الجزائر

دور بارز للمدرسة في البناء الاجتماعي



التواصل رهان أساسي في العملية التربوية
دور بارز للمدرسة في البناء الاجتماعي
تعتبر العملية التربوية أشد تعقيداً من كونها عملية تلقين للمعارف لأن الأدبيات التربوية في منطلقاتها الحديثة أصبحت تركز على مجموعة من العناصر معتمدة في ذلك على كل المقاربات التي من شأنها أن تكفل حق التدخل لكل الفاعلين في الحقل التربوي من أجل القيام بالأدوار المنوطة بهم والمدرسة بمفهومها الحديث لم تبق تلك المؤسسة التي يكتسب فيها التلميذ المعارف فقط بل تجاوزت هذا بكونها مؤسسة من المؤسسات التي تساهم في البناء الاجتماعي وترسم الخريطة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ... لكل الدول.
خ.نسيمة /ق.م
المتعلم في ظل هذه التحولات يجب أن يكون المحور الذي تدور حوله كافة الجهود إن الحياة المدرسية لَركن من الأركان التي يجب يُعتمد عليها للنهوض بالمدرسة في المجتمعات العربية وذلك بإشعاع التواصل فيها.
تنمية القيم الإنسانية والاجتماعية
إن انفتاح الحياة المدرسية من خلال الأنشطة التي تشملها من جميع الجوانب إضافة إلى الكفايات المذكورة تنمي القيم الإنسانية والاجتماعية وهذا ما يمكن أن تتحقق من خلاله الاستقلالية والتربية على الاختيار لدى المتعلمين وطبعاً هذا لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال وجود تفاعل جيد بين مختلف جوانب الحياة المدرسية والحياة الاجتماعية (لأن تلميذ اليوم سيكون مواطناً في الغد) وتساهم أيضا في تحقيق القيم والكفايات المنشود عند نهاية كل مرحلة من المراحل التعليمية من خلال خلقها مناخاً مفعماً بالديناميكة داخل الوسط المدرسي وطبعاً لن يتأتى هذا إلا بوضع آليات عمل جيدة ومن أهمها التواصل.
إرساء دعائم الحياة المدرسية
إن البحث في تعريف التواصل ليس هيناً نظراً لكثرة البحوث على هذا المفهوم منذ ما يقارب من خمسين سنة الأمر الذي جعله مفهوماً مطاطياً مكنه من الحضور على مستوى العديد من العلوم والمقاربات... لذلك كان على المشتغلين به أن يعملوا على تقريبه من ميدان انشغالهم لإضفاء الشرعية العلمية عليه وأيضا لجعله إجرائياً من خلال هذا يتضح أن التواصل لا يمكن حصره بتعريف واحد إنما يخضع للسياقات لأن التعريف الذي يعطى له يتغير كلما تغير سياق استعماله إلا أن الأهم ليس هو تعريفنا له بل الدور الذي يضطلع به حينما نتكلم عن الحياة المدرسية إنه إحدى الدعامات الأساسية واللبنات التي يجب إرساؤها قبل الحديث عن أي حياة مدرسية. فالتواصل بين الأطر أولوية من الأولويات لأن غيابه بينهم سيؤدي إلى انقطاع لن يؤثر على جانب الأنشطة فقط بل سيتعداها إلى التأثير على تكامل الأدوار بين الأطر الإدارية والتربوية والأطر التربوية نفسها والإدارية كذلك لأن العملية التعليمية قائمة على مبدأ التكامل وفق المقاربة التشاركية لهذا فإرساء آليات التواصل بين الأطر ومختلف المتدخلين أمر من الأمور التي ستساعد في الرقي بالعملية التربوية.
أهمية التواصل بين المعلمين والتلاميذ
ومن جهة أخرى فالحرص على التواصل بين المدرس ( القائد الموجه) والمتعلمين يمكن الأول من التعرف على متعلميه عن قرب والاستماع إليهم ومعرفة مشاكلهم الاجتماعية والنفسية التي يمكن أن تكون معيقات أمام سير الحياة المدرسية إن معرفة المدرس لظروف المتعلمين رهين بمدى تواصله معهم وطبعاً هذا لن يتأتى إلا من خلال تواصل أفقي وفق مقاربة حقوقية تضمن للمتعلم حقه في التعلم بمختلف أشكاله لأنه لا يمكن الحديث عن أية حياة مدرسية حينما يغيب جو الحوار بين أطراف العملية التعليمية وحينما يبتعد المتعلم عن مدرسه وأطر مدرسته.
والتواصل بين الأطر بأنواعها والمتعلمين وكل المتدخلين في الشأن التربوي يبقى الرهان الأساس والمنطلق الأول لسير الحياة المدرسية في كل مجالاتها لهذا يكون واجبا بل من الضروري بحث الأسس التي يمكن أن تضمن إشاعة التواصل داخل الأوساط التعليمية.
بذل المزيد من الجهود
إن العملية التعليمية تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لتجاوز ما أصبحت تعانيه المنظومة التربوية من مشاكل حالت دون تبوئها المراتب التي تستحقها رسالة إقرأ ولهذا وجب العمل على ما يلي :
- الحرص على إشاعة روح الود والوئام بين الأطر في المؤسسة.
- تأطير العملية بمقاربة تعاقدية يمكن أن تتحقق فيها شخصية المتعلم.
- تحسيس الأطراف بفائدة الحياة المدرسية وأهميتها في تكوين شخصية المتعلم.
- وضع آليات لإرساء مقومات التواصل.
- تثمين الجهود المبذولة في إطار الحياة المدرسية والتي تُبقي هدف التربية والتعليم على رأس الأولويات.
- التحسيس بأهمية النوادي المدرسية وخلايا الوساطة التربوية.
- وضع برامج والحرص على تحقيق أكثر ما يمكن تحقيقه منها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)