الجزائر

رفوف القاهرة وشوارعها لا تعرف الكتاب الجزائري "الفجر" تبحث عن أدباء الجزائر في عاصمة المعزّ


رفوف القاهرة وشوارعها لا تعرف الكتاب الجزائري
في القاهرة.. لست وحدك
الطاهر وطار يغفر لشبان الجزائر "كسلهم
”..دعنا نفتّش في خريف العمر.. عن وطن عريق.. كان يوماً للكرامة موطناً..”، كلمات كتبها الشاعر المصري فاروق جويدا بعد ثورة 25 يناير، في مهمة البحث عن روح القاهرة التي تحمل جدران مبانيها الكثير من حكايات الفكر والإبداع العربي من شامه وعراقه، مغربه وأندلسه، من الجزائر التي نحاول في هذا الملف البحث عن تفاصيل مساهمات فكرها في إثراء المكتبة المصرية.. ولو أننا وقفنا على شحّ الأسماء الجزائرية التي استطاعت أن تجد لها مكانا في رفوف عاصمة المعز وفي أسواقها ودواوينها ومنابرها الإعلامية.. وتبقى كتابات شيخ الرواية الجزائرية، الطاهر وطار، حمّالة لماء وجه الأدب الجزائري في أغلب الأقطار العربية.
الكتاب الجزائري على الصفحة الأولى.. كان يا مكان
يتحدث الكاتب والإعلامي المصري، سيد محمود، الذي يعمل محررا صحفيا بجريدة الأهرام المصرية، عن الأدب والفكر الجزائري، ويقول :” الفكر الجزائري كان له حضور كبير في مصر خلال فترة الاستعمار تحديدا أيام الرئيس عبد الناصر؛ حيث كان لديه اهتمام كبير بالثورة الجزائرية خلال الستينيات”.
يقول سيد محمود:” شخصيا، اقتربت من الأدب الجزائري في الثمانينيات خلال فترة الجامعة، من خلال كتاب جزائريين متميزين مثل كاتب ياسين ومالك حداد، وهما كاتبان شديدا العذوبة والأهمية، وفي مصر ندرك جيدا مدى قيمة هذين الكاتبين في إثراء الأدب العربي”. ويواصل محمود قائلا:”إنطلق الأدب الجزائري في تصدر الصحافة المصرية مع نهاية الستينيات وبداية السبعينيات في سلسلة أدبية شعبية مصرية معنية بنشر الأدب العربي المتميز، فنشرت لأول مرة روائع كاتب ياسين ومالك حداد، إلى جوار الكتاب المصريين المتميزين في ذلك الوقت مثل محمد البوساطي.. بينما لايزال فكر مالك بن نبي يشكل أساس حاضرا في مصر”.
وبشكل عام فمن الصعب الحديث عن الأدب و الكتاب الجزائري في مصر بإنفصال عن الأدب المغاربي، يقول محمود، مضيفا أن ”معظم الصحافيين في مصر لديهم مشكلة في فصل الأدب الجزائري عن أدب المغرب العربي الكبير”. كما يقول سيد محمود، الذي يتحدث عن دَور النشر في الترويج للكتاب الجزائري قائلا:”يعتبر النشر فرصة لأي كاتب كي يذيع صيته بشكل سريع فالكثافة السكانية عالية في مصر تسمح بالتوزيع، لكن تظل هناك مشكلة في التواصل بين مصر والمغرب العربي بشكل مباشر، خصوصا أن معظم الأدباء الجزائريين يتم التعرف عليهم في مصر بعدما تتحدث عنهم وسائل الإعلام اللبنانية المهتمة بالثقافة والتي تساعد كثيرا في نشر الأدب بشكل أوسع بينما يعاني الأدب في المغرب العربي بشكل عام من ضعف الإعلام الثقافي، وهو ما يؤكد عليه سيد محمود:” الأدباء الجزائريين في مصر المعروفون عبر الصحافة المصرية نشروا كتبهم في بيروت قبل أن تعرفهم القاهرة”.
الأدباء الجزائريون عجزوا عن تجاوز النخبة في مصر!
يوضح، محمد شعير، مدير تحرير مجلة أخبار الأدب المصرية، أنّ تعامل المجلة مع أعمال الأدباء الجزائريين كان منذ صدور الأعداد الأولى للمجلة قبل حوالي 17 سنة من الآن، حيث قامت أخبار الأدب بنشر رواية ”الزلزال” للروائي الراحل الطاهر وطار، كاملة على عدة حلقات؛ ثم قمنا بنشر مذكراته، فيما بعد، وهم يعتبرون الراحل شريكا في تجربة ونشأة المجلة، حيث لم يتوقف التعامل عند ذلك الحدّ فقط بينهم وبين ما ينتجه فقيد الأدب الجزائري عمي الطاهر.
وينوه المتحدث في هذه الدردشة التي جمعتنا به، على أنّ وطار خاض معركة فكرية مع وزارة الثقافة المصرية من اجل دعم التجربة العربية وخدمة الفكر العربي بعيدا عن السياسية خصوصا بعد حرب الخليج. وبعيدا عن عمي الطاهر، قلة قليل من الكتاب الجزائريين الذين استطاعوا أن يتوغلوا في الوسط الأدبي المصري، شأنهم في ذلك شأن نظرائهم الكتاب العرب، حيث تطغى في مصر فكرة الكتاب الجماهيريين وتميزوا بها في الأوساط الأدبية منذ عقود خلت لذلك كان من الصعب أن يصل كاتب ما إلى مرتبة الكتاب الجماهيريين، فحتى نجيب محفوظ الذي ينتمي إلى هذه الطبقة لا يمكن أن نعتبره كاتبا جماهيرا لأنه معروف لدى الجماهير عن طريق أفلامه وليس عن طريق مؤلفاته و بالتالي فالتواجد على مستوى الجماهير يواجه العديد من المشاكل و هو أمر صعب رغم أنه مهم، لأن الثقافة في مصر منذ السبعينيات والثمانينيات تم تهميشها لحساب الميديا والبرامج التلفزيونية الحوارية، لذلك أصبحت الساحة المصرية لا تفتح المجال حتى للمصريين أنفسهم خاصة في الوقت الراهن، من خلال هه النظرة يمكنني أن أقول - يضيف محمد شعير - أن الأدب الجزائري لايزال حاضرا بشكل ضعيف في مصر، وهذا لعدة أسباب ربما الجانب المالي، فمجلة أخبار الأدب أسعارها علية في الجزائر من سعرها في مصر، وهذا يجعل التواصل أقل، لكن يعود المتحدث ويقول لا توجد مشكلة بالنسبة للنشر في مصر، ويجب أن يسعى الجزائريين إلى مصر، ولابد أن يقوم الشباب بالتحرك بشكل أسرع وعرض أفكارهم في مصر لأن ذلك يخدمهم أكثر.
مثقفو يطالبون وزارة الثقافة الجزائرية بمشروع لتبادل طباعة الكتب
بادر عدد من المثقفين في مصر والجزائر، منذ سنوات إلى المطالبة بضرورة وجود طباعة مشتركة بين الجزائر ومصر يكون بموجبها طباعة عدد من الأعمال الأدبية المصرية بالجزائر والعكس. وتأتي هذه المطالبة للمساهمة في تقليل تكاليف طباعة ونقل الأعمال الأدبية والفكرية بين البلدين وسهولة تنقل الكتاب بين الجزائر ومصر.
وستعزز هذه الفكرة، حسب هؤلاء، من اهتمام الأدب في البلدين، خصوصا على مستوى دور هيئة الكتاب و وزارة الثقافة التي يكون أسعارها قليلة جدا، مثلما حدث مع مالك حداد الذي استفاد من هيئة الكتاب المصرية التي قامت بنشر روايته بسعر معقول. المشروع بسيط من خلال نشر 12 كتابا مصريا في الجزائر على أن يتم نشر نفس العدد من الكتب الجزائرية العكس، وهذا سوف يخلصنا من مشكلة الشحن الذي يرفع سعر الكتاب ويحمي الكتاب من التزوير ويحفظ حقوق الناشر. كما يؤكد مثقفو مصر الحالمين بالتواجد في الساحة الأدبية الجزائرية والباحثين عن روح جزائرية في مصر.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)