الجزائر

رجال يرجعون طليقاتهم.. حنين للعشرة أم تصفية حسابات؟



رجال يرجعون طليقاتهم.. حنين للعشرة أم تصفية حسابات؟
يظل أبغض الحلال عند الله سبحانه و تعالى، لكنه في كثير من حالات يعتبر حل لمأساة طويلة ونهاية لأحزان أسرة بأكملها، غير أن كثير من حالات الطلاق وجد أحد الطرفين نفسه أو كليهما مضطرا إلى العودة لحياة تخلى عنها ورفضها من قبل، بحجة العشرة الطيبة ومشاعر الحب التي يعجز الزمن عن محوه، غير أن كثير من المطلقين لم يصدقوا نية الرجوع، وكان وراء عودتهم أسرار ومشاعر بين الانتقام و الكراهية، حالات عدة تلخصها قصص أزواج عايشوا التجربة، ووجدوا أنفسهم تحت رحمة حياة زوجية كانوا بالأمس مستعدين لبذل النفس و النفيس للتخلص منها.يبذل المستحيل لإعادة طليقته ثم ينتقم منهاوإذا كان الطلاق قرارا صعبا على الزوجين، فالعودة تكون أصعب خاصة إذا كانت النية غير صادقة والقلوب ليست صافية، ولأن النية الصادقة أساس نجاح كل عمل، فإن حياة هؤلاء الأزواج لن تبشر بحياة زوجية سعيدة و دائمة في كثير من الأحيان، هذا ما تسرده لنا فلة، 25 سنة، بدون أطفال، عن حياتها الزوجية الجديدة التي عايشتها بعد طلاقها،مرددة قائلة:"لم أكن أعلم أن عودة طليقي لي كانت بسبب سوء نيته، وكنت أعتقد حينها أنه ندم على مفارقتي وأدرك مكانتي، وحسب قوله أنه لم يتحمل فراقي و العيش بعيدا عني، وككل النساء شعرت بالشفقة نحوه و تأثرت بكلامه المعسول، وعزمت على طوي صفحة الماضي و نسيانها، والبدء صفحة جديدة معه" إلا أن فلة لم تكن تدرك أن طليقها يخفي وراءه مشاعر كلها حقد و كراهية و عزم على الانتقام، وقد كشفت حقيقة نواياه بعد تسجيل العقد مباشرة و العيش معا، حيث بدء يمارس عليها عنفا معنويا من خلال معاملته القاسية، يذلها أحيانا و يسخر منها أحيانا أخرى، يمنعها من الخروج من البيت و يحرمها من أبسط حقوقها التي شرعها الله لها كأنثى، في حين كان يعيش زوجها خارج البيت و كأنه أعزب، لا يعيرها اهتمام ويعتبرها كخادمة له في البيت، أثارت يسلوك زوجها جنون فلة و أصبحت تتصرف كالمجنونة بسبب حدة غضبها و الضغوطات، وحينما واجهته بالأمر و ألحت على معرفة سبب تغيره معها، اعترف لها أنها حمقاء حينما صدقت أنه ميتم بحبها، وكل ما كان يريده منها هو الانتقام منها لأنها طلبت الطلاق وهذا مالا يغفره لها مطلقا.تقبل العودة إليه سوى نكاية في الغيرتعد بالنسبة للبعض مجرد تفاهة لا أساس لها من الصحة، غير أنها واقع يعيشه الكثير من الأفراد الذين يعيرون اهتماما لكلام الناس و نظرة الغير لهم، فليس من السهل بالنسبة لهم العيش دون المستوى الذي يطمحون له، و يبذلون ما بوسعهم للظفر بالصورة التي تناسبهم اجتماعيا، فكلام الغير عنهم وشعورهم بالاختلاف هي نقطة ضعفهم، هذا هو المنطق الذي تؤمن به فضيلة.ل، البالغة من العمر29 سنة، أم لطفل، وغيرها كثيرات ممن عدن أدراجهن، و قبلن العودة لأزواجهن بعد وصولهن مرحلة الطلاق النهائي، في وقت كانت تقسم فيه فضيلة بتطليق حياتها السابقة و عدم العودة إليها تحت أي ظرف، لكنها وجدت نفسها مجبرة على العودة لطليقها و الرضوخ له بعد كل إسااته و تجريحاته لها، وحسب فضيلة فقد وصل الأمر بزوجها إلى ضربها حتى أوصلها في غيبوبة وطردها من البيت ليلا بعدما، إضافة إلى حياة البؤس التي كانت تعيشها معه، لكن الغريب أن تقبل فضيلة العودة إلى زوجها بعد طلاقها منه، بحجة أنها لا تريد لابنها أن يعيش بعيدا عن والده، غير أن فضيلة فضفضت لنا قائلة:"إن الشيء الوحيد الذي جعلني أعود إلى زوجي هو نظرة الناس لي و كلام الأقارب و الجيران عني، لم أتحمل أن أعيش كمطلقة في نظر المجتمع، وأنا أعلم النظرة السلبية التي ينظرون إليها، كونها تظل عار و يرون أنها دوما المخطئة".يتراجع عن طلاقه منها هروبا من قرار النفقةهذا وقد تكون المسائل المادية سببا في كثير من النزاعات الزوجية، فكما أنها سبب طلاق البعض، فهي من أسباب رجوع بعض الأزواج لبعضهما بعد طلاقهما، لاسيما مع قانون الطي يجبر المطلق من تسديد النفقات و نفقة الكراء، وهذا ما جعل الكثير من المطلقين يعيدون حساباتهم في الأخير و يتراجعون عن أهم و أصعب قرار في حياتهم، عن قصة رجوع تقية لطليقها، البالغة من العمر 23 سنة، أم لطفلين، تقول:"لم يكن قرار رجوعه إلي بدافع الحب و لا العشرة التي جمعتنا حوالي أربع سنوات، بل كان الدافع وراءه هو التهرب من النفقة و تبعات الطلاق، بعدما حكم عليه القاضي بدفع حوالي مليون سنتيم شهريا، وأرسل لي وسطاء من أهله يؤثرون علي و يطالبون برجوعي" ورغم أن تقية كانت تعلم بنوايا زوجها بل طليقها مسبقا، لكنها قبلت الرضوخ له و العودة إليه مجددا، كونها وجدته الخيار الأفضل لها و لزوجها.حضانة الأبناء تجمع بينهما من جديدفيما يكون بعض الأبناء طرفا في جمع شمل الكثير من المطلقين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على تحمل بعضهما في سبيل العيش مع أبنائهم، خاصة من يخسر الاستفادة من حضانة الأبناء، وهذا ما صرح لنا به جمال، 45 سنة، مطلق و أب لثلاث أطفال، اعترف لنا انه بصدد الرجوع لطليقته و الزواج بها مجددا حتى لا يخسر أبناءه، فقد حرمه الطلاق من حضانة الأبناء التي تعتبر من حق الأم المطلقة، ليجد نفسه مضطرا لتحمل العيش مع امرأة لم يعد يكن لها مشاعر الحب، غير أنه يعتبرها تضحية في سبيل العيش بقرب أبنائه الذين يحبهم بجنون و لا يقبل التضحية بهم.تعود إليه لأن لا بيت لها يأويهاوحتى وإن عاد بعض المطلقين إلى بعضهما العض باسم الحب و العشرة يمانا منهم بأن بقايا الحب والذكريات الجميلة يمكن أن تفلح في إعادة المياه إلى مجراها حتى لو امتدت فترة الطلاق لمدة طويلة، إلا أنه ليس الشأن ذاته بالنسبة لبعض النساء اللواتي لا مكان لهن في بيت الأهل بعد زواجهن، تقول الحاجة فطومة، 76 سنة،:"في عاداتنا نقول للمرأة تحملي كل شيء و أي شيء من زوجك، لكن إياك أن تعودي إلى بيت أهلك" وهذا هو قانون الكثير من العائلات الجزائرية التي لاتزال تمارس عاداتها و تقاليدها التعسفية على المرأة، نساء كثيرات اعترفن لنا أن الطلاق خلاص لمعاناتهن و ألامهن، لكنه حل مستحيل بالنسبة لهن، بالنسبة لهن لا مكان للمرأة و أبنائها بعد بيت زوجها، و غن حدث الطلاق فستكون معاناة أخرى لا تختلف كثيرا عن سابقتها، هذا ما قالته لنا شفيعة، 34 سنة، أم لطفل، مضيفة:" لقد عدت إلى زوجي بعد ان طلقني، وكنت انا من اتصلت به و طلبت منه الرجوع، لم يكن حبا مني و لا تذكرا لسنين العشرة والمودة، لكنه كان تحت ضغط الحياة القاسية التي عشتها مع طفلي ببيت أهلي، فقد أصبحت أشعر أنني غريبة عنهم و لست من صلبهم، فلم أتحمل مرارة العيش معهم و قبلت بذلّ زوجي على ذلّ أهلي و المجتمع" ، من جهتها اعترفت آسيا، 42 سنة، أنها قبلت العودة لزوجها الذي طلقها بعدما طلب منها والدها مكوثه بالبيت شريطة تخليها عن ابنها لطليقها، وهنا لم تتحمل آسيا التضحية بابنها و عادت مجبرة إلى من رامها و تخلى عنها في أصعب أوقاتها.‬




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)