الجزائر

خدمة جيدة تبدو متعثرة !



خدمة جيدة تبدو متعثرة !
[Image] قادتنا زيارة معاينة لمراكز البريد بمدينة سطيف سواء القباضة الرئيسية بوسط المدينة أو المراكز الأخرى لغرض متابعة وضعية صرف الصكوك البريدية في الشبابيك، ونفس الشيء ببعض وكالات البنوك العمومية كالبنك الخارجي الجزائي والقرض الشعبي الجزائري. وقد لفت انتباهنا أغلبية المواطنين الذين يستعملون الصكوك لاستخراج الأموال من حساباتهم، ولما استفسرنا عن أسباب عدم استعمال البطاقات ما بين البنوك أمام الشبابيك الآلية الموضوعة تحت تصرّفهم، فقد سجّلنا عدة أقوال، فمن قائل بأنّه لا يتوفر على البطاقة من الأصل سواء كانت بريدية أو بنكية، إلى من يرى أنّ الخدمات بها غير مضمونة بسبب توقفها من حين لآخر، وهناك من يرى بأنّ المبالغ المسموح بسحبها بهذه البطاقات محدودة وليست حرة، إلى من قال بأنّ الكثير لا يحسن التعامل بها خاصة الأميين.
وهكذا سمعنا تفسيرات مختلفة تصبّ كلّها في خانة أنّ الاستعمال المكثّف لهذه البطاقات لم يحن بعد، والمفارقة أنّه على مستوى مركز البريد بن باديس المتواجد وسط مدينة سطيف والمخصص لصرف الصكوك البريدية، يشهد يوميا ازدحاما خانقا لقاصدي الخدمة من الطلبة والموظفين، خاصة وأنّه يمكن لأيّ شخص قصد المركز أن يبقى أكثر من ساعة لقضاء خدمته، في حين أنّ المركز يتوفّر عند مدخله على شباك للصرف الآلي يمكن لمستعمله قضاء أمره في بضعة ثواني قد لا تصل إلى الدقيقة، مع عدم وجود الطوابير. وبالفعل يمكن القول أنّ أصحاب البطاقات ما بين البنوك يعتبرون محظوظين.
وفي البنوك لفت انتباهنا أنّه رغم عدم استعمال البطاقات بشكل مكثّف، إلاّ أنّ الطوابير قليلة، وما يلاحظ منذ مدة أنّ العاملين بشبابيك البنوك يؤدّون واجبهم بالسرعة المطلوبة، الأمر الذي يؤدي إلى قضاء هذه الخدمة بكل سلاسة.
وضعية الخدمة في سطيف
ولأجل الاطلاع عن قرب على الوضعية، كانت وجهتنا إدارة بريد الجزائر، حيث تمّ إفادتنا بقائمة شبابيك الدفع الآلي على مستوى الولاية، حيث تعد الولاية 22 شباكا، منها 5 في مدينة سطيف بكل من القباضة الرئيسية ب 3 شبابيك ومركز بن باديس المشار إليه أعلاه وحي يحياوي الشعبي الكبير، و3 شبابيك بالعلمة وشباك بكل من بلديات عين أرنات، عين الكبيرة، عموشة، بني عزيز، بوقاعة، عين ولمان، عين أزال، بوعنداس، بئر العرش، بني ورتيلان، جميلة، صالح باي وبيضاء برج، حيث تتولى هذه الشبابيك تزويد قاصديها بأموالهم في حدود 20000 دج يوميا، أما من قدّم إمضاءه في شكل مستنسخ عن طريق سكانير للجهة المعنية مركزيا، فيمكنه سحب ما يعادل 200000 دج أي 20 مليون سنتيم في اليوم.
ولدى حديثنا مع بعض المتواجدين بمركز الصكوك البريدية لسحب أموالهم، أكّدوا عدم حيازتهم لبطاقة الدفع الآلي وبالتالي فهم مضطرون للوقوف أمام الطوابير.
وفي المقابل عبّر مستعملو البطاقة عن إعجابهم الكبير بالخدمة لولا التوقف المسجل في الشباك من حين لآخر او تكون أحيانا مفلسة على حد تعبيرهم، أي عندما تكون خالية من النقود.
خدمة جيدة لا تخلو من نقائص
وهكذا نلاحظ نقصا فادحا في عدد الشبابيك، في ولاية مشكّلة من 60 بلدية مترامية الأطراف على مساحة تتجاوز 6250 كم مربع. ولعل ما يؤرق قاصد الشبابيك حالات انقطاع الخدمة بسبب إما خلل أو انقطاع في الشبكة، أو انعدام السيولة النقدية على مستواها، حيث يقع في مأزق حقيقي إذا كان مستعجلا ولا يملك صكا بريديا، غير أنّ إدارة البريد وفي إطار تحسين الخدمات لزبائنها، استحدثت ما يعرف بصك النجدة والذي يسلم بصفة استثنائية ونادرة، وعليه يمكن وصف التعامل بالبطاقة بأنّه مثالي بشرط تعميمه والسهر على حسن سيره 24 / 24 ساعة مثلما هو المقصود من وضعه.
ولن يتأتّى هذا إلاّ بتعميم البطاقة على الجميع لأنّنا لم نجد أي جواب مقنع لعدم استلام أغلبية زبائن بريد الجزائر لبطاقاتهم، وليس هذا فقط بل أنّ البطاقات المعمول بها حاليا والصادرة سنة 2007 يفترض أنّها تنتهي صلاحيتها في 2009 إلاّ أنّها مازالت سارية المفعول ممّا يؤشّر على عدم تحكم أصحاب الفكرة فيها بالشكل المطلوب، في الوقت الذي تسير فيه بعض الدول ببطاقة واحدة تستعمل في كل حياة حاملها الإدارية والتجارية دون استعمال لوثائق إدارية أو أوراق نقدية، وهذا يجعلنا نستنتج أنّ عملا كبيرا ما زال ينتظر بريد الجزائر لتطوير خدماته للجمهور.
نفس الكلام والمعاينات وحتى الاستنتاجات تقريبا تنطبق على نظام البطاقة ما بين البنوك التي تعرف نفس المشاكل، خاصة ندرتها حتى أنّ هناك من لم يسمع عنها إطلاقا، إضافة الى محدودية المبالغ المسموح بسحبها، فالموظفين يسمح لهم باستعمالها في حدود مبالغ معينة حسب أجورهم. وما عايناه في الميدان هو عدم استعمالها بشكل مكثف، فالشبابيك تبدو دائما خالية من طالبي خدماتها ممّا يؤشر كذلك لضرورة قيام المعنيين في النظام البنكي بعمل جبار لانجاح العملية قبل الخوض في تجربة خدمة جديدة أكثر تطورا.
والخلاصة أنّ الخدمات المالية لبريد الجزائر والبنوك عندنا مازالت لم ترق للحد الأدنى المطلوب مقارنة بما يحدث في دول أخرى ليست بالضرورة أكبر وأغنى من الجزائر، فالقضية قضية إرادة قبل كل شيء من وجهة نظرنا، وفكرة شبابيك الدفع الآلي جيدة لكنها تبدو متعثّرة كما أوضحنا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)