الجزائر

خنشلةانتعاش النـشاط الفلاحي



أظهرت حملات المراقبة الميدانية التي تقوم بها مصالح البيطرية التابعة لمديرية المصالح الفلاحية لحقول إنتاج البطاطا بولاية وهران، أن التقلبات المناخية التي عرفتها البلديات الزراعية بالولاية في الفترة الأخيرة ساهمت بشكل كبير في ظهور خفيف لحشرة الميلديو، وهوما من شانه أن يؤثر على مردود الإنتاج والإنتاجية رغم التطمينات التي قدمتها الغرفة الفلاحية بالولاية.
وأكد رئيس الغرفة الفلاحية لوهران السيد منصوري، أن الظهور الخفيف لهذه الحشرة سيتم التغلب عليه في حينه، وأنه لا مجال لإعطاء الموضوع أكثر من أهميته خاصة مع التجارب التي اكتسبها الأطباء البياطرة في معالجة هذه الظاهرة التي أصبحت عادية تتم معالجتها مع كل بدية موسم فلاحي، ولم يخف المصدر اِنزعاجه من تكرار هذه الظاهرة منذ بداية أكتوبر الذي يعتبر الوقت الملائم لبداية ظهور علامات الإنتاج الخاص بمنتوج البطاطا التي يتم جنيها مع نهاية شهر ديسمبر.
وفي هذا المجال، يطالب السيد منصوري جميع المزارعين والفلاحين بضرورة توخي الحذر ومعالجة المحاصيل الفلاحية المزروعة في الوقت اللازم والمناسب، كون هذه المرحلة هي الأنسب لمواجهة هذه الحشرة الضارة والمؤثرة على الإنتهاج لهذه المادة الحيوية وكثيرة الاستهلاك من قبل المستهلكين.
يذكر أن المساحة الفلاحية المزروعة بالولاية تعادل مساحتها 170 هكتارا، وأن حشرة الميلديو هي العدوالأول لمنتوج البطاطا، ومن ثم فإن معالجة هذه الظاهرة تتطلب، حسب أعوان المعهد الوطني لحماية النباتات، المراقبة الدائمة والشديدة لكل القطع الأرضية المخصصة لإنتاج البطاطا، حيث يجب على الفلاح التأكد من إصابة المنتوج بالمرض الذي تظهر أعراضه على أوراق البطاطا، ليتم بعدها وضع برنامج لحماية المحاصيل ومعالجتها بالأدوية المناسبة وفق برنامج مسطر لهذا الغرض.للعلم، فإن العديد من الفلاحين من منتجي البطاطا الذين تحدثنا إليهم، أكدوا معرفتهم الجيدة بأعراض هذه الحشرة الضارة وما يمكن أن تخلفه من خسائر جسيمة على المحصول، وهوالأمر الذي يجعلهم يواجهون الوضعية بكل حزم وثبات خوفا من ضياع المحصول من جهة، وحفاظا على المد خول المالي من جهة أخرى، خاصة وأنهم عاشوا هذه التجربة سنة 2006 عندما أفسدت هذه الحشرة ما يعادل 75 في المائة من المنتوج وقتها على مستوى ولايات وهران والشلف ومعسكر ومستغانم وعين الدفلى، وهوما أعطى الحصانة لكل الفلاحين في كيفيات مواجهة هذا الأمر الواقع بكل احترافية ومهنية وفق الإمكانيات المتوفرة.

شهدت ولاية خنشلة خلال السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في ظاهرة النزوح الريفي، نظراً لما تحظى به التنمية الريفية بالولاية من اهتمام كبير، بفضل مختلف برامج الدعم الفلاحي المتواصل الذي خصخصته الدولة من أجل تنمية وتطوير الريف والفلاحة، ويتجلى ذلك من خلال الإقبال المكثف والمتزايد لأهالي المنطقة على خدمة الأرض والتوجه نحوالنشاط الفلاحي.
حظي الفلاح في ظل سياسة الدولة التي انتهجتها في إطار دعمها للقطاع الفلاحي، بالعديد من الاستفادات كمختلف أنواع الأشجار المثمرة، الآبار الارتوازية والعادية، إلى جانب دعمه الاستفادات المتعلقة بغرف التبريد، الأحواض المائية، تربية الدواجن، الكهرباء، خلايا النحل، فضلا عن استفادته بمشاريع هامة تتعلق بعمليات السقي بالتقطير، على غرار البناءات الريفية التي شملت معظم فلاحي المنطقة والريف بوجه خاص، وهوالشيء الذي ذلل الكثير من المتاعب والعوائق التي كابدها فلاحو المنطقة في وقت سابق.
ومن أجل فك العزلة وتسهيل عملية التنقل على الفلاحين نحو أراضيهم الفلاحية، عملت السلطات على إعادة الإعتبار وتأهيل معظم ومختلف المسالك الهامة عبر أرياف الولاية، كما هوالحال لمنطقة أولاد رشاش، خيران، عين الطويلة، بغاي، وصولا إلى باقي المناطق الأخرى من الولاية؛ كمنطقة تازوغات التي تشهد تطورا ملحوظا في كثير من الميادين، خاصة في الجانب الفلاحي، وفي ظل كل هذه المعطيات المتوفرة وخاصة أمام اهتمام الدولة وما تغدقه من أموال من أجل التنمية الريفية لتبقى الكرة في مرمى الفلاحين، للعمل وأخذ الأمور على محمل الجد للنهوض بالريف وترقيته، للوصول إلى الهدف المنشود، وبالتالي جعل المنطقة والولاية ضمن الركب وضمن مصاف الولايات المتطورة.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)