الجزائر

حكومة بدوي: المخاض العسير



يمر اليوم نصف شهر على تعيين نور الدين بدوي وزيرا أول وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة أحمد أويحيى الذي قدم استقالته بعد الحراك الشعبي المتمثل في المسيرات السلمية التي انطلقت يوم 22 فبراير الماضي رفضا للعهدة الخامسة وقد بادر بدوي بعقد ندوة في المركز الدولي للمؤتمرات رفقة رمطان العمامرة نائبه ووزير الخارجية الذي عين معه في نفس الوقت وأكد في تلك الندوة أن أبواب الحوار مفتوحة للجميع دون إقصاء قبل أن يغيب عن الأنظار وتنقطع الأخبار الرسمية عن تحركاته واتصالاته بحثا عن شخصيات تقبل بالانتماء إلى حكومته التي تجهل ملامحها.فالمعلومات المتسربة حولها شحيحة وغير مؤكدة فهل ستكون تقنية مكونة من إطارات أم تضم سياسيين وكفاءات وطنية ويبدو من الوهلة الأولى أنها ستحاول العمل امتصاص غضب الشارع وتجاوز الأزمة السياسية الراهنة لكنها أمام عقبات صعبة لأن أحزاب الموالاة فقدت شعبيتها بعد تأييدها للعهدة الخامسة والوجوه المنتمية إليها لا تحظى بقبول الحراك الشعبي الذي انضمت إليه هذا الأسبوع المنظمة الوطنية للمجاهدين التي اتهمت جبهة التحرير الوطني بالفساد مما يشكل خسارة كبيرة لهذا الحزب وللسلطة السياسية ودعما كبيرا للشارع المطالب برحيل النظام كما أن أحزاب المعارضة ترفض الحوار مع الوزير الأول وتطالب بحكومة انتقالية.
وقد دعت المؤسسة العسكرية للقيام بدورها الدستوري من أجل تسهيل الانتقال والتغيير إلى نظام حكم جديد.
فالسلطة السياسية في مأزق حقيقي وقد طال البحث عن وزراء لحكومة بدوي التي ولدت برأسين فنائب الوزير الأول للحكومة السيد رمطان العمامرة جاء والصراع داخل السلطة نفسها وسعى كل طرف لحماية مصالحه والدفع بوزير الخارجية للتحرك خارج الوطن لم يكن ارتجاليا فسيقترح بديلا للوزير الأول إذا فشل في تكوين حكومته التي تأخرت كثيرا بالنظر لأوضاع الوطن المتحركة.
وقد أفادت بعض المصادر الإعلامية تعرض بدوي للضغط الشديد من عدة دوائر للاحتفاظ بأغلبية وزراء الحكومة السابقة واقترحوا عليه تعيين وزيرة منها على رأس وزارة الداخلية والجماعات المحلية لجلب العنصر النسوي الى صف السلطة الحاكمة، لكن هذا الاقتراح الجنوني يجد الرفض المطلق من جهات مؤثرة لما فيه من خطورة لان الشخصية المقترحة غير مرحب بها في الشارع الذي سيتحرك بقوة أكثر مما يعقد الأمور ويتعذر معه إيجاد حل مقبول للأزمة الراهنة.
فالمناورة السياسية محدودة لدى الوزير الأول فقد يأتي بحكومة ذات وجوه قديمة منزوعة الثقة أو يعتذر ويترك المهمة لغيره مادام المسيرات السلمية متواصلة ومعها الإضرابات والوقفات التي تحدث يوميا وكل الحب والإخلاص للوطن وإن طال الهم والنكد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)