الجزائر

ذكريات لا تُمحى



ذكريات لا تُمحى

 بقلم: عبد القادر حمداوي
في الصباح الباكر في حدود الساعة السادسة صباحا بدانا نسمع زحف ودبيب المشي للقوات البرية تخرج من المركز بعد ان نزلت من الشاحنات التي كانت تمشي في صمت حتى لا تثير الانتباه كانت الأصوات خافتة.
في أطراف الغابات يتلألأ في كبدها نجوم تشع بريقا. وهسهسة بعض الحيوانات هنا وهناك وسياط الشمس الحارقة تظهر في الأفق وصمت جنائزي رهيب وبعد اللحظة دخول فرقة المعتدين تقوم بالتمشيط احاطونا بالمصفحات والدبابات وهناك من علو السماء. تنبعث قنابل الطائرات المعرقة. تقدمت قوات ضخمة وكان المجاهدون يراقبون حركة العدو رغم قلتهم بالإضافة إلى تلك القوة التي خرجت من جهة أخرى من المراكز المجاورة. اقترب العدو للغابة والمجاهدون كل في مكان لا حراك بقي في صمت دارت فيه رحى تلك المعركة الطاحنة الممتدة طولا بالإضافة إلى هذه القوة التي خرجت من كل حدب وصوب المتصلة بسلسلة جبل بومعد وجبل سيدي شارف حيث يتصل بين هذه السلسلة جبلية بعد التمركز قرب الغابة ترك المجاهدون الامر حتى اقترب العدو. وكانت الرشاشات المنصبة على الهضاب ورجع العدو هاربا إلى مركزه المنصب قرب الطريق المؤدي إلى الثكنة.
دامت تلك المعركة التي نزلت فيها قوات العدو بعددها وعدتها حتى الافارقة مقابل كتيبة من المجاهدين رغم ذلك لقنوا العدو درسا في التضحية والروح القتالية العالية. كما ذكرت ان الافواج الأخرى كانت على قمة الجبل تنتظر دورها عندما يقترب العدو ولكن العدو هرب في السهول عادوا إلى المراكز وبعد انتظار طويلا بدأت قنبلة الجبل بشتى أنواع الأسلحة جوا وبرا حتى اشتعلت النار في الحجر من شدة القنبلة الكثيفة وخرجت الحيوانات البرية هاربة إلى الهضاب كان السكان يعدون حفاة عراة وانتشر عساكر العدو كالنمل وراحوا يفرقون بين الرجال والنساء والشيوخ ساقوا الناس جماعات للتعذيب والتنكيل الوحشين تقدم جندي عميل حقير يغشي وجهه القبيح والفزع وملأ نفسه الغضب والحقد بدا يظهر عضلاته امام اسياده فهجم بسلاحه وصراخه يلطم فيها وجه امرأة الصامتة الثابتة في وجهه.
وكنا نسمع من خلال هذه المعركة هتافات عالية ترددها الجبال كانت قوية وسرعة بدأت تقترب شيئا فشيئا متجهة نحونا تتوارى بين الأشجار والصخور انها أصوات (الخاوة المجاهدين) لقد هبوا تحت جناح الظلام وبين الأشجار المتشابكة تاركين بنادقهم المطلة من خلال فجوات صغيرة تبحث هي الأخرى حبات الرصاص التي تنطلق من المجاهدين.
انها معركة كبرى وطاحنة وهي تعد من المعارك التي انتصر فيها جيش التحرير الوطني انها أعنف معركة في تلك الجهة وكيف تم نشوبها واستغرقت مدة بعدما تدخل الطيران وقبلت المنطقة.
 تتألف وحدة المجاهدين التي خاضت غمار هذه المعركة فصائل من الناحية الثالثة المنطقة الرابعة. بعدما اقترب العدو من الغابة نصب المجاهدون الرشاش بدا يحصد حصدا للفيف الاجنبي والافارقة الذين زحفوا نحو الغابة هكذا انطلقت العملية وحمى وطيش المعركة بعدما اشتبكت الفصائل بقوات العدو في مختلف المواقع والجبهات فيما بين بومعد وسيدي شارف اين اشتعلت التيران برا وجوا وكثر الكر والفر بين تلك السفوح الخطيرة والوديان.
وهنا جن جنون العدو وخاصة بعدما اكتشف في الميدان أصوات مدافع الرشاشة التي افزعت وملأت قلوب جنود العدو وفروا إلى مراكزهم.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)