الجزائر

رسالة إلى بوتفليقة



استمعت بكل انتباه سيدي الرئيس، لخطابك بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات، وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكم أسعدني كلامك وأنت تتحدث عما حققته المرأة الجزائرية من مكاسب هامة في مختلف المجالات، وتشجيعها على ولوج الحياة السياسية من خلال توسيع تمثيلها في البرلمان.
غير أن المرأة التي تحدثت عنها سيدي الرئيس و''بكل حماس'' موجودة لكن في عالم آخر. فقد كنا ومازلنا نمثل نصف المجتمع، ولا نطالب أن نكون أكثر من ذلك، وكم يحز في نفسي أن تتحول هذه الفئة إلى مجرد ''كوطة''، تستغل في تضخيم نسبة المشاركة في أي استحقاقات انتخابية، وهو ما يذكرني بعبارة قالها رئيس أحد الأحزاب المعروفة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أن المرأة لا تعاني من جوع سياسي، بقدر ما تعاني من جوع على مستويات أخرى.
وبعدما كانت الأحزاب السياسية مستغنية عن ''نون النسوة''، في السنوات الماضية، باتت هي قبلتهم الأولى، وذهب الأمر ببعض الأحزاب إلى اقتراح مبلغ قدره 05 مليون سنيتم على جزائريات من أجل تصدر القوائم الانتخابية.
طموح المرأة الجزائرية سيدي الرئيس لا يتوقف عند تمثيلها في المجالس الانتخابية، أو لتكون ''ديكورا'' في البرلمان استجابة لضغوط غربية، وإنما هو البحث عن مكانتها الحقيقية وراء نصفها الآخر، بما يحفظ كرامتها سواء داخل الأسرة أو في المجتمع.
والواضح سيدي الرئيس بوتفليقة، أن الجزائريات اليوم وهن يحتفلن بعيدهن العالمي، لا يتطلعن لترقية حقوقهن السياسية حتى يتساوين مع الرجل، مثلما ينص عليه الدستور، بقدر إشراكهن في جميع مجالات الحياة، فالكثير من النساء الجزائريات هن ضحايا لآفات اجتماعية، وجدن أنفسهن في الشارع، وأخريات لازلن يصارعن قساوة الحياة في المناطق النائية والأرياف.
أما المحظوظات من بنات جلدتي، فلازلن يناضلن من أجل افتكاك مناصب عليا في الدولة، ومع ذلك، أقول إن المرأة الجزائرية تذكرنا ببطلات صنعن ثورة نوفمبر ويكفيها هذا الشرف بعيدا عن مقعد في البرلمان، وكل عام ونحن ونساء العالم بخير.

razika2007h@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)