الجزائر

دُموعٌ لا تَجفُّ



عَروسٌ
وفي ليلةِ العُرسِ قالتْ وَدَاعا
وراحَتْ تُلَمْلِمُ حاجَاتِها
وارتِباكٌ يُؤَرقُ فيها السُّكُونَ
الذي قد رَأتْهُ ضَياعا
وفي مُقْلَتيْها كلامٌ
يُشتِّتُ قَصْدَ الدُّموعِ التي لا تَجِفُّ
يُهامِسُها الْمُنَتهى أَنْ أَفِيضِي
ويَحْيا ابْتسامٌ على ثغرِها
يَسْتَبي اللفظَ في خَندقِ الغَيْظِ
والغيظُ يَسْبَحُ
فوقَ ارْتطامِ الرُّؤَى بالْمَدَى
والحنينُ الشَّجِيُّ تَداعَى
ورَاحَتْ تُغَنِّي أَهازيجَ شَوْقٍ
وطَيْفُ الحبيبِ يُغازلُ فِيها الحَياةَ
يَمُدُّ إِلَيها ذِراعا
وشَدَّتْ على قَلبها في هُيامٍ
رِباطًا من العِشقِ
في مَوْكبٍ للعُلا
يَصْطفِيها من الخَلقِ عَذْراءَ حَوراءَ
يَهْفُو إليها الثَّرَى الْمُسْتباحُ ارْتِياعا
وتَخْطُو بعَزمٍ
يُبدِّدُ ظُلمةَ لَيلٍ طويلٍ
ليَمْحُوَ من فوقِ وجهِ العَذَارَى قِناعا
وصَوْتُ الصَّفيرِ الرَّهيبِ
يُهَلْهلُ جَسَدَ الظلامِ العَنِيدِ
ويَزدادُ وجهُ الصَّباحِ اتّساعا
وتُمسِكُ أطرافَ ثوبِ الزفافِ
ملائكةُ الحُبِّ
والْمِهرجانُ تَدَاعَتْ لهُ
السَّابقاتُ بأرواحِهنَّ مُهُورًا إلى الخُلدِ
حِينَ تَراءَتْ
ولَحْنُ الوفاءِ يُغَنَّى
ويَأبَى اليَراعُ اسْتماعا
وفي لَحْظةٍ لم تَغِبْ عن عُيونِ السَّماءِ
تَبادَرَ مِن فُوَّهاتِ الصَّباحِ
رَصاصُ الخَلاصِ
لِيَخْترقُ الأُفْقَ مُنتَشيًا
والصَّدَى يَستحيلُ ارْتِجاعا
وكلُّ العيونِ تَلاقَتْ على نُورِ أَشْلائِها
واسْتِباقٌ يُفتِّشُ بينَ الشَّظايا
وبينَ الخَلايا
فهَلْ مِن دَليلٍ؟ وهلْ مِنْ بَقايا؟
.. تَمِيمةُ عِشقٍ عليها نُقوشٌ
لِمنْ لَمْ يَزلْ في حَنايا الفُؤادِ
أَمِيرًا مُطاعا !


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)