ذر الرماد

قالت الأخبار إن كتلة الأفلان قامت بشغب كبير في جلسات البرلمان احتجاجا على مداخلة أحد نواب التكتل الأخضر ومنعته من إيصال صوته وإتمام تدخله أما النواب.
نهق حماري معلقا.. لأنه تكلم عنهم وأراد أن يقول بأن الكيل طفح من ممارسات الأفلان.
قلت.. وهل ممارسات الأحزاب الأخرى مشرفة حتى يدان الأفلان وحده؟
قال ساخرا.. الأفلان فاق كل الحدود وتجاوز الخطوط الحمراء بما فعله من بلطجة وتصرفات لا تمت بأي صلة للحياة السياسية.
قلت.. لست أفهم لماذا في الآونة الأخيرة برزت مشاكل هذا الحزب للعلن ولست أفهم هل كانت موجودة من قبل وتم التستر عليها أم أنها مفتعلة.
قهقه عاليا وقال.. كلامك يؤكد أنك لست متتبعا جيدا لحالة البلاد ولست تفهم ما يراد فعله بها وأن جماعة الأفلان وغيرهم من الأحزاب ليست سوى وسيلة لتلهية الناس.
قلت.. كيف يا حماري؟
قال.. الخصام الذي نشب في البرلمان ليس سوى ذر للرماد في العيون ورغبة في تصفية حسابات ضيقة بين هؤلاء أما الحقيقة فإنها أكبر من ذلك.
قلت.. وما هي الحقيقة يا حماري الفاهم؟
قال ساخرا.. الخصام الحقيقي سيكون حول اقتسام ريع الانتخابات المحلية القادمة بين هؤلاء وكل حزب يريد أن ينفرد بحصة أكبر.
قلت.. الصندوق سوف يفصل بينهم.
قال ضاحكا.. عجيب أمرك ومتى فصل الصندوق في هذا البلد؟
قلت.. ربما هذه المرة مادام الرئيس يشدد على النزاهة والشفافية.
قال.. مثل نزاهة وشفافية التشريعيات التي أسالت من الحبر والكذب الكثير؟
قلت.. المحليات شيء آخر.
قال مستهزئا.. فعلا هي شيء آخر فيها سرقة أكبر وامتيازات أكثر ودائرة الفساد ستتسع حتما لمن يأخذ الكعكة كاملة.. هذا هو الفرق.