الجزائر

رئيس مخابرات القذافي أقام عدة أشهر في المغرب فرنسا نسقت مع مالي للإيقاع بالسنوسي



تُجري كل من باريس وطرابلس والمحكمة الجنائية الدولية اتصالات متقدمة ومحمومة مع سلطات موريتانيا للظفر بالعقيد عبد الله السنوسي، رئيس مخابرات العقيد القذافي. في وقت لم تتكشف بعد ظروف اعتقاله بمطار العاصمة نواكشوط، أو ظروف إقامته بالمغرب التي خرج منها الجمعة الماضية.  حسب وسائل إعلام موريتانية تتجه نواكشوط لتسليم العقيد السنوسي، أو ما يعرف باسم ''العلبة السوداء'' في نظام القذافي، إلى باريس. وأشارت وكالة ''الأخبار'' الموريتانية، الخاصة، في هذا الشأن إلى ''تنسيق فرنسي موريتاني مسبق لاستدراج عبد الله السنوسي إلى نواقشوط، من خلال استغلال بعض المقربين من السنوسي، الذين أقنعوه بالسفر إلى موريتانيا، باعتبارها البلد الأكثر أمانا في المرحلة الحالية''. وذكرت الأخبار الموريتانية أن ''محققين فرنسيين سيصلون قريبا إلى العاصمة نواقشوط للتحقيق مع عبد الله السنوسي''. في حين أشارت مصادر موريتانية أخرى إلى أن ''رئيس مخابرات القذافي يخضع الآن إلى تحقيق معمق على يد محققين أمنيين موريتانيين وآخرين من شرطة الأنتربول''. خصوصا أن لدى نواقشوط ما يبرر إبقاء السنوسي، على الأقل للتحقيق معه في بملف تفجير طائرة رئيس الوزراء الموريتاني السابق، أحمد ولد بوسيف، عام 1979 عندما كان على خلاف مع القذافي. وتضاربت الأنباء في الساعات القليلة الماضية بشأن مصير الرجل القوي في عهد العقيد معمر القذافي، وسط مسارعة باريس للمطالبة بتسليمه في قضية مقتل فرنسيين في حادثة سقوط طائرة عام .1989 لكن اهتمام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شخصيا بالأمر وحرصه، أول أمس، على ضرورة تسليمه، يشير برأي مراقبين إلى رغبة ساركوزي في ''إغلاق ملف التهم التي تحوم حول تمويل القذافي لحملة انتخابات الرئاسة عام ,2007 خصوصا وأن عبد الله السنوسي كان رفيق القذافي وذراعه اليمنى في مثل هذه الملفات، وكان مرافقا له في الزيارة التاريخية التي قادت القذافي إلى قصر الإليزيه بدعوة من ساركوزي''. وإلى جانب باريس، تقف المحكمة الجنائية الدولية في موضع حرج، بعد عدم تمكنها لحد الآن من الظفر بأي مطلوب من المطلوبين الثلاثة في الملف الليبي، فبينما قتل العقيد القذافي، ترفض السلطات الليبية تسليم نجله سيف الإسلام، في حين أعلنت موريتانيا أنها ''بصدد التحقيق مع عبد الله السنوسي''، ردا على مراسلة رسمية من المحكمة الدولية بلاهاي تطالب بتسليمه.  ثم تأتي الحلقة الأضعف في قائمة المطالبين برأس السنوسي، وهي الحكومة الليبية، لتفتح المجال أمام أزمة دبلوماسية جديدة بين طرابلس وموريتانيا في حال لو قررت نواقشوط تسليم السنوسي إلى باريس أو لاهاي. ويشير مراقبون أيضا إلى موقع المملكة المغربية من كل هذا الجدل المتفجر حول رئيس مخابرات القذافي وخفايا مروره بتراب المملكة، فهناك من أشار إلى ''إقامة السنوسي عدة أشهر في المملكة المغربية قبل سفره، أول أمس، إلى موريتانيا''، وهذا يطرح لدى المتتبعين فرضية استغلال الرباط لمعلومات مهمة من السنوسي. في حين يذهب آخرون إلى تفضيل الرباط ''التخلص'' من السنوسي لعدة أسباب، أقلها نشوب خلاف مع السلطات الجديدة في ليبيا. ويحدث هذا في وقت أرسلت الحكومة الليبية بإشارات عن استعدادها لمحاكمة رجالات القذافي، من خلال السماح لصحيفة ''الأوبسرفر'' البريطانية بالدخول إلى سجن سيف الإسلام القذافي الجديد بوسط العاصمة طرابلس. وقالت الصحيفة إنه ''سجن أشبه بقصر''. ونقلت عن أحد حراس السجن قوله ''لو جاء أوباما أو ساركوزي أو كاميرون إلى هنا فسيكونون مسرورين بالإقامة، مع كل مقومات الرفاهية التي يوفرها السجن الصغير''.  ولفتت مصادر إعلامية موريتانية، أمس، إلى أن السنوسي أصيب بأزمة قلبية طارئة، نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري بنواقشوط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)