الجزائر

خطاب رئيس الجمهورية يجسّد مفهوم دولة القانون


❊ رسائل واضحة وقوية للخارج تعكس التكامل بين مؤسسات الدولةأكد الخبيران محمد الشريف ضروي، وموسى بودهان، أمس، أن خطاب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمام ممثلي الشعب بقصر الأمم نادي الصنوبر، يعد حدثا تاريخيا ويحمل العديد من الرسائل الإيجابية على الصعيدين الوطني والدولي، فضلا عن سعيه لإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة ومن ثم تكريس دولة القانون.
قال المحلل السياسي والخبير في التخطيط الاستراتيجي، محمد الشريف ضروي، في اتصال ل"المساء"، إن خطاب الرئيس أمام ممثلي الشعب، يحمل أكثر من رسالة، حيث أراد من خلاله إعادة الاعتبار للمؤسسة التشريعية، من منطلق أنه عندما يتكلم رئيس الجمهورية أو أي مسؤول عن دولة القانون والمؤسسات، ولا يقابله تواصل بين السلطة العليا في البلاد والمؤسسة البرلمانية، يكون "نقيصة" في حق دولة المؤسسات.
وقال ضروي إن خطاب رئيس الجمهورية يكرس بشكل كامل وبصفة شاملة مفهوم دولة القانون والمؤسسات، حيث يفصل بين المرحلة السابقة والقادمة، مضيفا أن الرئيس تبون وجه رسالة لممثلي الشعب بأن لهم كافة الصلاحيات من خلال هذه المؤسسة التشريعية لممارسة مهامهم ودورهم في الرقابة. وأضاف الخبير في التخطيط الاستراتيجي، أن رئيس الجمهورية أراد من خلال خطابه أن يؤكد بأن ممثلي الشعب، الذين أفرزتهم انتخابات حرة بعيدة عن المال الفاسد وفق مقاربة رئيس الجمهورية، يكمن دورهم أيضا في إحداث تكامل حقيقي في مجال تحديد المسارات العليا للدولة.
وعليه، يعتبر ضروي أن هذه الرسالة مهمة للخارج سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، كما تعطي دلالة على وجود تكامل بين المؤسسة السياسية من جهة على رأسها رئيس الجمهورية، وبين المؤسسات الأمنية والعسكرية من جهة أخرى ، وذلك عبر إشراك حقيقي للمؤسسة التشريعية التي هي أعلى مؤسسة من حيث دورها الوظيفي في بناء الدولة.
وأشار ضروي إلى أن الرئيس تبون أراد أيضا توجيه رسالة إلى الاتحاد الأوروبي بخصوص ملف استعادة الاموال المنهوبة، مفادها وجود تكامل قانوني في الجزائر مما سيسد أي لغط بهذا الخصوص.
من جهته، وصف المحلل السياسي والخبير في القانون الدستوري موسى بودهان خطاب رئيس الجمهورية بالتاريخي، مشيرا إلى أنه قدم رسائل تخص الداخل من خلال عرض الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والإنجازات المحققة على كافة الأصعدة، فضلا عن علاقات الجزائر مع الشركاء. وأوضح بودهان أن مثل هذا الخطاب يحمل الكثير من الطمأنينة والأمان والطابع الإيجابي جدا، مما يتوجب تثمينه، بالنظر لما يكتسيه من أهمية بالغة خاصة في هذه الظروف المتميزة، كونه قدم حصيلة الإنجازات للأربع سنوات الماضية من العهدة الرئاسية.
وأضاف أن ما تحقق من ايجابيات لا ينكرها إلا جاحد، وذلك بالدليل وبالبينة والبراهين القاطعة، رغم مواجهة العهدة لصعاب كبيرة جدا، خاصة مع جائحة كورونا التي مرت بها الجزائر على غرار دول العالم، حيث عطلت مسيرة تنموية لفترة عامين أو أكثر.
كما يرى بودهان، أن هذا الخطاب يكرس تقليدا دستوريا مهما جدا يتم تجسيده لأول مرة منذ ان عرفت الجزائر بما يسمى بالثنائية البرلمانية، فضلا عن أن هذا الخطاب انبثقت عنه مجموعة من التدابير والقرارات الهامة والإجراءات الجريئة التي ذكرها رئيس الجمهورية، على غرار تكريس الحقوق والحريات العامة وبشكل يجسد المساواة التي ينص عليها الدستور بين جميع المواطنين.
وخلص المتحدث إلى أن الرئيس تبون نوه بمجهودات البرلمان ومرافقة الحكومة في أداء مهامها خدمة للمجتمع والاقتصاد وتطوير الاداء المؤسساتي على شكل تعاون بين كافة السلطات والمؤسسات، مؤكدا أن ارادة رئيس الجمهورية في اعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة وهيئاتها سيخلدها التاريخ.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)