الجزائر

خفض الحجم الساعي يصدم المواطنين


أزمة المياه تتواصل عبر أحياء العاصمة
خفض الحجم الساعي يصدم المواطنين
حرب البراميل تنطلق عبر المحلات وطاولات البيع
* بين التهكم والاستياء.. العالم الافتراضي يتفاعل مع أزمة الماء
تحولت الانقطاعات المتكررة اليومية للماء إلى حديث الساعة خصوصا مع الفوضى الحاصلة في الانقطاعات وعدم الالتزام بوقت يألفه المواطنون والقطع الفجائي بدون سابق إنذار هي كلها مآسي يعيشها المواطن الجزائري مع مادة أساسية جعل الله تعالى كل شيء منها حيا يحدث ذلك في قلب أحياء العاصمة وفي عز الصيف مما جلب الاستياء للمواطنين الذين باتوا يترقبون تدفق الماء من حنفياتهم ويبتهجون للأمر في ظل الأزمة الحاصلة.
نسيمة خباجة
أزمة المياه الحاصلة غيّرت الموازين وخلقت عادات جديدة لدى الجزائريين ودّعوها منذ سنوات إلا أنها عادت خلال هذه الفترة ودون سابق انذار وما حزّ في نفوس الكثيرين هو القطع العشوائي للمياه في كم من مرة دون إعلام ساكنة الاحياء وفسرها المواطنون بسبات مصالح سيال ورأوا أنها عجزت عن التحكم في الوضعية الحالية فالأزمة يمكن تقبلها ولا تفرز احتجاجات هنا وهناك لو كان الانقطاع بصورة نظامية يعتاد عليها المواطنون فالقطع العشوائي أشعل فتيل احتجاجات عبر بعض احياء العاصمة على غرار برج الكيفان وقد أدت الأزمة في وقت سابق إلى توقيف مديرين على مستوى شركة سيال الا ان التذبذب لازال مستمرا مما اثار استياء المواطنين في مادة اكثر من ضرورية.
سيناريو الانقطاع العشوائي يتواصل
اشتكت بعض الاحياء ان لم نقل اغلبها عبر العاصمة من الانقطاع العشوائي للمياه والتذبذب الحاصل في توزيعه مما ادى إلى حيرة تعامل ربات البيوت مع الأزمة خصوصا مع تغيير توقيت قطع الماء عشوائيا ودون سابق انذار مما يفسر نقص قنوات الاتصال ببن شركة سيال وزبائنها وحتى الرقم المسخر لمصلحة الزبائن 15.94 لا يرد على الاتصالات للاستفسار واسداء المعلومات التي تفك غبن المواطنين في مادة اكثر من ضرورية.
تقول السيدة نسيبة من بئر توتة إن المنطقة ككل لم تكن معنية بالانقطاعات التي شهدتها منذ شهور عدة احياء من العاصمة الا انه ومنذ شهرين بدأ سيناريو الانقطاعات الذي كان في بادئ الامر انقطاعا منظما من الساعة الثامنة مساءً إلى غاية الساعة السادسة والنصف صباحا بعدها تم استبدال الوقت وتحول من الساعة السادسة مساءً إلى نفس التوقيت صباحا والغريب في الأمر ان تغيير الوقت كان بصفة فجائية مما فوت الفرصة عن الكثير من ربات البيوت على تخزين كمية من الماء للضرورة وكانت ليلة سوداء عاشتها الاسر بدون ماء كما تم أول أمس تغيير توقيت قطع الماء بدون اعلام الزبائن حيث تم قطعه على الساعة الثانية زوالا وهو ما تفاجأ له المواطنون كثيرا لاسيما وانه تذبذب ملحوظ في قطع الماء الذي لم يعد ثابتا مما اثر كثيرا على الكل وأثار استياءً كبيرا جدا بسبب عدم معرفة كيفية التعامل مع الانقطاعات المتكررة والفجائية.
بالإضافة إلى بعض الانقطاعات التي تلحق الفترة الصباحية في بعض ايام الاسبوع كل تلك الأزمة ولّدت عادات جديدة لتخزين اكبر كمية من المياه.
تخفيض الحجم الساعي صدمة
دخل التوقيت الجديد للتزويد بالماء عبر احياء العاصمة حيز التطبيق بالامس بحيث تم تخفيض الحجم الساعي إلى حوالي 6ساعات اي من الساعة الثامنة إلى حدود الساعة الثانية زوالا بعد ان كان التزويد بالماء يستغرق 14ساعة انخفض إلى اقل من نصف الوقت المعتاد وهو ما كان بمثابة الصدمة للجميع ورأوا ان المدة تم تقليصها بما لا يخدم مصلحة الزبائن إلى جانب اعتماد نظام التزويد يوم بيوم ببعض الأحياء الذي خلق هو الآخر نوع من الرفض والاستياء وتجدر الاشارة ان حتى محلات غسل السيارات تأثرت بالوضع وتمّ اعادة تنظيم نشاطها وتحديد توقيت عملها وهو ما اثار استغراب المواطنين واستياء اصحاب ذلك النشاط الذين رأوا ان القرار لا يخدمهم البتة كما انه سيخلق طوابير من السيارات واكتظاظ الزبائن وقد يؤدي الامر إلى الزيادة في استهلاك الماء.
حرب البراميل البلاستيكية
من العادات الجديدة التي افرزها انقطاع الماء إقبال النسوة على شراء براميل من الحجم الكبير لتخزين الماء بغية استعماله في الاشغال المنزلية على غرار التنظيف ومسح البلاط وغسل الاواني كأشغال روتينية تتكرر في اليوم الواحد وتتطلب حضور الماء ما دفع النسوة إلى الاقبال على اقتناء براميل البلاستيك لحفظ المياه داخلها تلك الأخيرة التي اصطفت عبر الأسواق والمحلات وشهدت ارتفاعا في السعر بحيث انتهز بعض التجار الفرصة لرفع مداخيلهم بحيث تنوعت البراميل واختلفت احجامها واشكالها وكذا الوانها وظهرت النسوة وهن يحملنها عبر الأسواق.
تقول السيدة شريفة التي التقيناها عبر السوق إنها اضطرت إلى اقتناء براميل اضافية لتخزين الماء خاصة وانها لم تكن بحاجة اليها فيما سبق الا ان عودة أزمة الانقطاعات جعلها تهرول إلى السوق قصد شراء براميل الماء وقالت انها ارتفعت فبرميل لحفظ 200 لتر ارتفع سعره إلى 1800 دينار وكان فيما سبق لا يتعدى 1200 كما ان البراميل الاخرى شهدت ايضا ارتفاعا ملحوظا باختلاف احجامها لكن ما باليد حيلة ونضطر إلى شرائها مهما كان سعرها- تقول -.
كما وجد بعض الشبان في بيع براميل البلاستيك حرفة في ظل أزمة الانقطاعات ونصبوا طاولات عبر مداخل الأسواق لترويج سلعهم التي شهدت اقبالا كبيرا وتهافتا منقطع النظير.

تهكم واستياء عبر الفايسبوك
تفاعلت الوسائط الالكترونية مع أزمة المياه التي صنعت الحدث وتحولت إلى حديث الساعة فبين نبرة الغضب والاستياء تارة والتهكم والتنكيت تارة اخرى حضرت الوسائط الاجتماعية بقوة باعتبارها وسيلة اتصال اولى كما كانت منبرا للاعلام وتبادل المعلومات بين المواطنين حول مواقيت التزويد وقطع الماء في ظل شح المعلومات من مصالح سيال باعتبارها المسؤول الاول عن الانقطاعات وكان من الضروري تنظيمها بعد ان اصبح قطع الماء تحصيلا حاصلا في البيوت.
ملأت عبارة جا الما نوض تعمّر صفحات الفايسبوك وهي الاغنية الشهيرة للفنان الكوميدي صويلح - شفاه الله- بحيث وعلى الرغم من انها اغنية قديمة تعود لسنوات خلت الا ان انقطاعات الماء اعادت كلماتها بقوة خلال هذه الفترة.
أثار مشكل انقطاع الماء استياء العاملات اللواتي احترن في كيفية الظفر بالوقت لتخزين الماء وحسب النظام الجديد فإن التزويد سيكون من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الساعة الثانية زوالا كما سيعتمد نظام يوم بيوم عبر بعض احياء بلديات العاصمة تبعا للنظام الجديد في التزويد بالماء الذي وضعته شركة سيال والذي دخل حيز التطبيق منذ امس والذي قلص مرة اخرى الحجم الساعي في عملية التزويد بالماء إلى 6 ساعات بعدما كان التزويد يقدر ب14ساعة وهو ما زاد من قلق وتوتر المواطنين.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)