الجزائر

رئيس الهلال الأحمر:‏الجزائر تستعد لاستقبال لاجئين فارين من شمال مالي



تدخلت وحدات من الجيش الوطني الشعبي تابعة للناحية العسكرية الأولى منذ الجمعة الماضي لفتح الطرقات والمسالك بولايات وسط البلاد التي غطتها الثلوج الكثيفة، مع تقديم يد المساعدة لمواطني المناطق المتضررة جراء سوء الأحوال الجوية من خلال تزويدهم بالمؤونة والمساعدة الطبية والإيواء، حسب بيان خلية الاتصال لدى قيادة هذه الناحية تلقت ''المساء'' نسخة منه.
وتنفيذا لتعليمات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي يضيف البيان قامت وحدات الجيش بعدة تدخلات بولاية البليدة أبرزها فتح الطريق الوطني رقم 01 الرابط بين شفة والمدية بمنطقة الحمدانية، مع إجلاء 80 عائلة حاصرتها الثلوج بالطريق الوطني رقم 08 الرابط بين الأربعاء والحوضين بالإضافة إلى إيواء 11 مواطنا بإحدى ثكنات منطقة ''تاشت'' بتابلاط، كما تمت مساعدة 24 مواطنا ببلدية الشريعة بعدما حاصرتهم الثلوج بالإضافة إلى تزويد سكان منطقة الجبابرة بدائرة مفتاح بالوجبات الساخنة والوقود وكذا نصب نقطة إسعاف طبي بالمنطقة.
كما عملت وحدات الجيش الوطني الشعبي بولاية تيزي وزو على إعادة الحركة بالطريق الوطني رقم 15 على مستوى النقاط الأكثر تضررا على غرار الأربعاء ناث إيراثن  وآيت أومالو وفريحة وأغريب وإيبسكرين، كما قامت هذه الوحدات بإغاثة إحدى العائلات المنكوبة بمنطقة آيت أومالو.
أما بولاية بومرداس التي عرفت هي الأخرى تساقط كميات معتبرة من الثلوج فقد تم فتح كل من الطريق الرابط بين يسر وتيمزيرت والطريق الوطني رقم 68 الرابط بين بلدية يسر وشعبة العامر والطريق الوطني رقم 18 الرابط بين شعبة العامر وماتوسة، بالإضافة إلى الطريق الوطني 48 الرابط بين خميس الخشنة وأولاد  إبراهيم، في حين تدخلت الوحدات بولاية المدية لفتح الطريقين الوطنيين رقم 08 الرابط بين مدينة الحوضين وتابلاط، والطريق الوطني رقم 27  الرابط بين مدينة الحوضين وولاية البويرة وبولاية عين الدفلى وبالتحديد بمنطقة عين النسور تم تقديم المساعدة لصالح مركز الطفولة المسعفة الذي تم إمداده بالوجبات الساخنة وبمولد كهربائي بعد انقطاع التيار الكهربائي، وفي الختام أشار البيان إلى أن وحدات الناحية العسكرية الأولى تبقى مجندة ميدانيا إلى غاية فك العزلة نهائيا عن المناطق المتضررة والتأكد من سلامة جميع قاطنيها.
كما قام أفراد الجيش الوطني الشعبي بالجهة الغربية للبلاد بإزالة الثلوج وإعادة فتح 37 طريقا وطنيا أمام حركة المرور للمساهمة في فك العزلة عن العديد من القرى جراء تراكم الثلوج حسبما بيان لمديرية الاتصال والإعلام والتوجيه لقيادة الناحية العسكرية الثانية.
 وقد تدخلت وحدات للجيش الوطني الشعبي مدعمة بسبع كاسحات للثلوج وعدة فصائل من الأفراد مستعملين الأدوات والوسائل الفردية إثر الاضطرابات الجوية التي مست على وجه الخصوص ولايات تيسمسيلت وتيارت وسيدي بلعباس وتلمسان ومعسكر والبيض وغليزان حسب نفس المصدر.
 ووفقا لنفس البيان فقد تم بولاية تيسمسيلت إعادة فتح أربعة طرق وطنية وخمسة مصنفة ولائية وكذا ستة طرق وطنية وطريقين ولائيين وخمسة طرق بلدية بولاية غليزان وتسعة طرق وطنية وسبعة ولائية بسيدي بلعباس.
 أما بولاية معسكر فقد قام أفراد الجيش الوطني الشعبي بإزالة الثلوج بتسعة طرقات وطنية وخمسة ولائية وطريق بلدي واحد إضافة إلى خمسة طرقات وطنية بالبيض وطريقين وطنيين وأربعة طرق ولائية بتلمسان مع فتح طريقين وطنيين وثلاثة طرق ولائية بتيارت.

أكد سفير فرنسا بالجزائر السيد كزافيي دريانكور، أول أمس، أن العلاقات الثنائية الجزائرية-الفرنسية التي ''انتقلت إلى وتيرة أعلى منذ سنة ,2011 تجاوزت المرحلة الأصعب، بعد أن وجدت بعض المعيقات طريقها إلى الحل''، معتبرا من جانب آخر بأن مسألة إعادة جماجم ورفات مقاومين جزائريين قدامى إلى الجزائر تعد مسألة جد حساسة.
وأوضح السيد دريانكور خلال لقاء متبوع بنقاش مع الصحافة نظم بمقر  جريدة ''الجزائر- نيوز'' أن المواضيع التي كانت تعرقل تقدم العلاقات الثنائية لها علاقة بمسائل النقاش حول اعتذار فرنسا وقضية رهبان تيبحيرين، فضلا عن قانون 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار، مشيرا في  السياق إلى أنه منذ مطلع سنة 2011 انتقل البلدان إلى مرحلة بناءة وحوار سياسي تعزز بشكل كبير من خلال العدد الكبير من الزيارات التي قام بها المسؤولون السامون الفرنسيون إلى الجزائر. وتطرق الدبلوماسي الفرنسي إلى زيارة وزير الشؤون الخارجية الفرنسي ألان جوبي إلى الجزائر في جوان 2011 وزيارة نظيره الجزائري السيد مراد مدلسي إلى فرنسا في شهر نوفمبر الأخير.
كما تطرق إلى برنامج المبعوث الشخصي للرئيس ساركوزي إلى الجزائر السيد جان بيار رافاران الذي وصل إلى زيارته الخامسة إلى الجزائر في إطار التعاون الاقتصادي بين البلدين، موضحا أنه فضلا عن مشروع ''رونو'' فإن هناك عملا كبيرا قام به السيد رافاران بفضل حكمته وصداقته للجزائر وحقق فيه تقدما ملحوظا.
وعن سؤال حول الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر التي سيتم احياؤها في 5 جويلية المقبل، اعتبر السيد دريانكور أن سنة 2012 لها أهميتها سواء للجزائر أولفرنسا، حيث تعتبر عيدا بالنسبة للجزائر وأيضا صفحة من تاريخ فرنسا.
وتابع المتحدث يقول أنه ''علاوة على عمل الذاكرة والاعتراف يجب تجاوز صدمة الأجيال التي عايشت الفترة الاستعمارية ومرحلة الاستقلال من أجل نقل تلك المعلومات التاريخية إلى الأجيال الفتية في ظل روح المصالحة''.
ولدى تطرقه للتغيرات التي حصلت في منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط، أوضح السيد دريانكور أنه كان مخالفا للبرلمانيين الفرنسيين الذين تحدثوا عن نظرية انتقال العدوى، مشيرا إلى أن ''الجزائر باشرت إصلاحات، نحن بصدد متابعتها عن كثب ولا أحد يريد لهذا البلد ما وقع في مصر أوسوريا''.
أما بخصوص منح التأشيرات ومسألة التحقق من عودة المستفيدين إلى البلد الأصلي، أوضح السيد دريانكور أن ''الأمر لا يتعلق بإجراء تمييزي تجاه الجزائريين''، مؤكدا بأن ''ذلك إجراء قديم ومعمول به عالميا، يشجع على احترام صلاحية التأشيرة من قبل حاملها''، مضيفا بأن العملية لا تخص إلا قلة من الأشخاص مقارنة بعدد التأشيرات الممنوحة، حيث تمثل 4,25 بالمائة من أصل 100 ألف تأشيرة منحت سنة 2011 على مستوى الجزائر العاصمة. واعتبر المتحدث في هذا الخصوص أنه من ''الأفضل منح تأشيرات لبعض الأشخاص بشروط على رفض منحها''، مشيرا إلى أن عدد التأشيرات التي منحت من قبل قنصلية الجزائر العاصمة العام الماضي بلغت 100 ألف تأشيرة من أصل 128 ألف طلب مع تسجيل انخفاض في نسبة الرفض بلغت 28 بالمائة مقارنة بسنة ,2010 فيما ارتفع عدد تأشيرات التنقل التي تمثل 40 بالمائة من مجموع التأشيرات، وتم تسجيل نحو 1000 موعد يوميا لدراسة الملفات.
على صعيد آخر، أكد سفير فرنسا بالجزائر أن مسألة إعادة جماجم مقاومين جزائريين قدامى من بينهم الشريف بوبغلة والشيخ بوزيان من منطقة الزعاطشة والتي يحتفظ بها بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، تعد جد حساسة، حسب تقارير محافظي المتاحف وعلماء الآثار.

أكد رئيس الهلال الاحمر الجزائري  السيد حاج حمو بن زغير أن منظمته اتخذت كافة الاحتياطات تحسبا ''لحركة كبيرة'' للتوارق الفارين من المعارك شمال مالي، موضحا أن عدد النازحين في الوقت الحالي لا يحتاج إلى إقامة مخيمات لاستقبالهم، حيث قال في هذا الصدد ''نحن في مرحلة الانتظار ونحضر أنفسنا لحركة كبيرة محتملة للسكان الماليين من التوارق ''نحولحدود الجزائرية.
وقال حاج حمو بن زغير لوكالة الأنباء الفرنسية إن عدد النازحين إلى الجزائر في الوقت الحالي ليس كبيرا وأغلبهم من التوارق الذين لديهم صلة قرابة مع توارق جزائريين، مشيرا الى أنه تم اتخاذ كافة الاحتياطات لاستباق أي نزوح كبير للسكان''.
وأضاف السيد بن زغير أنه في حال نزوح لاجئين توارق نحو الجزائر فإن عددهم لن يزيد عن ''مئات العائلات'' وسيتم استقبالهم في برج باجي مختار على الحدود الجزائرية المالية، بالنظر إلى توفر وسائل الاستقبال والتمركز الجيد للهلال الاحمر في المنطقة، قبل أن يضيف بأن الهلال الاحمر الجزائري يملك خبرة كبيرة في التعامل مع النزاع في شمال مالي منذ التسعينيات وأن منظمته تبعث مساعدات بشكل دوري إلى شمال مالي تقدر بعشرين إلى ثلاثين طنا في كل مرة، آخرها منذ بضعة أيام.
ويشن المتمردون التوارق منذ 17 جانفي الماضي هجوما واسع النطاق في شمال مالي، هو الاكبر منذ ,2009 حيث تعرضت مدن عدة لهجمات مما أجبر عشرات الاف من الاشخاص على الاقل على النزوح واللجوء إلى مخيمات في مالي والنيجر وموريتانيا.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالي سومايلو بوبيي مايغا قد أشاد بالمساعدة الجزائرية لتسوية الوضع السائد في شمال مالي، عقب استقباله أول أمس من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
وأكد مايغا الذي قاد وفد الحكومة في المفاوضات التي جرت مع المتمردين في الجزائر أن الرئيس بوتفليقة اعرب عن استعداده للمساهمة في ''ايجاد حلول للمشاكل التي نمر بها الآن في اطار سلمي وكل ما يخص العلاقة بين الدولة (المالية) والسكان''.
وقد سبق للجزائر وأن أرسلت مساعدات عسكرية إلى باماكو من أجل فرض الامن والاستقرار في منطقة الساحل وتمكين الجيش المالي من قطع الطريق أمام بقايا الجماعات الارهابية.
وكثيرا ما تركزت محادثات المسؤولين الماليين مع نظرائهم الجزائريين على مسألة تعزيز التعاون العسكري بين البلدين اللذين تجمعهما حدود مشتركة، خاصة وأن الجزائر تقوم في الوقت نفسه بدور الوسيط في مباحثات السلام بين حكومة مالي والمتمردين التوارق لإرساء السلم في منطقة كيدال.
كما سبق للجزائر أن منحت لدولة مالي  شهر جوان الماضي هبة مالية بقيمة 10 ملايين دولار لتنمية ثلاث مناطق  فقيرة بشمال مالي وهي (غاو-كيدال-تومبوكتو) من باب بعث  التنمية ووضع حد لانتشار عناصر من تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' في السنوات الأخيرة  لمواجهة ضعف الانتشار الأمني فيها وصعوبة تضاريسها.
وبعيدا عن الجانب الامني، فإن الجزائر كثيرا ما أكدت وقوفها إلى جانب دول الجوار عند مواجهتها للأزمات الانسانية، حيث نذكر في هذا الصدد تخصيصها مساعدة غذائية تبلغ 3100 طن من الارز لمالي والنيجر وموريتانيا بقرار من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمواجهة موجة الجفاف التي تهدد المنطقة وذلك على هامش لقاء دول الميدان وهي الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر الذي اقيم مؤخرا في نواكشوط الموريتانية.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)