروس و خُطب و مواعظ و كُتب و رسائل كثير من أهل العلم و الدُّعاة، الّذين جمعوا بين أهلية العلم، و أهلية العمل، على اختلاف مشاربهم و منازعهم، على غِرار (التّرتيب بينهم ألفبائيّ حسب الأسماء) : أحمد القطّان، و أبي بكر جابر الجزائريّ، و حسن أيّوب، و السّيّد سابق، و السّيّد قُطب، و عبد الحميد كشك، و عبد الرّحمان عبد الخالق، و عبد العزيز بن عبد الله بن باز، و عدنان العرعور، و عِصام العطّار، و عليّ الطّنطاويّ، و مُحمّد سعيد رمضان البُوطي، و مُحمّد بن صالح العُثيمين، و مُحمّد الغزاليّ، و مُحمّد قُطب، و مُحمّد مُتولِّي الشّعراويّ، و مُحمّد ناصر الدِّين الألبانيّ، و يُوسف القَرَضَاوي، و غيرهم كثير. و صار لهم أتباع كُثر، و مُحبّون و أنصار و حومة. و لهم الفضل بعد الله سُبحانه و تعالى، في بثّ رُوح التّجديد و الإصلاح، في المجالات الدِّينيّة و التّربويّة و الفكريّة و العلميّة و الثّقافيّة ؛ حيث عرفت الجزائر، من خلال ذلك، نهضة طيّبة مُباركة، أخرجتها من تلك الحياة الخامدة، الّتي كانت سائدة فيها، من خلال ظُروف داخليّة و خارجيّة،كانت قائمة عليها حينذاك، و قد مضى بعضها، و لا يزال بعضها الآخر. و جعلتها على سكّة التّحضّر و الرُّقي و السُّؤدد. و لكن لم تستمر. و لا حول و لا قُوّة إلّا بالله.
و قد شارك نفرٌ من هؤلاء الفُضلاء، في مُلتقيات الفكر الإسلامي الرّائعة، الّتي كانت تُقيمها الدّولة الجزائريّة الفتيّة، في ذلك الحين، عبر رُبوع وطننا العزيز (صانه الله من الشُّرور و الآفاك)، و تحت وِصاية وزارة الشُّؤون الدّينيّة و التّعليم الأصليّ، و بزعامة ذَيَّاك الأديب العالي المُفكِّر الكَاتب الشّاعر المُترجِم المُؤرِّخ البَحّاثة اللُّغويّ المُحقِّق المُدقِّق مولود قاسم نايت بلقاسم البِجائي (ت 1413 ه / 1992 م)، الّذي بذل وِسعه و طاقته و سَعيه، و بعد وفاته ثمثّلت بقول الشّاعر :
أبا خالد بادت خراسان بعدكم... و قال ذوو الحاجات أين يزيد
فلا مطر المروان بعدك قطرة... و لا ابتل بالمروين بعدك عود
أو قال :
أبا خالد ضاقت خراسان بعدكم... و قال ذوو الحاجات أين يزيد
فما قطرت بالشّام بعدك قطرة... و لا اخضرّ بالمروين بعدك عود
4 و بالضّبط إلى غاية جوان 1992 م. و الله أعلى و أعلم.
5 كعثماني معمّر (امعمّر)، و بن سديرة... و خارج ولاية الجلفة كبوكرش شُكري...
6 اعتمادًا على ما هو مُثبت في الوثائق الإداريّة الرّسميّة. و قد رُوّينا من ثقات أنّه من عائلة عبّاس، من أولاد لعور، من أولاد عيسى. و سمعنا أيضًا أنّ نسبه يرجع إلى أولاد قرونة. و النّاس مُؤتمنون في أنسابهم، و أظنّ أنّ الرّجل له علاقة قرابة بالخلالطيّة من أولاد ملخوة، و لآبائه ولاء قديم لهم، و النّسب يثبت أيضًا بالولاء، كما لا يخفى. و الله أعلى و أعلم.
7 أحد أئمّة مساجد مدينة الجلفة في وقت مضى. و هُو الآن يُشرف على زاويته الّتي افتتحها مُؤخّرًا، ببنات بلكحل، و هي منطقة معروفة.
8 وَصَلني أنّة يحفظ ثلاثة و عشرين (23) متنًا، أو يزيد، في العديد من العُلوم الوسائل و العُلوم الأهداف. و الله أعلى و أعلم.
9 بخلاف السّلفيّة الّتي ظهرت في العُقود الأخيرة، و قد جعلت الجرح و القذع و التّهاجر و التّقاطع ديدنًا لها. و الله أعلى و أعلم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)