الجزائر

حكاية الناخب والمنتخب



الترشح للانتخابات الرئاسية بنية الفوز بها يتطلب تحضيرا مكثفا واستعدادا قويا فليس من السهل أن تكون رئيسا للجمهورية في دولة مثل الجزائر تضم 42 مليون نسمة أكثرهم من الشباب المتعلم ووسط 172مترشحا أو يزيد ون فلابد من برنامج انتخابي جدي مبني على وقائع ومعطيات صحيحة يعالج قضايا الوطن ويستجيب لحاجيات المواطنين وأن يكون مرفقا بخطاب سياسي واضح ورفع شعار مناسب لإحداث التأثير المطلوب لدى الناخبين لنيل أصواتهم ولهذا نجد المرشحين الجديين يستعينون بالخبراء لإدارة الحملة الانتخابية بنجاح ويجمعون حولهم أصحاب الفكر والسياسة والمال لأن الرهان صعب والمنافسة قوية والمعركة الانتخابية صعبة يحسبون لها ألف حساب وليس كما يحدث عندنا حاليا بمناسبة الانتخابات الرئاسية فقد فتح الباب كل من هب ودب ليعلن في الناس ترشحه دون برنامج أو مستوى علمي أو ثقافي أو تكوين سياسي و منهم من يحتاج إلى إجراء خبرة نفسية للتأكد من سلامة عقله ومع ذلك تتسابق وسائل الإعلام لنشر صورهم وتصريحاتهم الغريبة والساذجة مما جعلهم فرجة لدى المواطنين الذين أصبحوا يتبادلون الفيديوهات الخاصة ببعض المرشحين ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتعليق عليها بعبارات ساخرة فوصفوا بعض المرشحين بالجنون والهبال وطلبوا من مرشحين أسنانهم متساقطة الذهاب إلى جمعية أطباء الأسنان لتركيب أسنان اصطناعية وقد تأسف الكثير من المواطنين للتصرفات البهلوانية لعدد من المرشحين الذين أساؤوا لأنفسهم وللعملية الانتخابية وللجزائر التي كانت رائدة بشخصياتها السياسية الكبيرة مثل مصالي الحاج وفرحات عباس وبن خدة وبن بلة وكريم بلقاسم ومهري ­­ وبومدين وبوتفليقة ومحمد الصديق بن يحيى والاخضر الابراهيمي ومحمد سحنون وطالب الابراهيمي وامحمد يزيد وبجاوي والقائمة طويلة...لقد تم تمييع العمل السياسي في بلادنا في الوقت الذي كنا نأمل فيه أن ترفع الديمقراطية و التعددية السياسية من المستوى فنرشح وننتخب أفضل الإطارات والعقول الموجودة في بلادنا لإدارة شؤون الدولة بكفاءة ولعل الأيام القادمة تأتينا بالجديد والجيد فقائمة المرشحين مازالت مفتوحة وسنعرف المرشحين الحقيقيين والمقبولين الذين تتوفر فيهم الشروط بعد الثالث مارس ووقتها يمكن الحكم على كل مرشح من خلال برنامجه الانتخابي وخطابه السياسي فمازالت العملية في بدايتها في انتظار الحملة الانتخابية التي تكشف فيها كل الأوراق والفوز للأقوى . فالرهان صعب ويتطلب نشاطا وصبرا وسعيا حثيثا لدى الشعب من أجل نيل شرف رئاسة الجزائر وقيادتها لعهدة كاملة في الخمس سنوات القادمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)