حملة انتخابية شعبوية وعروشية في الباهية

سجلت أسهم الوعود بالسكن والعمل ارتفاعا في بورصة الحملة الانتخابية بوهران، ولم يتوان بعض المنتخبين المرشحين من توظيف برامج سكنية جاهزة، ومناصب عمل والتغاضي عن تشييد بنايات فوضوية، لمساومة الناخبين واستدراجهم للتصويت لصالح قوائمهم.
وعاشت شوارع وهران حرب ''معلنة'' بين بعض القوائم التي يترأسها منشقون عن الجبهة الوطنية الجزائرية وصلت إلى حد الاعتداءات وتمزيق الملصقات أو كتابة عبارات نابية فوق البعض منها للتشهير برأس القائمة، بطريقة تنم عن انحطاط أخلاقي لا يبشر بالخير. وتظهر طريقة إعداد القوائم وتركيبتها البشرية في ولاية بحجم عاصمة غرب البلاد عن تراجع عامل المواطنة كمشروع حداثي لحساب الانتماء إلى العرش والمنطقة، بحيث تسمح قراءة بسيطة للقوائم بمعرفة الانتماء الجغرافي، سواء من منطقة الحدود كمسيردة وندرومة والغزوات أو من البيض والمشرية وسعيدة منطقة تواجد قبائل '' الحميان'' و... إلخ.
تعرض بعض المرشحين للطرد من طرف المواطنين كما حدث لمترشحة بحي ابن سينا. في السياق ذاته، عبّر بعض سكان حي العقيد لطفي شرق وهران عن تضايقهم من الضجيج المنبعث من مداومة جبهة التحرير الوطني. وتباينت إستراتجية الحملة من قائمة لأخرى وحسب الإمكانيات المتاحة، فمرشحو التشكيلات السياسية المسيرة للبلديات استغلوا الوضع للاستثمار في مشاكل المواطنين بتقديم وعود بتوفير مناصب شغل في إطار تدابير التشغيل، ومنح مسكن اجتماعي جاهز، أو إدراجه ضمن قوائم السكن التساهمي المدعم، وفي أحيان أخرى وعد بالترسيم في المنصب، وفي حالات أخرى يتم استعمال الصفقات العمومية كورقة ضغط مقابل تمويل حملة بعض المنتخبين أو استمالة الناخبين لاختيار القائمة بمقابل مالي بعد استظهار أوراق التصويت.
واهتدى بعض رؤوس القوائم إلى طريقة مواكب سيارات تحمل ملصقات المرشح والرقم تجول بلديات الولاية دون توقف لإثارة انتباه المواطنين، فيما قام آخرون بتنظيم حفلات غنائية خاصة لشريحة النساء لاستقطاب اهتمام هذه الشريحة العريضة من الهيئة الناخبة.
وحظيت دواوير وهران والأحياء القصديرية التي تحيط بالولاية، بإنزال غير مسبوق من مرشحين وطأت أقدامهم لأول ولآخر مرة هذه المناطق الريفية المعزولة للاستماع لانشغالات السكان وتوزيع وعود كثيرة حجبت برامج ومقترحات بعض المرشحين وقللّت من مفعولها.