الجزائر

حميد قوري ضيف "صدى الأقلام"


حميد قوري ضيف
أكّد الفنان حميد قوري على ضرورة التحلي بالبساطة في الحياة؛ لأنّ ذلك سيؤدي بنا حتما إلى السعادة، وذلك خلال استضافته في فضاء ”صدى الأقلام” بقاعة ”الحاج عمار” بالمسرح الوطني الجزائري، أوّل أمس، لتقديم نصه المسرحي الجديد ”أشرعة الحب”.قال الفنان حميد قوري إن هذا النص استلهم موضوعه من رسالة وجدها على الفايسبوك، يُرثي فيها رجل زوجته التي لم يعرف قيمتها إلا بعد رحيلها عن الدنيا. ويحكي النص قصة رجل كان خلال دراسته الجامعية مشبّعا بالفكر اليساري، حاملا نظرة مثالية لحياة أفضل. وأثناء مشاركته في إحدى المظاهرات، تعرّف على طالبة جامعية، فوقعا في الغرام وتزوّجا، لكن ”دوام الحال من المحال”، إذ بات الرجل ماديا بفعل ظروف الحياة الصعبة، فترك أحلامه جانبا، بل نساها تماما، وأصبح يبحث عن الحياة الرغيدة.أمّا زوجته، المرأة التي عشقت أفكار زوجها وكانت ترى العالم من خلاله، فلم تعد تتعرّف على الوجه الجديد لهذا الزوج، فتركت مباهج الحياة وأهملت نفسها ولم تعد تهتم إلاّ بعملها كطبيبة، وبين هذين الزوجين مراهقة تجد نفسها تعيش في سراب، لكنها لا تيأس في أن تتغير العلاقة بين والديها، فتنظّم حفلة لعيد ميلاد زواجهما.ولم تفهم والدة الطفلة سبب تنظيم هذا الحفل، فتستفسر ابنتها، التي تجيب بأنّها تحتفل بعيد ميلاد والديها العزيزين، لكن الوالدة مهملة الهندام، لم تتأثّر كثيرا، وهو ما كان ردة فعل زوجها حينما دخل البيت، بل حتى إنه أخبرها بقراره بالانفصال؛ لأنّه لم يعد بمقدوره مواصلة العيش معها، كما أنّ له حبيبة يريد أن يتزوّجها.وأمام هذا الوضع، تطلب الزوجة من زوجها منحها عشرين يوما قبل أن توقّع على وثائق الطلاق، فيستغرب الزوج هذا الطلب، لكنها تصرّ عليه مضيفة: ”أريد منك أن تأخذني في رحلة لأماكن أحبها”، فيستغرب أكثر الرغبة المفاجئة ويمتعض، فترد أنّه بالإمكان تحقيق هذا الحلم في البيت، لتُدخل زوجها طيلة عشرين يوما، عالما من الخيال، فيتنزهان في المنزل ويتخيّلان نفسيهما في مكان جميل، ويستذكران كل جميل في حياتهما.وطيلة هذه المدة يلاحظ الزوج الوهن الذي أصاب جسد زوجته، ويتجدّد شعوره بالحب تجاهها، فيمزّق وثيقة الطلاق، ويطلب منها أن يظلا معا وتسعد طفلتهما كثيرا، لكن جسد الزوجة يرفض الحياة بعد أن دبّ السرطان فيه، وكانت النهاية بعد عشرين يوما، حسبما صرح به الطبيب، ليختار الكاتب موت الزوجة قائلا إنّ الزوج لا يستحقها وسيندم بعد رحيلها؛ لأنّه عرف قيمتها بعد فوات الأوان.وفي هذا السياق، شدّد حميد قوري على أهمية التواصل والاتصال بين الأحباء؛ لأنّ قلة أو انعدام الحوار سيقتل الحب وسيؤدي إلى الهلاك، وأشار إلى أنّه اعتمد في نصه هذا، على البساطة، وهو المفهوم الذي يتبعه في الحياة، مطالبا بتأسيس قواعد الحوار حتى نعيش حياة أفضل وسط نبع من الحب والتفاهم.وقال المتحدث إنّه اختار أن تكون شخصياته في هذا العمل، من الجامعة؛ لأنّها في الأصل تحمل أفكار الغد، إلاّ أنّ الجامعة الجزائرية أصبحت تعاني الركود، وابتعدت عن تكوين طالب ”إنسان” في أوّل المصاف قبل أن يتشبّع بالدراسات المختلفة، داعيا إلى أن يسمع كلّ منا الآخر حتى وإن اختلفت الآراء، وإلاّ فلن تتغير الأمور، بل ستسوء حتما.وعرّج حميد على المسرح الوطني الجزائري، حيث عبّر عن استيائه للمسرحيات التي ينتجها وأخرى التي يحتضنها هذا الركح، مضيفا أنّ معظم الأعمال الأخيرة تعتمد على الصراخ والرقص بطريقة لا معنى لها، وكذا تعتمد على مفهوم الصراع الذي مضى عليه الزمن، ليطالب بأهمية تقديم مسرح جديد بأفكار جديدة، تساير ما نعيشه اليوم.بالمقابل، تحدّث حميد عن الراحل بن قطاف - مدير المسرح الوطني السابق - قائلا إنّه كان يكنّ له الكثير من الاحترام.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)