الجزائر

خبراء وأساتذة يشرفون على أرضية تكنولوجية جديدة



تزودت جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف لوهران خلال سنة 2017 بأرضية تكنولوجية مخصصة للميكانيك والروبوتيك، معززة بذلك تقاربها مع القطاع الاجتماعي والاقتصادي. وقد دخلت هذه الأرضية المعروفة باسم MARIS ميكانيك وروبوتيك التدخل والخدمات في الخدمة منذ أشهر على مستوى الجامعة ولكن كمؤسسة صناعية بأتم معنى الكلمة، حسب مسؤوليها. في هذا الصدد، صرح مدير هذه الأرضية، أمين إلياس، أن هذه الهيئة تسيرها لجنة إشراف تضم خمسة أساتذة-باحثين متعددي التخصصات مدعمة بنحو عشرة إطارات تقنية وإدارية. ويتربع هذا الصرح التكنولوجي المتكون من طابق فوق طابق أرضي والذي يشمل 16 مخبر بحث و12 ورشة، على مساحة 3000 متر مربع. وبعد التأكيد على الدعم الذي قدمته الوزارة الوصية والمؤسسات الشريكة التي ساهمت في تجسيد هذا العمل، قال هذا الأستاذ الباحث المختص في الروبوتيك، أن الهيئة التي يترأسها تعتبر سابقة في تاريخ الجامعة الجزائرية بحيث أنها، كما قال، الوحيدة الكاملة بهذا الشكل. وأوضح أن هذه يتعدى دورها المناولة بالنسبة للقطاع الاقتصادي باعتبارها تضمن كذلك التكوين للطلبة وللمؤسسة المنتجة فيما يخص أهدافها التنموية واستحداث القيمة المضافة. ويؤكد الياس أن تكوين الكفاءات الجامعية يعد ضرورة حتمية لتطوير الصناعة، مشيرا إلى أن مخطط العمل المطبق في هذا الإطار يضع المورد البشري في صميم الأولويات، مضيفا أن التجهيزات لن تفيد في شيء إذا لم يكن هناك شخص يستعملها. وأوضح أن فرقه تجتهد من هذا المنطلق في العمل على تطوير أدوات تكوين للأعمال التطبيقية للطلبة على مستوى الجامعة. ويرى هذا الأستاذ الباحث أن المؤسسة لا يمكنها أن تتطور دون موارد بشرية مؤهلة وبالتالي لابد من الاستجابة أولا لمتطلبات التكوين (الأدوات اللازمة للأعمال التطبيقية) والبحث لدى طلبة الدكتوراه الذين يحتاجون إلى نماذج لاعتماد أشغالهم. وبخصوص النطاق الصناعي للأرضية، فان فريق البحث للجامعة سبق وأن قدم خدمات في مختلف وحدات المجال الاقتصادي بمنطقة غرب الوطن تتمثل في تصميم التجهيزات الخاصة بالصناعة الوطنية منها سلسلة إنتاج لمصنع قطن بمدينة تلمسان. كما أنتج فريق الأرضية لحساب شركة بمدينة مستغانم مختصة في شبكات التطهير آلة مبتكرة تسمح بالحفر تحت الأرض أفقيا لتفادي النتائج السلبية المترتبة عن الطريقة الكلاسيكية لحفر الخنادق. كما تمت مبادرات أخرى من أجل تجسيد تقارب الجامعة من النسيج الصناعي في ظل اتفاقيات شراكة واتصال مع شركاء جزائريين في مجال المناولة بالخارج والذين وافقوا على تحويل نشاطاتهم الى الأرضية. وفي إطار مهمتها المتمثلة في تلبية حاجيات القطاع الاجتماعي والاقتصادي، أنتجت ذات الأرضية عددا من التجهيزات تتوفر على المقاييس المطلوبة من أجل إيداع شهادة ابتكار. ويتعلق الأمر، حسب الياس، بمنتوجات من تصميم الطلبة في إطار مشاريع نهاية الدراسة والتي أفضت الى نماذج مهمة من حيث وظائفها الروبوتية لاسيما في مجال التفريز ذي التحكم الرقمي (صناعة القطع المعدنية) وتنظيف الواجهات الزجاجية والنشاطات تحت البحر. كما أفضت مرافقة الطلبة من طرف فريق الأرضية الى منتجات باهرة أخرى، حسب هذا الأستاذ الباحث، الذي أشار إلى انجاز طائرات دون طيار لأغراض مدنية. ويجري العمل على هذه الأجهزة لمنحها الخصائص التقنية الضرورية للتطبيق الذي تطلبه المؤسسات الشريكة على غرار وزارة الثقافة التي تريد وضع خريطة للمواقع الأثرية. ولتحقيق هذا الهدف، يعكف حاليا الباحثون على مستوى جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بوهران على تحسين مدة استقلالية الطائرات بدون طيار بغية تمكينها من التحليق فوق أكبر مساحة ممكنة ولأقصى مدة من أجل أخذ الصور الضرورية عبر كاميرا توضع عليها. ويتعلق تطبيق مهم أخر باستغلال هذه الأجهزة في اطار مراقبة حرائق الغابات، حسب مدير الأرضية. ومن المنتظر تحقيق ابتكارات أخرى على المدى القصير في ظل اقتناء تجهيزات حديثة ودقيقة مما سيدعم الجامعة في عملها على ترقية التكوين والبحث الضروريين للتنمية الاقتصادية للبلد. وهكذا، فان الأرضية التكنولوجية جاءت لتتوج مسار وجهود مشرفة سبق وأن سمحت لهذه الجامعة بالبروز سنة 2015 حيث أصبحت أول جامعة جزائرية منتجة لمادة سيليسيوم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)