إن هذا العالم بكل ما يحويه من تعقيدات و هموم ليس مهما بالنسبة لأغلبية البشرية، فقد يبدو غامضا بالنسبة للمنهمكين في روتين الحياة اليومية، حتى أنه أحيانا قد يبدو لنا مجرد تصورات لا تدوم طويلا، و نرغب أن يتركنا هذا العالم كلية، و أحيانا أخرى يبدو لنا مهما و كأننا جزء منه، و نود أن يكون هذا العالم أكثر اتساعا و حضورا في واقعنا المعاش، و نشعر فجأة أننا نؤثر في تغيراته و تطوره و نستفيد من وجوده.لقد مضى عهد من الزمن، سعى فيه جيل آخر – أفزعته فضائع الحرب و الإمكانات الطليقة العنان لتدمير الإنسان نفسه – إلى تأمين مستقبل متحرر من الخوف و متحرر من الحاجة، و حاول قدر الإمكان إضفاء طابع الإنسانية على النزاعات المسلحة، و التي شهدت تطورا هائلا في الآونة الأخيرة.
و كانت نتيجة هذا الجهد الاتفاق على مجموعة من القواعد تسعى – لأسباب إنسانية – الحد من تأثيرات النزاعات المسلحة، و من هنا نشأ القانون الدولي الإنساني.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/07/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد بركة
المصدر : الحوار المتوسطي Volume 5, Numéro 1, Pages 180-188 2014-03-15