رؤساء بلديات يكتفون بتحسين صورتهم إفتراضيا ويهملون انشغالات المواطنين الحقيقية

صور وفيديوهات صادمة من عمق الأحياء تُنشر عبر الفضاء الأزرقمواطنون: تسيير البلدية لا يقتصر على قطع شجرة وجمع القمامة والتكريمات
بعد 5 أشهر من تنصيب المجالس المحلية البلدية، التي عرفت أغلبها نشاط وحركية كبيرة بالأشهر الاولى خاصة فيما يتعلق بشروعها المباشر في عمليات تهيئة واسعة حيت انتشر العمال ومعهم كميات معتبرة من مواد البناء والبلاط وآلات الحفر عبر الطرقات والأرصفة ناهيك عن عمليات النظافة التي بوشرت ليلا نهارا، حيث أن ذات النقطتين تعدا من النقاط التي غالبا ما يشتكي منها المواطن، فبعد بصيص الأمل الذي بعث في نفسه من قبل الأميار الجدد الذين فتحوا باب التواصل مع منتخبيهم عبر صفحات الفايس بوك والرد على انشغالاتهم وكذا نشر كل ما هو جديد وكل خرجاتهم الميدانية، ها هو اليوم يصطدم بنفس العراقيل والمشاكل التي توارتتها البلدية منذ عهدات سابقة، ف فايس بوك بعض الأميار بات منبرا لنشر صورهم والمقالات والفيديوهات المنشورة عنهم عبر وسائل الاعلام، ليبقى أخر همهم هو انشغال المواطن. أميار السيلفي تسمية أطلقها الفايسبوكييون على بعض رؤساء البلديات ممن بات همه الوحيد هو نشر صوره والخرجات المدانية التي اغلبها تتعلق باشرافه على حملات النظافة فقط عبر الفضاء الأزرق، دون الاهتمام بعمق المشاكل الحقيقية التي يتخبط بها المواطنين، حيث لا تزال عشرات العائلات تعيش بالاكواخ والسكنات الهشة وهي التي تنتظر التفاتة او زيارة للمير للوقوف على وضعها، ناهيك عن حالة الطرقات والارصفة الكارثية إذ لا تزال الحفر تتخللها ببعض البلديات على رأسها براقي، جسر قسنطينة، حمادي، القبة وغيرها من البلديات، والتي جلها غرقت في مياه الأمطار المتهاطلة الأسبوع المنصرم. أما فيما يتعلق بتحسين الخدمة العمومية، فحدث ولا حرج، لا تزال الطوابير والفوضى تغمر مصالح الحالات المدنية ومراكز البريد وغيرها من المرافق العمومية، ما جعل رواد الفايس بوك يخرجون عن صمتهم ويقومون بنشر واقع البلديات المرير في خطوة لكشف اهمال المنتخبين المحليين والسعي لتغييرها الى الأحسن، قائلين عبر رسائل موجهة للأميار أن تسيير البلدية لا يقتصر فقط على قطع شجرة وجمع القمامات وعلى التّكريمات، بل وجب تسيير ميزانية البلدية بصفة عقلانية ووفق إعتماد أسلوب الأولوية في القضاء على النقاط السوداء وتلبية مطالب السكان.
يا مسؤولي السيلفي وقتاش تخدمو الطريق؟
بومارشي تستغيث.. يا مسؤولي السيلفي وقتاش تخدمو الطريق؟ .. هكذا علق سكان حي بومارشي عبر صفحة البلدية، حيث قاموا بنشر صورة تظهر حالة الطرقات الكارثية. هاته الأخيرة التي تغيب عنها التهيئة بشكل شبه كلي، حيث الحفر المملوئة بمياه الأمطار حرمتهم من التنقل بكل أريحية للراجلين وحتى أصحاب السيارات، وجاء نشر ذات الصورة بسبب عدم وفاء المسؤولين بوعودهم وتجاهلهم لانشغالات مواطنيهم.
غياب تام للإنارة في القبة المتحدة!
من بين آخر ما تم نشره عبر صفحة القبة المتحدة صورة من حي الحياة شارع 2 بلابروفال أين تنعدم الانارة العمومية بشكل كلي، معلقين أن غياب الإنارة بالحي ليس وليد الساعة وأنما يحدث منذ فترة، مطالبين بضرورة التدخل والعمل على تصليحها، في حين أظهر رواد الصفحة خطر قد يصل لحد الموت بسبب جدار متواجد بالقرب من حي الجناح الأخضر او كما يعرفها العامة ب كارتي حلوفة بالقرب من محطة الحافلات، حيث توضح الصورة جليا أن ذات الجدار المائل منذ مدة طويلة بامكانه السقوط على المارة في أي وقت، ويحدث هذا دون اي تدخل للجهات المعنية.
سكان الدويرة يستنجدون ب الفايس بوك
بعث سكان الدويرة برسالة الى الجهات المحلية، قائلين ان البلدية تحتاج مدارس اضافية ومرافق عمومية على راسها مراكز البريد وملحقاتها بحكم زيادة الكثافة السكانية المعتبرة والتي لم تلزمها زيادة في عدد المرافق العمومية.
فايس بوك مير بلوزداد تحت الحصار!
باتت صفحة بلدية بلوزداد عبارة عن صفحة لنشر صور المير وبعض خرجاته الميدانية للإشراف على أشغال التهيئة أو حملات النظافة، حيث كانت آخرها حملة القضاء على المفرغات العشوائية على مستوى شارع سويداني عبدالقادر (مارشي12) من أجل إفراغ أحد الأماكن الذي تحول إلى مفرغة عشوائية منذ 5 سنوات، ناهيك عن نشر مقالات الصحف أهمها: المير عمامرة.. رجل الميدان . غير أن سكان بلوزداد ردوا بطرح انشغالات أكثر أهمية وتشكل كابوسا حقيقيا للمواطنين منها تسربات المياه القذرة التي قد تشكل كارثة بيئية خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى خطر انهيار السكنات الهشة وغيرها من الانشغالات الهامة. وللتذكير، فان البلديات المشار اليها أعلاه ماهي إلا عينات من بين الكثير من البلديات التي حولت صفحات الفايس بوك من مكان للتواصل مع المواطنين والإصغاء إلى انشغالاتهم إلى مكان لعرض أبسط المشاريع والعمليات التنموية في حين ما خفي أعظم، ما جعل المواطنين يقومون بنشر صور وفيديوهات لاهم النقاط السوداء بالبلدية علّهم يحركون المسؤولين ويساهمون في تغيير واقعها إلى الأحسن.