الجزائر

"رحلة سياحية تنهي حياة مأمون من سوق أهراس بتونس"




قصتنا اليوم حقيقية وعايشناها بالصدفة من خلال تواجدنا بفندق ذي الأربع نجوم حسب تنصيف التوانسة بحمامات الياسمين، أين سبق وأن التقينا مع الشاب "مأمون والي" رفقة شقيقه والذي شهد لهما جميع الجزائريين وحتى التوانسة بطيبة الأخلاق طوال المدة التي سبقت الفاجعة.وفي يوم الجمعة الثامن من شهر أوت وبالضبط على الساعة الحادية عشر ونصف صباحا، حيث نزل المرحوم "مأمون" من غرفته بالفندق رفقة أخيه وتوجه إلى مسبح الفندق الذي يحتوي على لعبة التزحلق المائي وكل الأمور كانت عادية، إلى غاية أن قرر مأمون الصعود في مدرج اللعبة المائية للقفز نحو المسبح بعد أن نجح أخاه في التجربة الأولى وقتها كنا في المقهى المقابل لموقع الحادثة، حيث حاول أن يقوم بقفزة بهلونية في عرض المسبح لكن القدر كان أقرب إليه وانزلقت رجله من على علو عشرة أمتار كاملة وكانت الأخيرة، حيث سقط على الأرض وارتطم رأسه بحائط المسبح، أين هرع الجميع لإنقاذه وتدخلت طبيبتان من السياح الجزائريين وقامتا بإخراج لسانه بعد أن ابتلعه وقتها شرع الجميع في مناداته باسمه"مأمون مأمون.." لكنه دخل في غيبوبة تطلبت الاتصال بالحماية المدنية التونسية والتي تطلب أمر وصولها للفندق أكثر من أربعين دقيقة كاملة، مما ساهما في نزيف حاد على مستوى الرأس والذي تسبب في وفاته بعد يومين تحت العناية المركزة بمستشفى خاص في تونس وسط حيرة ودهشة الجزائريين الذين رافقوه من الفندق إلى المستشفى وقاموا بجمع مبلغ مالي معتبر لإعانة والده لنقله إلى مقر رأسه بسوق أهراس . مدير الفندق لم يتحرك ولم يقم حتى بزيارته في المستشفىغرابة الأمر أن إدارة الفندق لم تحرك ساكنا اتجاه السائح الجزائري ولم يكلف نفسه عناء التنقل إلى المستشفى للوقوف على الحالة الصحية لمأمون، والذي توفي في الأخير. الغريب في الأمر أن إدارة الفندق لم توقف حتى الموسيقى احتراما لمشاعر بقية الجزائريين الذين كانوا في الفندق وتأثروا لوفاة ابن جلدتهم وكلها تصرفات تدل على الطابع.وقد وقفت الشروق على جشع كبير من طرف المستشفى الخاص الذي نقل له مأمون على جناح السرعة بتواطئ من رجال الحماية المدنية والتي تنقلهم للخواص بدل المرافق العامة، حيث أجرى له كشف بأشعة السكانير مقابل أربع ملايين سنتيم جزائرية، وهو مبلغ كبير مقارنة بالجزائر، كما أن تأكد العيادة من وفاة السائح الجزائري بعد ساعات ومطالبتها لعائلته بإمكانية إنقاذه من خلال عملية جراحية بمبلغ سبعين مليون جزائري يدل على تلاعب العيادة. تهرب الفنادق من مسؤوليتها اتجاه السياحوفاة مأمون والي في الفندق كشف خداع متعاملي السياحة، الذين تهربوا من مسؤوليتهم اتجاهه وتركوه يموت في صمت دون أدنى تدخل، حيث صرح غالبية مسؤولي الفندق أنهم لا يوفروا التأمين العام للسائح الذي لا يعلم بذلك الأمر تماما، وأن هذا الأمر يعود للوكالات السياحية بالجزائر لأنها هي من تبرم الصفقة مع الجزائريين وبذلك فهي المسؤول الأول عن عملية التأمين رغم تلقيها مبالغ خيالية.من جهتها الوكالات الجزائرية تلعب دورا كبيرا في عملية التدليس من خلال عرض هاته الفنادق على الجزائري الباحث عن عوامل الراحة في الصيف خارج بلاده لعدم توافر الفنادق والخدمات بالمدن الساحلية الجزائرية، أين تمنحك الوكالة ورقة "الفوشير" والمدون عليها فترة الحجز واسم الفندق فقط، دون أي إشارة لنوعية التأمين أو الخدمات التي سيجدها السياح في تونس، علما أن هاته الوكالات تعمل بطريقة غريبة جدا في مجال تحويل العملة نحو تونس.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)