الجزائر

رؤساء نواد يؤكدون تضاعف الإقبال: السياحة الطبيعية بوابة هامة لاستكشاف كنوز الجزائر


تمنح السياحة البيئية فرصة معايشة أجواء الطبيعة عن قرب، والاستمتاع بمشاهدة تغيير الطبيعة لحلتها عبر فصول السنة، ويزيد الإقبال عليها في أوقات محددة، خصوصا في فصلي الشتاء والخريف، حسب ما أكده رؤساء نواد وجمعيات مختصة في تنظيم رحلات استكشافية داخلية، والذين تحدثوا للنصر عن سر انتعاش السياحة الطبيعية، وذكروا عوامل نجاحها.إيناس كبير
ورغم برودة الطقس إلا أن الكثيرين يستغلون صفاء السماء للتحضير لخرجات سياحية في نهاية الأسبوع أو العطل، لبرمجة أنشطة ترفيهية مسلية وجديدة تناسب خصوصية الفصل، مثل الاستكشاف وأنشطة فنية كممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي، والرياضة كالمشي وتسلق الجبال، حيث ساهمت نواد سياحية في الترويج لها ونشر ثقافة السياحة الداخلية من خلالها.
السياحة البيئية متعة وضخ لأنفاس جديدة
وقد ساهم اختيار الطبيعة كوجهة للسفر، في انتعاش السياحة الداخلية وتحويل بوصلة أفراد المجتمع إليها، خصوصا ما تعلق باستكشاف مميزات كل ولاية من عادات وتقاليد، وجمال الأماكن التي تشتهر بها، يقول مسير نادي سيرتا للأنشطة الجبلية والتخييم، مصباح بوجنان، بأن الإقبال على السياحة الطبيعية يتضاعف كل عام، حيث سجلوا هذه السنة نسبة جيدة، مرجعا ذلك إلى زيادة أعداد النوادي التي تنشط في هذا المجال وتساهم في التعريف بالجزائر ومقوماتها السياحية.
ووفقا لمسير النادي، فإن السياحة الطبيعية ترتكز على المناظر الخلابة في المقام الأول، لهذا يحرص أثناء التنظيم للرحلة على اختيار مناطق تحتوي على عدة عناصر طبيعية مثل الوديان والشلالات، الجبال، فضلا عن الغابات التي توفر أماكن فسيحة للزوار، حيث يرفهون عن أنفسهم، ناهيك عن ممارسة أنشطة متنوعة تُشعرهم بالراحة النفسية، وتضخ فيهم أنفاسا جديدة.
وقد صنعت السياحة الصحراوية مكانة لها أيضا، وبحسب الإعلانات التي صادفناها لنواد سياحية، يجذب الجنوب محبي السفاري والتخييم، فضلا عن هواة استكشاف الأماكن الأثرية، خصوصا بعد تزويد بعض الولايات بمزارع سياحية مجهزة بكامل المرافق الخدماتية، ناهيك عن دعمها بكادر بشري يسهر على توفير المتعة للزائر، مثل التجوال في عمق الصحراء، وزيارة الأسواق التقليدية، والقصور، وعلى حد تعبير بوجنان فإن الشتاء يعد وقتا مناسبا لزيارة الصحراء، بينما تزيد الرحلات المبرمجة نحو الغابات في فصلي الخريف والربيع.
وعن أهم الوجهات السياحية في الجزائر، أفاد مسير نادي سيرتا للأنشطة الجبلية والتخييم، بأن السياح يفضلون، تيكجدة، شريعة، وجبال البابور، أما عن زوار ولاية قسنطينة فإنهم يختارون الذهاب إلى غابة شطابة، وغابة ذراع الناقة في المريج، فضلا عن محمية جبل الوحش.
تسلق الجبال يحفز همة المغامرين
وتعد رياضتا تسلق الجبال والمشي لمسافات طويلة بين الغابات، من أبرز الأنشطة التي تجذب هواة السياحة الطبيعية، لتوثيق مغامراتهم، فضلا عن السير وسط الطبيعة واستكشافها، وفي هذا السياق أفاد مصباح بوجنان بأن رياضة تسلق الجبال تعتمد على اللياقة البدنية العالية، فضلا عن العتاد، وبحسب محدثنا فإن هذا النشاط أصبح يستقطب مغامرات أيضا واللواتي يستهويهن خوض التحديات، وتسلق القمم.
وقال المتحدث بأن آخر مغامرة سياحية، نظمها النادي كانت لتسلق قمة "ثيشاو" في ولاية باتنة، التي يبلغ علوها 2138 مترا، ووصف بوجنان الأجواء بأنها كانت رائعة ومليئة بالحماس خصوصا، كما ساعدت أجواء الطقس الربيعية في إنجاح الخرجة.
وقبل الانطلاق في الرحلة، يوفر نادي سيرتا للأنشطة الجبلية والتخييم، بطاقة تقنية عن الجولة تحتوي على أهم المعلومات التي يحتاجها المشاركون، مثل تعريفهم بالوجهة المقصودة، ودرجة صعوبة المسلك، فضلا عن المسافة التي سيقطعونها مشيا، وقال بوجنان، بأن درجة صعوبة تسلق قمة "ثيشاو" كانت حوالي خمسة من عشرة، بينما مشى الفريق ثمانية كيلومترات ذهابا وإيابا، وأضاف بأنهم يحرصون أيضا على نشر إرشادات للمنضمين مثل التحلي بالانضباط، وعدم الخروج عن تعليمات أعضاء النادي، ناهيك عن تحديد اللوازم التي يحتاجونها كالأحذية الرياضية، حقيبة الظهر وإحضار الماء والغذاء.
إشراك أطباء لضمان التغطية الصحية
كما يجتمع المغامرون في مجموعات ويتوغلون في الغابات سيرا على الأقدام، واصلين الولايات المتجاورة ببعضها البعض، من خلال التنقل إليها مشيا عبر المسالك الغابية التي تربطها، وأوضح بوجنان بأن هذا النشاط مفيد للصحة واللياقة البدنية، خصوصا وأنه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة الوزن والسمنة، فضلا عن أن الجهد المبذول خلال الرحلة يجعل المشارك ينام بشكل أفضل ليلا، كما أنه ينمي قدرات الجهاز التنفسي.
أما عن الاحتياطات التي يتخذها الفريق، يقول بأن الرحلة يجب أن تتكيف مع سن وقدرات المتنزه، كما يوصون بتجنب كبار السن المشاركة في الخرجات المكثفة، وأضاف بأنهم أيضا يحرصون على أن يبقى كل الفريق مجتمعا إلى غاية انتهاء المغامرة، وفي هذا السياق أوضح مسير النادي الذي تأسس منذ سنة بأنه يوجد أطباء ومرافقون سياحيون بين أعضائه.
السياحة الطبيعية وطدت علاقة الإنسان بالبيئة
وقد ساعد توفر الأمن على زيادة حظوظ انتشار السياحة البيئية في غاباتنا، والمناطق السياحية العذراء، وقال بوجنان بأن أغلبية المشاركين في الخرجات من العائلات مرفقين بالأبناء لتغيير الجو والتسلية بين أحضان الطبيعة الخلابة، فضلا عن انضمام طلبة أجانب إلى الرحلة حيث يتعرفون على المناظر التي تتفرد بها الجزائر.
وعبر مسير النادي بأن السياحة البيئية ساهمت أيضا في إنشاء علاقات اجتماعية طيبة بين المشاركين، وعززت التواصل بينهم، وعلق بأن المشاركين يصبحون عائلة واحدة ويبادرون لمساعدة بعضهم البعض، وتوجيه المشاركين والحرص على سلامتهم.
من جهة أخرى، قال بأن السياحة البيئية لها دور في زيادة الاهتمام بالطبيعة والحفاظ عليها، كونها الملجأ الذي يهرب إليه الإنسان للترويح عن نفسه، موضحا بأنهم يحرصون قبل انطلاق الرحلة على توعية المشاركين بأهمية الطبيعة خصوصا ما تعلق بترك النفايات في الغابات أوالأماكن التي يتوقفون فيها لأخذ قسط من الراحة، ناهيك عن الحفاظ على الأشجار والنباتات.
السياحة الطبيعية فرصة لممارسة فن التصوير
فكر المصور الفوتوغرافي زكرياء خليفاتي، في الجمع بين السياحة والتصوير الفوتوغرافي، خصوصا وأن الأماكن الخارجية تساعد على التفنن في التقاط صور إبداعية، فأنشأ سنة 2018 نادي "سيرتا للسياحة والتصوير"، يقول خليفاتي بأن الهدف من الجمع بين السياحة والتصوير هو التوثيق للحظات الجميلة والذكريات التي تجعل السائح يعود دائما إلى ذلك المكان وتذكره، فضلا عن إبراز جمال المناطق السياحية التي تتمتع بها الجزائر.
وأضاف المتحدث، بأن بدايته في التجوال كانت سنة 2015، معلقا بأنه بالرغم من كل هذه السنوات التي قضاها مستكشفا مختلف الولايات الجزائرية إلا أنه مازال لا يعرف عنها الكثير، مرجعا ذلك إلى شساعتها والاختلاف والتنوع الذي تحظى به.
التنظيم المحكم من أسرار نجاح الخرجات
وقال مسير نادي سيرتا للسياحة والتصوير، بأنه قبل الإعلان عن الرحلة يحرص على جمع المعلومات الكافية عن المكان، ودراسة الخرجة من كل جوانبها، وذلك من خلال الاتصال بأبناء المنطقة حتى تكون الرحلة أكثر أمنا وتفاديا للمشاكل المحتملة التي قد تفسد على السائح عطلته، كما يوفرون فرصا لهم للتعرف على عادات وتقاليد المنطقة، والأماكن الأثرية المتواجدة بها، والتنويع مثل زيارة الشلالات، والقرى التقليدية.
فضلا عن تنظيم جولات سياحية لأشهر القصور في ولاية غرداية والتسوق في أشهر أسواقها، وقال خليفاتي بأن الهدف من السياحة الطبيعية هو ربط المجتمع بثقافته أيضا والأماكن الأثرية المهمة التي تتوفر عليها الجزائر، مضيفا بأن الأثر الذي تخلفه الجولة لدى السائح يجعله يعود كل مرة إلى هذا البلد، كما يمكن أن يروج له بدوره ويحمل إليه أجانب للتعرف عليه وتنشيط حركة السياحة في مختلف الولايات وهو ما من شأنه أن يوفر فرصا كثيرة لشباب المنطقة خصوصا من ناحية التفاعل الاقتصادي، وفي هذا الصدد أشار إلى أهمية احترام السياح، وأن يكون المستضيف سفيرا للجزائر ناصحا إياهم بترك انطباع حسن لدى زوارها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)