يمثل قصر مغرار وقلعة الشيخ بوعمامة المنتصبان بولاية النعامة الجزائرية ( 600 كلم جنوبي غرب العاصمة)، ذاكرة المقاومة الشعبية في بلد واجه أبناؤه على مدار أكثر من قرن ونيف الاستعمار الفرنسي، وتمّ تحويل هذين الموقعين المتجاورين إلى متحف أثري وفضاء مفتوح للإستراحة والإستكشاف بجانب دار للضيافة حتى يتسنى إستقطاب السياح وإتاحة الفرصة للزوار من أجل الغوص في تاريخ المنطقة والتعريف بالهندسة المعمارية القديمة والحرف التقليدية المميزة لنمط حياة السكان القدامى بقصور جبال الأطلس الصحراوي الغربي.
وتتسم القلعة التي تحمل اسم "الشيخ بوعمامة" (1838 - 1908) وهو أحد أكبر أبطال المقاومة الشعبية في الجزائر، بنظامها الدفاعي وأبراجها الحربية المصممة للرصد والشامخة في وجه قساوة المناخ وتغيرات الطبيعة، وتتميز القلعة أيضا بطابعها الهندسي الهرمي المستوحى من الطراز المعماري المحلي، ما يجعلها تجذب إليها أنظار آلاف الزوار كل عام، وتتوفر القلعة على نحو 34 برجا للمراقبة وأطلال سور كبير وثلاثة مداخل رئيسية ومنارة لمسجد عتيق شيد بالمنطقة قبل ستة قرون خلت، إضافة إلى بقايا ورشة لصناعة أدوات حربية وذخيرة ومطمورات لتخزين المؤونة.
ويقول الخبير "زكي شتوح" أنّه جرى الاعتماد في بناء قلعة بوعمامة في بنائها على مادة الجبس التقليدية نظرا لتوفرها في المنطقة، مع العلم أن قبة القلعة المبنية من الجبس وسط المدخل الرئيس للمتحف الحالي، وهي أيضا تحفة معمارية في غاية من الدقة والجمال، ويلحظ الزائر للمكان قوة تماسك جزئيات القلعة خاصة في جدرانها الخارجية التي يبلغ عرض القطعة بها حوالى المترين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/05/2011
مضاف من طرف : omriwadie
المصدر : http://ksarmoghrar.blogspot.com/