الجزائر

رئيس الوزراء البريطاني ينهي زيارته للجزائر البلدان متحدان في مجال مكافحة الإرهاب



رئيس الوزراء البريطاني ينهي زيارته للجزائر البلدان متحدان في مجال مكافحة الإرهاب
أكد رئيس الوزراء البريطاني، السيد دافيد كامرون، الذي اختتم زيارته لبلادنا أول أمس أن الجزائر وبريطانيا العظمى "متحدتان" في مجال مكافحة الإرهاب، مبرزا إرادة البلدين في تعزيز الشراكة "الإستراتيجية" في هذا الاتجاه. مذكرا بأنهما "عانيا من ظاهرة الإرهاب ويفهمان بعضهما البعض جيدا".
وفي تصريح أدلى به للصحافة عقب المحادثات التي جمعته برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بقصر الشعب يوم الاربعاء، أوضح السيد كامرون أنه تطرق مع الرئيس بوتفليقة إلى "تعزيز الشراكة الثنائية في مجال مكافحة آفة الإرهاب في منطقة الساحل".
وأوضح السيد كامرون بأن الأمر "لا يتعلق فقط بتقاسم نفس وجهات النظر وإنما يخص أيضا تبادل المعلومات والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب". مضيفا أن "الشعب البريطاني يتفهم كلية بأنه وفي حال وجود إرهاب في منطقة ما، يمكن لذلك أن يفرز عواقب على الدول المعنية وعلينا أيضا".
وفي هذا الإطار أشار رئيس الوزراء البريطاني إلى أن الإرهاب بدولة مالي "آخذ في التطور (...) وهو ما يدعونا لأن نكون مستعدين لمكافحته"، غير أنه أوضح بأن هذه الآفة "لا يمكن معالجتها من الزاوية الأمنية لوحدها".
وبالمناسبة، قدم السيد كامرون تعازي بلاده لضحايا الهجوم الإرهابي "الرهيب" الذي تعرض له الموقع الغازي لتقنتورين (إن أمناس-ولاية إليزي).
وفي رده على سؤال يتعلق بمشاركة بلاده في التدخل العسكري بمالي، قال السيد كامرون إن بريطانيا تدعم التدخل العسكري الفرنسي في هذا البلد، حيث وضعت تحت تصرف فرنسا طائرات نقل. غير أنه حرص على التوضيح في المقابل بأن بريطانيا "لن ترسل فرقا عسكرية للمشاركة في هذه الحرب".
وقال في هذا الصدد "إننا نؤمن بضرورة إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية وكذا اقتصادية في المستقبل لتسوية الوضع في مالي". ومن جهة أخرى، وصف السيد كامرون المحادثات التي جمعته برئيس الجمهورية ب«الجيدة"، مذكرا بأن زيارته للجزائر تعد الأولى من نوعها لرئيس وزراء بريطاني منذ 1962. وأكد بأن الجانبين اتفقا على "العمل على إرساء شراكة استراتيجية"، مضيفا بأن "حيزا هاما من هذه الشراكة يخص الجانب الأمني لا سيما في مجال الدفاع
والإستعلامات ومكافحة الإرهاب". مضيفا أنه تطرق رفقة الرئيس بوتفليقة إلى العلاقات الإقتصادية والتجارية بين الجزائر وبريطانيا العظمى، معربا عن "إرادة" البلدين في تعزيز هذه العلاقات مستقبلا. وأشار أيضا إلى أنه تم الحديث عن "ضرورة دعم تعليم اللغة الإنجليزية في الجزائر".
وكان رئيس الجمهورية قد أقام مساء يوم الأربعاء بقصر الشعب بالجزائر العاصمة مأدبة عشاء على شرف رئيس الوزراء البريطاني. وحضر مأدبة العشاء كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء في الحكومة.
وفي سياق تشجيع تعلم اللغة الانجليزية، أعلن الممثل الخاص للوزير الأول البريطاني اللورد ريتشارد ريسبي، أول أمس، عن إنشاء المجلس البريطاني "برتيش كونسيل" لمركز لتعليم اللغة الإنجليزية بهدف تطويرها بالجزائر.
وقال اللورد ريتشارد على هامش لقائه بوزير التربية الوطنية السيد عبد اللطيف بابا أحمد أن إنشاء المجلس البريطاني للمركز "يهدف إلى دعم وتشجيع وتطوير اللغة الإنجليزية استجابة لطلبات العديد من الشباب الجزائريين".
وأثنى الممثل الخاص للوزير الأول البريطاني بما يقوم به وزير التربية الوطنية لدفع العلاقات الثنائية في قطاع التربية والتعليم بين البلدين. وبالمناسبة، وصف الزيارة التي قام بها الوزير الأول البريطاني إلى الجزائر السيد دافيد كامرون ودامت يومين ب«الناجحة جدا" لاسيما لقاءه مع الرئيس بوتفليقة الذي اعتبر بأنه كان "جد مثمر".
من جانبه، أكد وزير التربية أن اللقاء مع اللورد ريتشارد مكن من "وضع إطار للتعاون في مجال اللغة الإنجليزية" باعتبارها "مفتاح التكنولوجيا"، مؤكدا أن "التكفل بهذه اللغة يمكن التلميذ والطالب في المستقبل من اكتساب العلوم والتكنولوجيا لدعم النمو في الجزائر". ومن جهتها، أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى وزارة التربية الوطنية السيدة ليلى بولودان أن المجلس البريطاني "برتيش كونسيل" الذي سيتم اعادة فتحه تم غلقه سنة 1990. وفي مجال التكوين أكدت وزارة التربية أن 1.600 أستاذ استفادوا من التكوين المتواصل بدعم من المجلس البريطاني من ضمن 3.000 أستاذ في التعليم المتوسط.
وأشارت إلى أنه استفاد 87 مفتشا من التكوين في شهر أكتوبر المنصرم إلى جانب استفادة 22 مفتشا آخر من التكوين في شهر مارس المنصرم في مادة اللسانيات ببريطانيا بتأطير من مكونين من هذا البلد وسيعمل هؤلاء على تكوين أساتذة جزائريين فيما بعد.
من جهته، استقبل وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي أول أمس بالجزائر العاصمة الممثل الخاص للوزير الأول البريطاني المكلف بالشراكة الاقتصادية مع الجزائر. وحسب بيان للوزارة فإن المحادثات تمحورت حول تعزيز التعاون والشراكة بين الجزائر وبريطانيا في مجال الطاقة. في هذا الصدد، عبر الطرف البريطاني عن إرادته في "توسيع نشاطاته في الجزائر في مجالات التكوين وتحويل المهارة والتكنولوجيا". مضيفا أن السيد يوسفي قدم بدوره القدرات الطاقوية التي تزخر بها الجزائر، مركزا على "التصنيع المحلي للتجهيزات التي تدخل في إطار صناعة المحروقات والطاقات المتجددة".
من جهته، استقبل وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد شريف رحماني اللورد ريشارد ريسبي، الذي أكد أن بريطانيا تعتزم تحقيق "عدد معتبر" من المشاريع الاستثمارية في الجزائر بهدف تدعيم العلاقات الاقتصادية بين البلدين أكثر.
وإذ وصف المحادثات التي أجراها مع السيد رحماني ب«المثمرة جدا"، فقد أعرب المسؤول البريطاني عن أمله في أن تساهم هذه المشاريع في تعزيز العلاقات الاقتصادية الجزائرية-البريطانية أكثر".
في هذا السياق، أوضح اللورد ريسبي "نأمل أن تكون هذه السنة الجديدة سنة تجسيد مجموع هذه المبادرات التي ستسمح بالسمو بعلاقات التعاون بين البلدين إلى مستوى جيد".
من جهة أخرى، وصف اللورد ريسبي الزيارة التي قام بها الوزير الأول البريطاني السيد دافيد كامرون ب«الناجحة جدا".
يذكر أن زيارة السيد كامرون للجزائر شكلت فرصة لتبادل وجهات النظر والتحاليل بين الطرفين حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والملفات المتصلة بالوضع الاقليمي والدولي الراهن، بالاضافة إلى تعزيز التعاون الثنائي والشراكة الاستراتيجية في مجال مكافحة الإرهاب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)