الجزائر

رهان الصورة



رهان الصورة
تحليل مضمون الومضات الإشهارية صورة وصوتا المتعلقة بحوادث المرور واختناقات بالغاز تحتاج إلى مراجعة عميقة كونها تفتقد إلى عنصر التأثير في الملتقي، وهذا ما جعلها محدودة في تبليغ الرسالة إلى الفئات المعنية بالرغم من استعمال أحيانا مشاهد صادمة كالجثث الهامدة والدم والإصابات وحالة السيارات، وتعرض العائلة للدوران أثناء السهرة، جراء تسرب غاز ثاني أكسيد الكربون لا لون ولا رائحة له.من يا ترى يعد هذه الصفحات الإشهارية؟ هل الوكالات الخاصة أم القطاعات المعنية مباشرة بهذا الموضوع؟ حتى يكون العمل المنجز قائما على التنسيق بين هذه الجهات لتقديم مادة حقا مقبولة مضموما وتقنيا كذلك.وهذا انشغال لا مقر منه كونه العامل المحدد لما يقدم للمشاهد في قالب معروف وهو الإبداع في طرح التصور مرجعيته دراسة دقيقة يشرف عليها مختصون وخبراء في سيميولوجية الصورة، الدعاية، الترويج، التحليل النفسي، والاجتماعي، ثم يتدخل المخرج في اختيار السيناريو الخاص بالمشهد حتى ولوكان لثوان معدودة، بالإضافة إلى انتقاء الممثلين.هذه التقنيات للأسف غير متوفرة لدى تلك الوكالات، لأن ذلك يكلفها غاليا، لذلك إرتأت العمل بإمكانيات لا تؤدي ما يرمي إليه المعنيون ولا نتسغرب إن جاء هذا المنتوج سطحيا، لا يؤدي ما هو مطلوب منه، وهذا عندما يكون جاهزا وقابلا للبث انطلاقا من هنا، فإن قابلية عنصر التشويق غائبة.وفي هذا الشأن، لا يمكن التوجه إلى جمهور معين حول مواضيع حساسة وشائكة كحوادث المرور في الوقت الذي تركز فيه البعض من الومضات الإشهارية على السرعة في إظهار نوعية السيارة محل العرض وهذا الناقض أو المفارقة في مضمون الرسالة تؤثر مباشرة على الهدف المرجو من قبل السلطات العمومية، في الوقت الذي تشنّ فيه حرب ضروس على الإفراط في استعمال يجب أن ننتبه إلى هذه التفاصيل الذي تحتاج إلى متابعة صارمة قصد استحداث ذلك النسق في العمل بين كل المصالح المعنية، وهذا بفرض دفتر شروط واضح يمنع فيه على متعاملي المركبات إبراز السرعة في الطرقات.كما أن على الإشهار الإجتماعي أو الحامل لمفهوم «المنفعة العامة» الذي يدور حول تسرب الغاز أن يغير أصحاب رسالته وهذا من خلال الذهاب إلى عنصر الإبداع في التعامل مع الصورة وهذا بالانتقال من العادي إلى الاستثنائي وهذا ممكن جدّا إن اجتهدنا أكثر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)