" دراسة نفسية للشباب الذي خاض تجربة الهجرة السرية عبر القوارب وسبل التكفل بهم عمليا في الجزائر" -دراسة ميدانية على عينة ناجية من الشباب سبق لهم وأن عاشوا تجربة الهجرة السرية بحرا-

إن فهما موضوعيا ومفيدا لمشكلات الشباب الجزائري، يفرض علينا النظرة الشمولية للموضوع في إطاره الاجتماعي والحضاري والسيكولوجي. وأن أية محاولة لدراسة ظاهرة الهجرة السرية لابد وأن تستند إلى تحليل شمولي يراعي الظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية للجزائر، كما يتطلب ضبط الظروف النفسية التي أنتجتها. والدراسة الحالية ما هي إلا محاولة لملامسة واقع الصحة النفسية لشريحة من الشباب في مخاطر حقيقية، وإن كانت ظاهرة الهجرة السرية على مستوى الشباب لا تشكل رقما مهولا، وظاهرة عامة تميز أغلب الشباب في الجزائر، إلا أن أي روح لأي شاب تزهق عبثا في عرض البحر مدعاة للقلق من جهة، والبحث والدراسة عن واقعهم المعيش من جهة أخرى. ومن هذا المنطلق تأتي هذه الدراسة لكشف اللثام عن مشكلات الصحة النفسية لدى بعض الشباب، من مشاعر الاغتراب والقلق والاندفاعية والمخاطرة الحقيقية، فيقع أسيرا للتطرف في استجاباته وسلوكه ومواقفه بعيدا عن وسطية السلوك وسوائه.