الجزائر

ديل بييرو..



ديل بييرو..
عندما نذكر عباقرة إيطاليا أمثال: باولو روسي، دينو زوف، ربيرتو باجيو، لا يمكن أن ننسى الملك ديل بييرو. رغم صعوبات ومحن مر بها هذا النجم لكن حب الجماهير الإيطالية الرائعة التى تحرك الجماد بهتافاتها جعلت هذا النجم يتخطى كل المحن التى لو كانت للاعب آخر لقضت على مستقبله الكروى قبل أن يبدأ كل شئ فى التاسع من نوفمبر سنة 1974 في مدينة كالونيا بالتحديد عندما وضعت السيدة برونا مولودها، الفتى الذي عندما تنظر إليه تقول إنه فتى عادي مثله كأي طفل ولكن من يمعن النظر إليه يرى فى عينيه بريقا خاصا وغامضا يضفى عليه شيئا من الخصوصية. بدأ المشوار عام 1982 عندما كان أليكس فى الثامنة من العمر وها هو يلتحق بمركز للتدريب المكثف فى نادي بادوفا الإيطالي. و بدأت المصاعب، فبالنسبة لأليكس كان التفاعل مع البيئة الجديدة صعبا جدا، كان مدربوه والمسؤولون عن المعسكر الدائم التابع لنادي بادوفا، والذي يعتبر مدرسة للناشئين، يجدونه منزويا في أحد جوانب الملعب أو جالسا بين الأشجار المحيطة بالملعب وكانوا يطلبون منه أن يحاول إبداء شئ من التفاعل مع بيئته الجديدة والتأقلم مع واقعه الجديد إذ أنه لم يتمكن من زيارة منزله ورؤية بقية أفراد عائلته إلا في الإجازات الشهرية أو تلك التي تمنح في الأعياد والمناسبات الكبيرة. أما بالنسبة لإداريي نادي بادوفا فان الهدف واضح ويتمثل في صناعة نجم عالمي من خامة تتواجد فيها كل مقومات اللاعب الموهوب. وربما كان ذلك المنطق الذي دفع بديل بييرو للعمل الجاد من أجل التعامل مع الوضع الجديد الذي بدا صعبا للغاية في بدايته، ألا أن بوادر وعي ونضوج مبكر بدأت تظهر قرر دل بييرو الاعتماد على نفسه في كل شيء والالتزام ببرامج التدريبات الصارمة وكانت تلك هي البداية الحقيقية التي شكلت حياة ديل بييرو الكروية ويعترف بنفسه بأن الاعتماد على الذات وبعض التضحيات التي تتطلبها كرة القدم كانت كلها من الأسباب التي ساعدته على النجاح. وواصل أليكس مع الفريق حتى تلقفته عيون المشرفين الفنيين في اليوفى و تقرر انتدابه عام 1993 و كان فى العشرين من العمر وقتها وكان المقابل 1.3 مليون فرنك وكان اليوفي قد إستغني عن أفضل لاعب في العالم الأسطورة روبيرتو باجيو فى هذا الوقت، إذن الأمل فى هذا الشاب ليعوض ولو بعضا من غياب روبى باجيو. ولم يخيب أليكس ظن إداريو اليوفي به حيث استطاع أن يقود الفريق في أكثر من مناسبة جاعلا اليوفى فى القمة دائما، وبعد انتقاله المبكر إلى اليوفى أقوى وأشهر أندية إيطاليا، بدأت نجوميته تظهر شيئا فشيئا وفي كل مباراة يلعبها كانت تظهر عليه قدرات ومواهب فذة. وأمام كل ذلك ، وجد الجمهور الإيطالي نفسه مغرما بهذا الشاب الذي برز في وقت كانت كرة القدم الإيطالية تعيش فيه عصر نهضتها الكبرى. ووصل عشق الجماهير لديل بييرو إلى حد أطلقوا عليه لقب بنتروريكيو وهو أحد الشخصيات الشهيرة والمعروفة في التاريخ الإيطالي، حيث كان واحدا من أهم فناني عصر النهضة ومن أكثر المبدعين الذين قدموا شهرة واسعة للثقافة الإيطالية الغنية عن التعريف. وديل بييرو الذي يعد اليوم واحدا من أفضل لاعبي الوسط المهاجمين في العالم يعتبر أن الولاء واحترام الموهبة هما الأساسان اللذان يبنيان حياة اللاعب لذلك فهو أكثرا لاعبين حرصا على احترام شعار اليوفينتوس الذي أحبه كثيرا وقدم له الكثير أيضا. نجح أليكس في أول مباراة يخوضها مع اليوفنتوس ضد ريجينا في إحراز أول أهدافه وقد بلغ رصيد أهدافه في الكالشيو ثمانية أهداف في 29 مباراة في أول موسم له. وتوالت الإنجازات وتوالت الهتافات للملك ...ليحمل ديل بييرو مع رفاقه في اليوفنتوس ألقابا عجزت عنها كل الفرق ولتكن فترة أواسط التسعينيات الفترة الذهبية للمبدع ديل بييرو. ثم جاءت الإصابة اللعينة وأصيبت إيطاليا كلها بالإحباط فها هو النجم الأول يتعرض للإصابة وبدأ الحزن يسري في عروق ديل بييرو فقد أكد الطبيب عن عدم مقدرة أليكس على مواصلة المشوار، والجماهير الإيطالية تحاول أن تبحث عن البديل المناسب فمونديال 98 على الأبواب. قالوا إنه باجيو، لا أحد غيره يستطيع أن يعيد الأمل للأزوري وقبيل المونديال الفرنسي بشهر تقريبا تماثل أليكس للشفاء، ولكن ليس كليا، فعمت الفرحة أرجاء إيطاليا بشكل عام وتورينو بشكل خاص. وبدأ المونديال وكانت أول مباراة يخوضها ديل بييرو أمام الكاميرون، ولكن أليكس لم يقدم شيئا يذكر لإيطاليا باستثناء الكره العرضية التي حولها كريستيان فييري برأسه لتسكن شباك النمسا وانتاب اليأس ديل بييرو من جديد بعد خروج إيطاليا المحبط لأنه الخروج الثالث لإيطاليا بركلات الترجيح. وقدم ديل بييرو موسما سيئا أحرز فيه خمسة أهداف فقط، فهدد رئيس اليوفي ببيع ديل بييرو ولكنه لم ييأس فقرر أن يبدأ من الصفر وبالفعل استطاع أن يحرز الإسكديتو رقم 26 للسيدة العجوز.وها هي مسيرته الرياضية كاملة
موسم 1991/1992 شهد هذا الموسم بداية حياته الرياضية مع نادي بادوفا في دوري الدرجة الثانية وقد لعب في ذلك الموسم أربع مباريات فقط لم يسجل فيها أي هدف.
موسم 1992/1993 استمر مع نفس ناديه بادوفا وأخذ فرصته بشكل أبرز مكنه من لفت أنظار المسؤوليين في نادي اليوفنتوس إليه حيث لعب عشر مباريات سجل من خلالها هدفاً واحداً ولكن تميزه بمهاراته وصناعته للعديد من الأهداف وتأثيره الإيجابي على نتائج فريقه جعلت اليوفى يركض وراءه للفوز بتوقيعه وخاض أول موسم له مع اليوفي وحقق الحلم الذي راوده منذ الصغر وهو اللعب في دورى الدرجة الأولى مع فريق كبير.
موسم 1994/1995 كان ثاني مواسم الإبداع والفن الكروي مع اليوفي حيث أخذ فرصته بشكل كبير وواضح حيث لعب 29 مباراة في الدوري من أصل 34 مباراة، سجل خلالها 8 أهداف. تعود قلة الأهداف للمركز الذي لعب فيه وهو لاعب حر على الأجنحة فتارة تجده على اليمين وتارة أخرى تجده على اليسار يصول ويجول يصنع الأهداف ويعكس الكرات لزملائه المهاجمين.
موسم 1995/1996 لعب 29 مباراة سجل خلالها 7 أهداف جعلته يتصدر الصحف الإيطالية نظرا للمستوى الكبير الذي قدمه في ذلك الموسم وللتميز المنقطع النظير في دوري أبطال أبطال أوروبا و حصوله على لقب الهداف.
موسم 1996/1997 لعب 22 مباراة سجل خلالها 8 أهداف وفي هذه السنة بدأ باستلام شارة الكابتن مما أعطاه الثقة أكثر من أي وقت مضى للإحساس بالمسؤولية ولقيادة الفريق للبطولات لما يملكه من مهارات فذة تخدم الفريق ومدربه ولا ننسى شخصيته القوية وأخلاقه العالية وروحه الرياضية والتي تساعده على قيادة الفريق ككابتن.
موسم 1997/1998 كان هذا الموسم هو الأكثر إبداعا حيث برز بشكل كبير جدا جعله يدخل في مقارنة مع النجم العالمى الأول في ذلك الموسم رونالدو نجم الإنتر السابق ولاعب ريال مدريد حاليا والمقارنة كانت من خلال الإعلام الإيطالي على طوال الموسم وكان السؤال من سينجح في قيادة فريقه لتحقيق بطولة الدوري وظل هذا السؤال قائما حتى مباراة الفريقين في الدور الثاني بتورينو حيث بذل اللاعبون كل ما يملكونه من مهارات كروية. إلا أن ديل بييرو تفوق على رونالدو بأنه سجل لفريقه هدفا كسب به النقاط الثلاث في هذه المباراة مما ساهم بشكل مباشر في حصول اليوفى على بطولة الدورى حيث لعب ديل بييرو في ذلك الموسم 32 مباراة سجل خلالها 25 هدفا.
موسم 1998/1999 تعرض ديل بييرو لإصابة قوية في الرباط الصليبي في مباراة فريقه مع أودينيزى بتورينو بعد اشتراكه مع أحد المدافعين.
موسم 1999/2000 عاد من الإصابة المؤثرة وكانت عودته تدريجية من حيث المستوى حيث ارتفع مستواه بالتدريج من مباراة لأخرى وجن جنون عشاقه بعد عودته للفريق وكانت سعادتهم بالغة بعودته لقيادة الفريق للبطولات مرة أخرى في هذا الموسم لعب أكبر عدد من المباريات مقارنه مع المواسم السابقة خلال موسم واحد حيث لعب كامل المباريات في الدوري دون تسجيل أي غياب 34 مباراة سجل خلالها 16 هدفا. وعن مدى تأثر اليوفى بغيابه يقول أليكس : إن اليوفنتوس ليس فريقاً يتكون من لاعب واحد أو 11 لاعباً فقط وإنما فريق ملئ باللاعبين أصحاب المستوى المرتفع.
موسم 2000/2001 لعب 25 مباراة سجل خلالها 9 أهداف معظمها من ضربات جزاء وقد صارع اليوفى في هذا الموسم فريق روما حتى نهاية الدوري ولكن لم تفلح جهود الكابتن والنجم أليساندرو ديل بييرو بتحقيق لقب البطولة رغم وجود زملائه فيليبو إنزاجي، وزين الدين زيدان.
موسم 2001/2002 سطر ديل بيرو الإبداع وشكل مع زيدان وإدجار دافيدز وترزيجيه قوة ضاربة في صفوف اليوفي وساعد ترزيجيه كثيرا في الحصول على لقب هداف الدورى الإيطالى وبذلك يحصل اليوفي على بطولة الدوري بعد منافسة قوية جدا مع الإنتر والتي لم تحسم إلا في آخر مباراة.
موسم 2002/2003 شارك مع المنتخب الإيطالي في كأس العالم 2002 في كوريا واليابان وقاد الأزروي لدور الستة عشر قبل أن يخرج على يد كوريا الجنوبية بمساعدة التحكيم وسجل ديل بييرو هدف في البطولة أمام المكسيك أنقذ إيطاليا من الخروج مبكراً. من خلال الكالشيو أعتبر هذا الموسم نقطة تحول في مسيرته حيث تعرض خلال مباريات الدوري الإيطالي لإصابة أبعدته قليلا عن الكالشيو لكن سرعان ما عاد ونثر الإبداع وأسكت الجميع وأبهر الجمهور العالمي عموما والإيطالي خصوصا حيث قاد اليوفي لبطولة الدوري للمرة السابعة والعشرون وقاد السيدة العجوز لنهائي دورى أبطال أوروبا بعد فوز اليوفى على ريال مدريد بثلاثية رائعة كان للنجم الرائع منها هدف وتلاعب بالدفاع الأسبانى ليقود اليوفي لنهائي أوروبا قبل أن يخسره بضربات الحظ أمام العملاق ميلان الإيطالي.
موسم 2003/2004 كان مستوى أليكس متذبذبا وكان من أسوء المواسم له و شهد حلول اليوفى ثالثا فى الدورى الإيطالي وخروج إيطاليا من يورو 2004 بعد المؤامرة الشهيرة بين السويد والدانمارك. رغم كونه من أشهر لاعبي العالم يعتبر ديل بييرو من أكثر الاعبين تواضعا وأقلهم خشونة حيث يحمل أقل رقم من البطاقات الصفراء بالنسبة لأقرانه , هذا بالإضافة إلى انه لم يمنح أي بطاقة حمراء في حياته.
التتويج بكأس العالم في سنة 2006 توج الملك الإيطالي بأول لقب له مع النيرازوري حيث ساهم الأسطورة في فوز منتخب بلده بكأس العالم خاصة في لقاء النصف النهائي ضد الفريق المنظم للدورة ألمانيا لما إفتتح تسجيل الأهداف في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء وفي السنة نفسها سقط الملك مع نادي القلب جوفنتوس إلى الدرجة الثانية ليصعد بعد سنة وبعد أعوام رائعة مع يرحل إلى الدوري الأسترالي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)