الجزائر

حلول إفريقية لمشاكل مشتركة.. الانتماء القاري يوحد الرؤية



مستقبل يصنعه الشباب وقيادات الدول الإفريقية تمد يدها بثقةالأمن الغذائي، المائي والطاقوي.. رهانات يشارك الشباب في كسبها
سوق واعدة وأدمغة مبدعة.. إفريقيا تحسم القرار لصالح الشباب
«الدياسبورا» تستعيد الثقة وتعود بقوة
لوحة إفريقية مغايرة تماما، رسمها الحضور القوّي في المؤتمر الإفريقي للاستثمار، لنخبة حاملة لحلول مبتكرة، أبدعت وتألقت الأدمغة الإفريقية في طرحها لاحتواء مشاكل القارة، ولقد اقتربت "الشعب" من المشاركين بالمناسبة، ونقلت انطباعات وآمال شباب حرصوا على تقديم شروحات وافية حول مشاريعهم، وتحدثوا عن نجاح الاجتماعات الثنائية للظفر بممولين أو شركاء..
بمناسبة المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، تنقلت "الشعب" إلى المركز الدولي للمؤتمرات، أين عرضت أكثر من 250 مؤسسة ناشئة مشاريعها المبتكرة، وقامت بجولة استطلاعية بين العارضين من جميع الدول الإفريقية، التي ارتصت أعلامها الدول الإفريقية عند المدخل الرئيسي، في رسالة واضحة مفادها أن القوة في الوحدة.
وتؤكد كل المشاريع الواعدة والحلول المطروحة، تحكما عاليا في التكنولوجيا،كلّل بإنشاء شركات ناشئة قدّمت حلولا ابتكارية متعلقة بالأمن الغذائي، الطاقوي والمائي.
المكننة والتكنولوجيا لتحقيق الأمن الغذائي
يقترح غايتا ماييلي من كنشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية، صاحب مؤسسة ناشئة لمشروع ابتكاري، ما تزال فتية حيث لم تكمل بعد عامها الأوّل، حلولا في مجال الفلاحة وكيفية تطوير الزراعة بالكونغو، وتعميم المشروع المبتكر على دول القارة السمراء.
وفي رده على سؤال يخصّ سبب اختياره لهذا المجال، أجاب غايتا أن قلة الإنتاج الفلاحي بأغلب دول القارة الفتية، ووضعية الغذاء التي لم تتمكن من حلها منظمات التغذية العالمية وبرامج الإعانة التي تسطرها لصالح البلدان التي تعاني من مشاكل التغذية، وهو الوضع الذي حفز غايتا على محاولة إيجاد الحلول للنهوض بالقطاع الفلاحي، وتحقيق وفرة الإنتاج، ومن هذا المنطلق أنشأ غايتا مؤسسته الناشئة المختصة في الحلول التكنولوجية للمشاكل الايكولوجية، يسعى من خلالها إلى مرافقة الفلاحين في أشغال تهيئة الأراضي الفلاحية، وكذا التحكم في تقنيات الري الحديثة، خاصة وأن القارة الإفريقية تتميز بقلة الأمطار كمصدر مباشر للري. كما تعمل مؤسسته على اقتراح الحلول المتعلقة بالمنتج من مرحلة البذور إلى مرحلة الثمار، وضمان أوفر إنتاج لسوق خصبة فتية.
وبخصوص حرص غايتا على التواجد بالجزائر والمشاركة بمعرض المؤتمر، قال إن ذلك "يعود إلى عدة أسباب يراها جد مهمة، بينها اكتشاف الجزائر كبلد لم يزره من قبل، ويتعلق السبب الثاني بالاحتكاك بنظرائه من رواد الأعمال الشباب، وتبادل الخبرات حول كيفية بعث مشاريعهم، ومحاولة الظفر بشراكات مثمرة مع الفاعلين الأفارقة، في ظل التنسيق الجاري بين قادة الدول الإفريقية من أجل بناء نظام بيئي متناسق وموحد بين كافة الدول، وتسهيل المعاملات التجارية بين المؤسسات الناشئة. ويبقى الحصول على مموّل أو عقود شراكة في المجال الفلاحي، وهو السبب الأهم وراء تواجده بالمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة.
«بيوكاب".. مراتب عالمية وتكريم رئاسي
هي من حاملي المشاريع وأصحاب المؤسسات الناشئة الأوائل الذين حازوا على تكريم من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بدايتها قوية تنبئ بنجاح أكيد في ريادة الأعمال.. منال تلقت تدريبا بسويسرا وهي حاليا تقضي دورتها التدريبية الثانية بألمانيا في مجال إنتاج المواد الحافظة للمواد التجميلية والعطرية والغذائية.
مرحلة بدأت بوادرها مبكرا وهي ما تزال طالبة حيث تمكنت من عرض مشروعها على مركز للأبحاث، أين تم إجراء التحاليل والتجارب الأولية التي تمكنت من الحصول على وسم "مشروع مبتكر" من طرف وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة في مدة لم تتجاوز 15 يوما، لتباشر منال الإنتاج مباشرة، بمرافقة ودعم من الجهات الوصية بقيادة رئيس الجمهورية الذي لم يتردد أبدا في تقديم المساعدة لصناع المستقبل.
تحلية مياه البحر والمدخلات الطاقوية بكفاءات جزائرية
مليك صياغ.. صاحب مؤسسة ناشة "أم أف سي" راودته فكرة مؤسسته بعد ملاحظة المواد الكيماوية التي تكبد الخزينة العمومية فاتورة باهظة من العملة الصعبة من أجل استيرادها وضمان وفرتها بالسوق المحلية، تصل إلى 120 مليون دولار سنويا، رغم أن 60% من مكونات هذه المواد الأولية متوفرة بالجزائر، وتأسف مالك صياغ، شأنه شأن أي جزائري غيور على وطنه، على فاتورة استيراد مواد أولية هي أصلا متوفرة بالجزائر، ففكر في التوجه إلى تصنيعها محليا وتوفير ما يزيد عن 40 مليون دولار سنويا.
وتهدف المؤسسة الناشئة في حال توفر لها التمويل الذي يتطلب رأس مال مرتفع، نظرا للتكاليف المرتفعة المتعلقة بالتحاليل الدورية التي تقوم بها من أجل الحصول على شهادة المطابقة التي لا تقل عن مليون دج للتحليل الواحد المتعلق بمجال تصفية المياه، مؤكدا أن الجزائر غنية بكفاءاتها ومواردها الطبيعية وكل ما يحتاجه الشباب هو الدعم، وهو ما تجسد مؤخرا في المرافقة والدعم القوي الذي حظيت به المؤسسات الناشئة تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية.
وعن تواجده بمعرض المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، أجاب صاحب المؤسسة الناشئة أنه يأمل التواصل مع مؤسسات تمويلية وطنية كانت أو مستثمرين من أجل تجسيد مشروعه، فهي فرصة لا يريد تفويتها، وقد تشكل محطة انفراج ونقطة تحول في مسار مؤسسته الناشئة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)