الجزائر

رحل ونوغي .. وبقيت الصحافة


نكل بأهل المهنة رافعا راية الاستبداد ملطخة بالفساد على سطح ANEPعملت الدولة منذ التعددية الإعلامية دوما على ترقية الإعلام وفتح الآفاق عاليا للإعلام الجزائري حتى يجد له مكانا على الأقل إقليميا، ورغم أن الحراك كانت من بين مطالبه تطهير القطاع وتطويره إلا أن العربي ونوغي، المدير السابق للمؤسسة الوطنية للإتصال النشر والإشهار، أبى إلاّ أن يعرقل هذا التغيير الإيجابي الجميل، من خلال حرصه بشتى الطرق والوسائل على الإبقاء على ممارسات بائسة فيما يخص معايير وطرق توزيع الإشهار العمومي، رافعا راية الإستبداد ملطخة بالفساد على سطح ANEP.
تسبب المدير العام السابق للوكالة الوطنية للإشهار العربي ونوغي بسياسة المفاضلة والمحاباة التي انتهجها في سوق الإعلام، في حرمان جرائد من شريانها الطبيعي المتمثل في الإشهار وتحويل العشرات من الصحفيين إلى بطالين بسبب غلق مؤسساتهم دون أدنى اعتبار لموقف الدولة الجزائرية الذي يؤكد في كل مرة على ضرورة تطوير القطاع والحفاظ على مناصب عمل الصحفيين.
ولأن دوام الحال من المحال، فقد خرج ونوغي من الوكالة التي كان يشرف عليها مخلفا وراءه تركة ثقيلة من الفشل في التسيير بعد ان جعل من نفسه المقرر والمنفذ في نفس الوقت، بل وصل به الأمر لضرب تعليمات الوزارة الوصية عرض الحائط خاصة تلك المتعلقة بالحفاظ على مناصب الصحفيين ومساعدة الجرائد للوقوف على أقدامها، إلا أن من صار صاحب الشأن سابقا كانت له وجهة نظر أخرى.
ففي الوقت الذي يتم حرمان جرائد عديدة من الإشهار ويمنح لها في بعض الأحيان بالتقطير، كانت جرائد أخرى عدد سحبها يعد على أصابع اليد تستفيد أحيانا حتى من أربع أو خمس صفحات إشهار في عودة للممارسات التي كانت تعتمدها الوكالة في عهد توزيع الريع، بل وفي مخالفة لقوانين الإعلام راح ونوغي يمنح الأسبوعيات الإشهار على حساب اليوميات، مستعملا سياسة المعارف والدوس على قانون الإعلام.
ففي الوقت الذي يفترض أن يتم انتهاج التغيير ومرافقة الجرائد، سيما الصغيرة منها في التطور ومحاولة مساعدة الصحفيين فيها لرفع مستواهم والتنسيق بين الوكالة وأصحاب هذه المؤسسات الإعلامية من اجل الوصول إلى حلول ترضي كل الأطراف، خدمة للإعلام الجزائري، راح ونوغي الذي كان يلقب ب -سيف الإعلانات- يتوعد ويهدد وسائل الإعلام في كل خرجة إعلامية له ، بدعوى الحفاظ على أموال الدولة، ومن السقطات غير الموفقة التي وقع فيها الرجل، هو تطرقه إلى جرائد وملاكها بالاسم متهما إياهم بالفساد و"غض البصر" عن جرائد يعرفها القاصي والداني بأنها انطلقت بالفساد وتسير بالفساد، ورغم ذلك ونوغي بدلا من أن يفضحها راح يغرقها بالإشهار.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)