الجزائر

رغم أن منظمي صالون الزواج يعتبرون الطبعة الثانية ناجحة



الكثير من الصالونات والتظاهرات المتخصصة المنظمة في الجزائر منذ سنوات، تبرمج محاضرات بالموازاة مع المعارض التي تقترح منتجات وسلعا أو خدمات، للتطرق إلى مسائل ذات علاقة بموضوع الصالون. لكن ما لاحظناه في بعضها هو غياب المحاضرات المبرمجة والاكتفاء بالعرض، والأسباب تختلف من تظاهرة إلى أخرى.
وشكل غياب المحاضرات التي برمجها منظمو صالون الزواج مؤخرا ''نقطة فراغ كبيرة''، كما أشارت إليه السيدة سميرة هواري التي فضلت عدم وصف الأمر ب''النقطة السوداء'' ابتعادا عن المبالغة، بالنظر إلى ''نجاح الطبعة الثانية''، على حد تعبيرها الذي تؤكده عدة مؤشرات.
تقول في لقاء مع ''المساء''؛ ''أحسست بفراغ كبير جدا بسبب غياب المحاضرات عن الموعد، عكس السنة الماضية، فقد جاء الكثير من الزوار لحضورها، ولقد انزعجت كثيرا وأنا أخبرهم أنها ألغيت.. ومايمكنني تأكيده والتشديد عليه، أن الخطأ ليس أبدا من المنظمين، ولكن من المحاضرين الذين تغيبوا عن الموعد دون سابق إنذار ودون حتى اعتذار. أنا أعتبر أن للصالون عدة جوانب أساسية هي؛ الجانب الاقتصادي، الجانب الثقافي والجانب العلمي.. وهذا الأخير هام جدا، لأنه يطرح للنقاش مواضيع تدخل أحيانا في خانة الطابو، لاسيما وأن المجتمع الجزائري يعيش مشاكل متعددة تخص الزواج''.
وتذكر محدثتنا بأن مواضيع مثل؛ ''المشاكل الجنسية'' أو''الإعاقة والزواج'' أو''التحضير للزواج''، هامة جدا في كل المجتمعات، مشيرة إلى أنه في الغرب حاليا، يتم إعطاء أهمية قصوى للجانب العلمي للزواج عبر الأبحاث التي تتم في الجامعات ومراكز البحوث. وهي الأبحاث التي يمكن الاستفادة منها، باعتبار أن المشاكل تقريبا مشتركة بين كل المجتمعات.
وهو ماتسعى إليه من خلال تفكيرها في تنظيم ملتقى دولي حول الزواج، يشارك فيه خبراء جزائريون وأجانب، والذي يرتقب أن ينظم أواخر السنة الجارية أو بداية السنة القادمة، كما قالت، مشيرة إلى أن مايعانيه المجتمع الجزائري من مشاكل تخص العلاقة الزوجية، لاسيما الطلاق المنتشر بطريقة غير مسبوقة أو المشاكل الجنسية المسكوت عنها، يحتم طرح هذه الإشكالات.
تضيف في السياق؛''المفهوم الحقيقي للزواج زال حاليا، والتعايش بين الزوجين فقد معناه لاعتبارات عديدة منها؛ المادية والاجتماعية، الاقتصادية...الخ، الأسرة أصبحت مهددة وأنا برمجت مواضيع هي حاليا محل نقاش وبحث، لاسيما في المجتمعات الغربية''.
من جانب آخر، تتأسف السيدة هواري لغياب ناشري الكتب عن الصالون، رغم دعوتها لهم للمشاركة بكتب ومنشورات مختصة في الزواج ومشاكله، الحياة الجنسية ومشاكلها...الخ . وهي كتب مطلوبة كثيرا في الجزائر وغير متوفرة بالقدر الكافي. تقول؛ ''بعثت برنامج التظاهرة إلى الكثير من الناشرين الذين التقيت بهم في معارض الكتاب لتحفيزهم على المشاركة بكتب مختصة، لكن لم يلب الدعوة أي منهم، وهذا يطرح تساؤلات... لماذا تقتصر مشاركتهم في معارض الكتاب؟ هناك معارض متخصصة من الممكن أن يشاركوا فيها، دعما للجانب العلمي الذي لا أحب أن يغيب...تمنيت أن تسود هذه الثقافة... على الأقل يمكنهم المشاركة لتجربة ورؤية مدى اهتمام الزوار بهذا الجانب... نفس الكلام ينطبق على المحاضرين، فعلى الأقل لو لم يأتوا لارتباطات أو انشغالات، كان بإمكانهم أن يرسلوا محاضراتهم مكتوبة لنتكفل بتوزيعها على الزوار، وننشرها على صفحة الواب للصالون من أجل إفادة الآخرين، وهذا من المفروض دورهم''.
ولاتجد محدثتنا إلا طرح الأسئلة أمام مثل هذا الموقف الذي اتسم به ''رجال العلم والاختصاص''، في وقت لبى فيه كل الفنانين المدعوين لتنشيط الفقرات الثقافية والفنية للصالون، الدعوة والتزموا بوعدهم؟ ولكنها ترفض أن تستسلم للأمر الواقع، وتؤكد أنها ستسعى لتنظيم أيام دراسية في الأيام المقبلة على مستوى المراكز الثقافية لطرح هذه المواضيع للنقاش، وستتيح بالتالي الفرصة لهؤلاء أن يستدركوا غيابهم في الصالون.
وفي تقييمها للطبعة الثانية لصالون الزواج، قالت؛ إن كل البرنامج المسطر قد تم فعلا تجسيدها لاسيما الفقرات الفنية وعروض الأزياء، وحتى فقرة التقاليد التي اختير في هذه الطبعة أن تخص سهرة الحناء بما تتضمنه من موروث حضاري يتوارثه الجزائريون منذ زمن بعيد، بالرغم من بعض لمسات الحداثة.
ونجاح هذه الطبعة راجع، إضافة إلى زيادة عدد العارضين-كما تشير-، إلى نوعيتهم ومشاركة الكثير منهم لأول مرة، وكذا مكان العرض، أي الهلتون الذي تؤكد أنه كان ملائما للحدث. بالمقابل، تعترف أن حضور الجمهور لم يكن في المستوى المنتظر، رغم اعتباره ''معقولا''. وتلاحظ في هذا الإطار، أن كل الذين اتصلوا للاستفسار عن الصالون، ''كانوا يسألون هل الدخول مجاني. يعتقد الكثير من الناس أن الهلتون فندق فخم لايمكن لأي أحد أن يدخل إليه، وهذا مالمسته، إنها العقلية التي يجب أن تتغير، لأنه لايمكن أن تقتصر كل الصالونات على رياض الفتح أو صافكس أو قصر الثقافة... أنا أريد أن أنوّع أمكنة العرض حتى لانبقى محصورين في مكانين أو ثلاثة بالعاصمة-.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)