درس إنجليزي للاعبي الدوري الجزائري

عاشت ملاعب إنجلترا أول أمس صور رياضية تاريخية جعلت من الدوري الإنجليزي الأحسن والأكثر مشاهدة في عالم كرة القدم، ليس فقط بمستواه الفني والبدني بل لروحه الرياضية العالية واحترام كل المنافسين لمبدأ أخلاقيات كرة القدم.
فقد عانى فريق مانشيستر سيتي الويلات ضد أحد المهددين بالسقوط قبل أن يتوج باللقب، ولم تجدِ ملايير الإماراتيين نفعا لإغراء المنافسين كي يعبدوا الطريق لأشبال مانشيني وأنتظروا حتى الدقيقة ال94 لتحقيق حلم عمره 44 سنة.
و صفق الجميع على تتويج “السيتيزان” وعلى الروح الرياضية لكوينس بارك رانجرس الذين صمدوا بعشرة لاعبين طوال الشوط الثاني وأبكوا 45 ألف مناصر تنقل من أجل الاحتفال باللقب.
ما حدث في إنجلترا هو درس لفرقنا الجزائرية التي تتلاعب بنتائج المباريات في نهاية الموسم، حيث تجد النقاط توزع في غرف تغيير الملابس بين الشوطين أو يتفق على كيفية منحها ليلة المباريات مقابل تسديد فاتورة الفندق للزوار أو تسليم “منحة” تشجيعية للخصم حتى في حال الانهزام.
وإذا كان كل الأوروبيين يشيدون بالدوري الإنجليزي والتزام اللاعبين المحترفين مع نواديهم، فإننا في الجزائر نفتقد مثل هذا الالتزام إلى درجة أن رئيس شبيبة بجاية ندد بتصرفات عناصره في لقاء الحمراوة وقال بأنهم فوتوا على مدينة “يما قورايا” نيل لقب البطولة جراء تلك الهزيمة، مما يدل على أن بعض لاعبينا تحولوا إلى مرتزقة ولا يهتمون بالألوان التي يحملونها ولا يشرفون العقود التي يبرمونها ومستعدون حتى للتنازل عن الألقاب بطرق غير مشرفة من أجل المال. ولهؤلاء ندعوهم لمشاهدة ما يحدث في إنجلترا التي تعد قدوة كرة القدم العالمية ومنها يأخذون العبرة والدرس ، فكرة القدم لعبة وأخلاق ورياضة قبل أن تكون مصدر قوت اللاعبين والمدربين والذين حولوا اللعبة إلى أداة للبزنسة فقتلوا روحها وتحججوا في بلدنا بالمنطق المالي وكأن المال هو الذي قتل الرياضة الأكثر شعبية لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما ، فالنزاهة ليست بندا يدون في عقود اللاعبين ولا اتفاقية يبرمها المسيرون مع رياضييهم ، إن النزاهة خصلة يجب أن يتميز بها كل لاعب فوق الميدان وفي إنجلترا تحولت النزاهة إلى عقيدة كروية راسخة لا تزعزعها أي “ميزانية مالية” والألقاب يحرز عليها اللاعبون بعرق جيبنهم وليس بشيء آخر .