الجزائر

رسالة إلى البغدادي!


كتبت قبل أسابيع مقالا مطولا في هذا المقام تحت عنوان: تحركات لدعشنة الساحل ، تنبأت فيه بأن هناك مخططا يستهدف الجزائر والمنطقة ككل، وها هي صور هذا المخطط تتضح على الأقل إعلاميا بعد تحركات مشبوهة، فعندما يأتي تقرير صحفي من جريدة إنجليزية ترجح بأن زعيم ما يسمى ب داعش على حدود الجزائر، فهذا يعني شيئا واحدا ألا وهو أن المخطط جاري تنفيذه من أجل ضرب استقرار هذا البلد بعد صمود دام سنوات فيما يسمى ب الربيع العربي وقبله خلال سنوات الدم والنار. بغض النظر عن صدقية الخبر من عدمه حول وجود البغدادي على حدود الجزائر، لأن آلاف من مقاتليه منتشرون على حدودها الشرقية والجنوبية، وهذا ما يؤكد وجود مؤامرة تستهدفها منذ مدة، فقدرتها على حماية نفسها في ظل اندثار دول كاملة، وتحركاتها الدبلوماسية الناجعة على المستوى الإقليمي والدولي، أصبحت تغيض بعض الأطراف وتضعهم في حرج، ما يجعل عيونهم مصوبة اتجاهها منذ سنوات، من أجل تفجير المنطقة التي تعتبر الجزائر صمام أمانها الحقيقي في هذه الرقعة الجغرافية من شمال إفريقيا وبالتالي التأثير على الجزائر، لأن هذه القوى الاستعمارية الجديدة تدرك تماما انه لا شيء سيخضع هذه المنطقة سوى زعزعة استقرار هذا البلد، وما تسعى إليه العديد من الدوائر خلال السنوات الأخيرة، يدخل ضمن ما يسمى ب الجيل الرابع للحروب، حيث يتم فيه اللجوء إلى أسلوب مستحدث ضمن هذه الإستراتجية يعرف ب القوة الذكية التي تبرز فيها الإشاعة والدعاية كعنصريين مهيمنين في ذات العملية، لخلق الارتباك داخل المجتمعات والدول، وهذا ما تم فعلا من خلال إطلاق إشاعة وجود البغدادي على حدود الجزائر!. نتذكر جيدا لما اشتدت الأزمة في سوريا، في سنتي 2014 و2015، كان يتم التحذير من امتداد المخطط الجهنمي إلى الجزائر، لكن لما رأى محركوه صمودها الأمني القوي وإحباطها لكل محاولات زعزعة استقرارها، انقلب معدوا هذه المؤامرة على أعقابهم خاسئين وأصبحوا يغازلونها بقوة جيشها، ودحضه لأي عمل إرهابي داخل أراضيها، لكن لم يكتفوا بذلك بل حاولوا مجددا جر الجزائر للزج بها في عدة مستنقعات سواء إقليمية أو عربية على غرار مالي والحرب على اليمن، لكن تمسكها بعقيدتها الدبلوماسية ورفضها لأي تدخل في الشؤون الداخلية للدول، سيفرض على هؤلاء اللجوء لأسلوب جديد، يسمى ب الحرب بالإكراه الذي يعتبر وجها أخر من وجوه الحرب الجديدة، وهي طريقة يتم من خلالها الضغط على الدول بقبول الحرب رغما عنها، بمفاهيم متعددة على غرار الحرب على الإرهاب الذي تروج له واشنطن ومختلف حلفائها، التي تعتزم بشراكة فرنسية دفع 150 مليون دولار من أجل محاربة داعش في الساحل الإفريقي!. كرة الثلج عادة ما تبدأ صغيرة لتصبح متعاظمة وكذلك هي فكرة إنشاء التنظيمات الإرهابية، فهي تنشأ وتنتهي فجأة، وبالتالي عندما نتحدث عن شيء اسمه مخطط، ليس كلاما إنشائيا بل هناك إستراتيجية يتم أتباعها في الخفاء وبمراحل متقنة لتفكيك الدول وجعلها هشة من أجل استغلالها أكثر من اللازم، فلما كانت أسهم القاعدة مرتفعة في أفغانستان والشرق الأوسط، لجأت الجماعات الإرهابية في المغرب العربي الى تأسيس تنظيم تابع لها سمي ب القاعدة في المغرب الإسلامي ، لإبقاء هذا المحور -المشرق والمغرب- تحت خط النيران وتحت رحمة التهديد والخوف، لذلك في كل مرة يتم اللجوء الى مفهوم جديد كلما رأت هذه القوى أن مشروعها تعطل أو خفتت نيرانه أو يقف في طريقه عائق ما، لذلك وبعد إنشاء ما يسمى ب داعش في الشرق الأوسط تم استحداث ملحق لهذا التنظيم الإجرامي في عدة دول طوال الخط المذكور سلفا، تحت إسم جند الخلافة للإبقاء على وتيرة الخوف والإرباك خاصة على الدول التي استطاعات أن تتجنب المخطط الجهنمي، كالجزائر للضغط عليها ودفعها للتخلي عن عقيدتها، ورغم أن رهانات هؤلاء كانت خاسرة منذ البداية إلا أنهم يتأكدون من ذلك في كل مرة. الخيط الرفيع الذي يفصل بين حقيقة وجود البغدادي في شمال إفريقيا من عدمه، هو مرتبط اساسا بمدى الارتباك الذي قد يحدثه هذا الخبر في نفوس الدول والشعوب المستهدفة من وراء هذه الإشاعة، في الجزائر كان الرد قويا ويقينيا بدّد الدعاية وجعلها مجرد خرقة بالية، بنبأ واقعي تمثل في القضاء على 7 إرهابيين بينهم 3 أمراء لهذه الجماعات الإجرامية في شرق البلاد، وهي رسالة قوية للبغدادي وللذين يحركون تنظيمه من وراء الستار، وما درس تيڤنتورين ليس ببعيد!.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)