الجزائر

دعاوى العجز، الحرقة والسفاح بابون في العريشة


- هل قضي الامر الذي استفتيا فيه أصحاب الغرفة السفلى رئيسهم بوحجة، وماذا لو اخرج هذا الاخير يده من جيبه، ألا تخرج بيضاء للناظرين، قد لا يسأل عن ما بيمينه، ولا عن مآربه الاخرى، مفندا الشغور والعجز المفترى عليه، بحجج قد تبدو بعيدة ويراها قريبة، اليست الحكمة في الصمت تفعل فعلتها، وان جاءوا بدم كذب، فإن قميصه قد من دبر، فصدق السعيد وكان من الصادقين.- لا يزال البحر يلفظ الجثث والأرواح المسكونة بالحرقة نحو الضفة الاخرى من المتوسط، ولم تسلم من الحرقة النساء الحوامل ، تلفضهن الامواج ذات اليمين وذات الشمال، ناهيك عن الاطراف البشرية التي يخرجها الصيادون من اعماق البحار في شباك الصيد مع الاسماك، قبل ان تتحلل بعضها او يصطادها الحوت الكبير كوجبات دسمة خارج المألوف، الحرقة إرهاب اخر لا يزال ينخر المجتمع، تغرق الاسر الجزائرية في حالة الحزن العميق، بعد فقدان الاتصال مع ذويها، فيما تنتظر مصالح الجثث بالمستشفيات التعرف على اصحابها لدفنهم.
- جريمة فرنسا الاستعمارية لا تسقط بالتقادم، مهما طال الزمن وتجايلت الاجيال فإذا كان جيل الثورة في تناقص مستمر بحكم تقدمهم في العمر واصابتهم بالوهن، فان رسالة الشهداء ستظل قائمة، تحملها الاجيال المتعاقبة، جيلا بعد جيل، فلا نجد فرقا بين مجازر ارتكبتها الادارة الاستعمارية بالأمس القريب، وذكرى اكتوبر الأسود لمأساة نهر السين، وبين انفجار لغم على الحدود الغربية اودى بحياة طفلين منذ يومين غرب العريشة بتلمسان، 57 سنة عن المجزرة الاولى لا يزال المجرم موريس بابون يمارس مهامه بأثر رجعي ، فالحقيقة التاريخية لا تسمح بتجاوز المآسي، ويظل السؤال عالقا، الى متى تظل الادارة الفرنسية لا تعترف بجرائمها وهي تحصد الارواح البريئة كل يوم.
- في اليوم الوطني للصحافة، لا يزال زملاء المهنة في بعض الوسائل الاعلامية تتربصهم البطالة عن ظهر قلب، يتعرضون للاستنزاف بسبب الامراض المزمنة، وأحيانا للإهانة من بعض اصحاب العمل، ناهيك عن الابتزاز والعنف اللفظي من طرف بعض نواب الشعب، الذين يمتثل فيهم ان يكونوا سفراء المحبة، بعيدا عن الحصانة او المكانة التي يتبوأها صاحبها، فالصحفي ينتمي إلى مهنة شريفة لها قدسيتها ولا يجوز الاساءة اليها، او التقليل من شأنها فهي خط احمر، في انتظار ادراجها ضمن قائمة المهن الشاقة.
تخرج الجزائر هذه المرة صفر اليدين من جائزة “ كتارا” في دورتها الرابعة، ويخسر كتاب الوطن شبابا وكهولا الخوض فيها، ونكسة اخرى تضاف الى نكسات الثقافة، ليعيد السؤال عن مؤشر الابداع إلى أين؟، فيختار مبلغ الجائزة 60 الف دولار وجهة اخرى غير كتابنا ومبدعينا، بالإضافة الى حرمان ادبنا من ترجمة الاعمال الفائزة الى اللغة الانجليزية.
- اختفاء الاعلامي والكاتب السعودي جمال خاشقجي يشبه حبكة روايات آغاثا كريستي، بعدما اصبح اختفاءه لغزا، وزع دمه بين القبائل، في صورة تراجيدية، تشبه الى حد ما قضية «لوكاربي الشهيرة»، ارمادة من المحققين، مئات السيناريوهات، شبكات اعلامية كبرى ليبقى الاختفاء جوهر السؤال.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)