خبراء ومجاهدون: «المنظومة التربوية بوابة التنمية الشاملة» عشية الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترداد السيادة الوطنية

تحيي الجزائر غدا الخميس الذكرى الخمسين لاسترجاع سيادتها بعد تضحيات أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، في سبيل انعتاقها من قيود الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي عمر بالبلاد لأكثر من قرن و32 سنة، قطعت فيها أرض الشهداء أشواطا معتبرة في جميع المجالات والميادين، حيث شقت طريق رهانها بمحاربتها للأمية والجهل بإصلاحها للمنظومة التربوية والصحية وقطاع الفلاحة، وباقي القطاعات الحساسة التي احتلت في ظرف قياسي ووجيز مكانة دولية مرموقة، بفعل نشاط دبلوماسيتها وبالخصوص في المنطقة الإفريقية وكذا العربية.
وترى مختلف التشكيلات الجزائرية من خبراء وسياسيين وقانونين بأن ذكرى استقلال البلاد المصادفة للخامس من شهر جويلية من كل سنة، والتي ستحتفل بها الجزائر هذه المرة على مدار سنة كاملة فرصة لتغيير الذات بالاستثمار في الطاقة الوطنية، التي من شأنها استحداث استراتيجية تتجاوز هفوات الماضي.
حيث رافع محمد بوعزارة الكاتب الصحفي ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا في تصريحات خاصة ب»السلام»، لصالح تغير وإصلاح المنظومة التربوية التي أثبتت عدم قدرتها على مسايرة القفزة النوعية، بدليل مستوى الطلبة المتخرجين من مختلف الجامعات والأطوار التعليمية الثلاثة.
وربط بوعزارة الرجل المخضرم والشاهد على الفترة الاستعمارية والاستقلال تحقيق التنمية في جميع المجالات بإحداث نظرة جديدة، مشددا على دور المنظومة التربوية التي من شأنها تكوين جيل قادر على التحكم في الثروات من محروقات، علاوة عن إعطاء القطاعات المنتجة من الفلاحة والسياحة قيمتها التي من شأنها رفع مداخيل البلاد، بالإضافة إلى قطاعي كل من الإعلام والثقافة اللذني تعدت مداخيلهما في الولايات المتحدة الأمريكية 120 مليار دولار سنويا.
وفي موضوع ما حققته الجزائر بعد نصف قرن من الحرية أبرز الكاتب الصحفي القفزة النوعية التي جسدتها البلاد من خلال مكافحتها للأمية والجهل، كاشفا في سياق حديثه عن تواجد 500 طالب جامعي فقط غداة خروج المستعمر الفرنسي سنة 1962، في مقابل تسجيل 90 بالمائة نسبة التعليم بالبلاد عند دخوله سنة 1830 بالمجتمع الجزائري، حيث أفاد محمد بوعزارة بتواجد 70 جامعة ومركز جامعي عبر التراب الوطني، و10 ملايين من الطلبة والتلاميذ يزاولون دراستهم بالمؤسسات التربوية للأطوار الثلاثة معقبا في قوله «نحن غير راضين عن التعليم خاصة من حيث الكم».
وقال ذات المسؤول بأن إنجازات الحكومات المتعاقبة ساهمت في تزويد معظم المواطنين بالمياه الشروب التي شقت طريقها نحو ولايات أقصى الجنوب، عن طريق مشروع القرن الذي سمح لسكان تمنراست باستعمال مياه الحنفيات حققه مشروع القرن بطول 700 كلم، والتي كانت في الحقبة المأساوية للإرهاب صعبة المنال، منوها بجهود الدولة الرامية إلى تطوير قطاع الفلاحة بالخروج من هفوات الثورة الزراعية التي لم تحقق المنوط بها، بالإضافة إلى قطاع السياحة الذي تعول عليه الجزائر في إنعاش الاقتصاد الوطني، بعدما كاد يقضي على هياكلها في سنوات الجمر من القرن الماضي.
وفي موضوع الذاكرة التاريخية أقر محمد بوعزارة بأنه اقترح على المجاهدين ممن شاركوا في ثورة التحرير المبادرة بكتابة شهادتهم وتسجيل مالديهم من أحداث يتكفل المؤرخين بصياغتها، معتبرا مسألة تدوين التاريخ حق من الحقوق التي يجب أن يعرفها الأجيال.
بدورها ثمنت لويزة ايغيل أحريز المجاهدة المخضرمة إنجازات الدولة بعد مرور نصف قرن من استرجاع السيادة الوطنية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، خاصة وأن الجزائر كما أوضحت عرفت غداة الاستقلال مرحلة صعبة استدعت تضافر جهود جميع أبنائها لتحقيق التنمية لفائدة الجميع.