الجزائر

حوار مع نائب رئيس فيدرالية مسلمي اسبانيا ، الباحث فيليكس آنخل -محمد آمين



صورة للباحث محمد أمين -في الوسط
على هامش الملتقى العالمي الثاني للتصوف الذي جرت أشغاله في جامعة طرابلس الليبية ، والذي انبثق عنه الإعلان عن تأسيس المجلس العالمي للتصوف ، تشاء الأقدار أن تٌختتم الأشغال بثلاثة أيام قبل الأحداث التي تعرفها ليبيا الشقيقة والجريحة حاليا ، ورغم أنه أثناء تواجدنا هناك لم نلاحظ أي شيء ينبئ بأنه سوف يكون هناك تمرد مسلح، فالحياة اليومية كانت عادية ليلا نهارا ، الا أنه حصل ما لم يكن النظام الليبي يتوقعه ، وفي تلك الظروف الهادئة التي سبقت ، التقينا هذا الرجل المثقف والحيوّي وهو المتحوّل من الكاثوليكية إلى الإسلام، فتكلم لنا عن ظروف اعتناقه للدين الإسلامي ، وعن نشاطات الفيدرالية ، وعن رغبته الكبيرة في تعلم اللغة العربية ، حيث يتأسف لأنه لا يحسن إلا لغته الأم الاسبانية ، وبعض المبادئ في اللغة الفرنسية.
وإضافة إلى منصبه كنائب رئيس لفيدرالية مسلمي اسبانيا ، فهو يشغل رئيس الجمعية الأندلسية لمنطقة مالاقا، ومندوب العلاقات لمسلمي اسبانيا.
بداية ، هل نشأت في عائلة مسيحية متديّنة ؟
لقد نشأت في عائلة تتألف من أعضاء غير متدينين وغيرهم من الممارسين للديانة الكاثوليكية ، شأنها شأن معظم الأسر الإسبانية, ولقد تأثرت بما يقوم به والدي من عادات قريبة من عاداتكم ، هذه العوامل جعلتني أشد فضولا، وأميل إلى الدين الإسلامي.
ما هي طبيعة علاقتك بالديانة الكاثوليكية ؟
علاقتي مع الديانة الكاثوليكية كانت دائماً محل تردد ، يغلب عليها صفة التأملية وكانت تمر بمراحل حرجة ،و في الواقع لزمتنى تلك العلاقة منذ أن كان عمري 13 سنة ، ولذلك لم أكن كاثوليكيا متدينا، حيث كنت جزءا من المتمردين الشباب على ما فرضته ديكتاتورية الجنرال فرانكو آنذاك من رسوم الديانة الكاثوليكية.
كيف جاءتك الفكرة إلى اختيار الإسلام كدين؟
الشخص الأول الذي علّمني الإسلام، دون أن أعرف تماما ما هو الإسلام، كان والدي وهو شخص يؤمن بالله ، إذ يمارس بعض الأمور الإسلامية ، ثم بعد عدة سنوات ظهرت الثورة الإسلامية في إيران، حيث كان لها تأثير عليّ، إذ أن الإسلام كمعتقد جعلني أحّس كشيء يعيش وله قيمة وليس باعتباره من مخلفات الماضي.و في وقت لاحق،كان اهتمامي بمعرفة تاريخ بلدي ، الشيء الذي دفعني إلى التعرف على المسجد الوحيد في مالاقا، إلى جانب كل هذا ، حدث وأن صادفت مواطنا تونسيا يعيش في ايطاليا ، حيث أفادني كثيرا وأعطاني صورة أشمل عن الإسلام ، تلك الصورة وضحت لي أفكار والدي عن الإسلام .
هلا حدثتنا عن من كان لهم تأثير على رغبتك في التحوّل إلى الإسلام ؟
كما شرحت لك في البداية، كان لأبي تأثير كبير ،فهو الذي علّمني القواعد وعلاقة الإسلام بالديانة الكاثوليكية، ثم جاءت ثورة الإمام الخميني ، أي الثورة الإسلامية في إيران، حيث تعرفت عن الحياة الاجتماعية والإسلام السياسي، وفي تلك الأثناء التقيت بأخوّين أحدهما من مصر يدعى عبدي ، وأخر من سورية يدعى زكي حاتم ، حيث تكلما لي كثيرا عن الدين وبشرح مستفيض ، وقالا لي عليك أن تعلم جيدا أن الوجه الحقيقي للإسلام ليس هو إسلام الأغنياء العرب الذين يقضون فصل الصيف في ماربيليا عندكم ، فهذا هو ليس من الإسلام من شيء، وهو ما يسمى بالنفاق ، وبأن الإسلام هو قبل كل شيء دين محبة وتسامح وعدالة وأخوة. إلى جانب ذلك، تصادف وأن كان أن هناك مواطن تونسي يتكلم الايطالية ، حيث كان ضمن جماعة التبليغ فكانت السانحة وجلست معه وتعلمت منه ، ووجدت رابطا بين الإسلام والتعاليم الدينية من والدي.
كيف كان رد فعل العائلة والأصدقاء لما علموا بإسلامك ؟
شخصيا، لم تكن لدى مشاكل مع الأسرة عند اعتناقي الإسلام، حيث أن معظم أصدقائي تقبلوا الأمر من دون مشاكل، وربما المكان الوحيد الذي جعلني أعاني بعض الصعوبات، هو البنك الذي أعمل فيه، باعتباري مسلما بين زملائي ، والغريب أنه رأسماله من تمويل عربي.
بصفتك نائب رئيس لفيدرالية مسلمي اسبانيا ، هل بإمكانك أن تحدثنا عن مهامك ؟
مهمتي تكمن في تقديم المشورة القانونية لأعضاء الفيدرالية ، والعمل على الدفاع عن مصالح هؤلاء الأعضاء، إلى جانب العمل على انتشار الإسلام و تمثيل الأعضاء لدى مختلف إدارات الدولة الإسبانية...إن مهمتي محددة، فبالإضافة إلى ما ذكرت آنفا ، فأنا أمثل رئيس الفيدرالية أثناء غيابه ، وأحّل محله ممارسا لمهامه .
كلمة أخيرة ؟
أشكركم على هذا الحوار وأتمنى أن أزور بلدكم الجميل ، حيث أنني سمعت عنه الكثير ويوجد فيه الكثير مما يجمعنا بحكم الموروث الثقافي الذي تركته الفتوحات الإسلامية في اسبانيا ، وما يحتويه بلدكم من آثار إسلامية ومخطوطات


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)